فى أول انتخابات بعد ثورة 30 يونيو التى أطاحت بجماعة الإخوان وبموجبها عُزل محمد مرسى من الحكم، يجرى حزب البناء و التنمية المنبثق من الجماعة الإسلامية المرحلة النهائية من انتخابات الداخلية والتى ستكون على منصب رئيس الحزب.
وستكون هذه الانتخابات بين 3 شخصيات، يمثل اثنان منهم تيار "حمائم" الجماعة وهما صلاح رجب نائب رئيس الحزب، وجمال سمك أمين عام الحزب، بينما يمثل المرشح الثالث تيار "صقور" الجماعة، الأكثر تشددا، وهو طارق الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية، والهارب خارج البلاد.
مصادر داخل الجماعة الإسلامية، توقعت خلال تصريحاتها لـ"اليوم السابع" أن يتم الاطاحة بطارق الزمر فى هذه الانتخابات، معللة توقعاتها بأنه هارب خارج البلاد ويتنقل ما بين قطر وتركيا، ورئاسة حزب البناء والتنمية تحتاج لشخصيات متواجدة داخل مصر، ليس هذا فحسب، بل هناك عدة قضايا تطالب بإسقاط الجنسية المصرية عنه نظرا لتحالفه مع جماعة الإخوان الإرهابية، واتهامه بممارسة التحريض على العنف ضد مؤسسات الدولة المصرية.
وأوضحت المصادر، أن ترشح جمال سمك أمين عام حزب البناء والتنمية فى هذه الانتخابات بمثابة "كرسى فى الكلوب"، حيث أنه لم يكن متوقعا أن يخوض هذه الانتخابات، مشيرة إلى أن فرص فوزه فى هذه الانتخابات كبيرة، نظرا لتواجده داخل مصر".
وأشارت المصادر إلى أن الشخصيات التى ترشحت لرئاسة حزب البناء والتنمية، جاءت بعد التزكية من 26 عضوا من المؤتمر العام للحزب، وذلك وفقا للائحة الداخلية للحزب.
بدوره قال جمال سمك، الأمين العام الحالى لرئاسة الحزب، والمرشح للرئاسة الحزب، أنه حال فوزه سيهتم بأفراد وأعضاء الأحزاب ورفع كفاءاتهم العلمية والإدارية، مضيفًا :"فرصتى الآن الاستثمار فى الأفراد التابعين للحزب، وقد قطعنا شوطنا كبيرا فى هذا الأمر فقمنا بعمل دورات فى التنمية البشرية وتعاملنا مع مركز كبرى، كالأكاديمية البريطانية للتدريب والتنمية البشرية والجامعات المصرية، ونحصل على شهادات من هذه المؤسسات".
وحول انفصالهم عن جماعة الإخوان، حال فوزه برئاسة الحزب، قال "سمك" :" نحن لسنا فى عباءة الإخوان، بل فى عباءة الأمة المصرية، فأنا عمرى ما تخيلت نفسى أو أحد من أبناء الجماعة الإسلامية أن يتبع لأى كيانات أخرى تخالف المصلحة الوطنية والصالح العام".
وأضاف "سمك":" ليس لدي مشكلة فى التواصل مع أحزاب أو تيارات سواء مسلمين أو مسيحيين وليبراليين وعلمانيين، فنحن نتواصل مع الأحزاب القائمة دون انقطاع من أجل إنهاء الأزمات التى تواجهها مصر".
وأشار إلى أنه حال عدم التوفيق والفوز فى هذه الانتخابات سيمد الفائز برئاسة الحزب بأفكاره، مضيفًا :"فالمهم بالنسبة لى هو تطبيق أفكار مرنة لمسايرة الواقع، وحتى لا نكون محلك سر، فأنا أحب الحركة لأنها بركة"، داعيا جميع منظمات المتجمع المدنى ووسائل الإعلام لمتابعة الانتخابات المقرر عقدها غدا فى المقر الرئيسى للجماعة الإسلامية.
وعن إجراء انتخابات حزب البناء والتنمية، يقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هذه الانتخابات ستتجه نحو فوز المتواجدين داخل مصر على القيادات المتواجدة فى الخارج، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتى فى إطار الموائمات التى تسعى الجماعة الإسلامية أن تسلط الضوء عليها فى انتخاباتها الداخلية المقبلة.
ويضيف "النجار"، أن الجماعة الاسلامية ستسعى لتفادى أى صراع خلال الانتخابات الداخلية، لذلك ستتجه الأصوات للمرشحين بالبناء والتنمية المتواجدين داخل مصر.
أما الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن فرص فوز طارق الزمر فى رئاسة حزب البناء والتنمية ضعيفة لأن هناك تيار داخل الجماعة يرى أنها تضررت من وقفها بجانب الإخوان، خاصة ما نسب لطارق الزمر من خطب على منصة رابعه وكلمته الشهيرة "سنسحقهم" – إشارة إلى مؤيدى ثورة 30 يونيو، وهو مالا يليق برجل يمارس السياسة.
ويضيف "المنشاوى" فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن تواجد طارق الزمر فى الخارج يضعف حظوظ فوزه فى هذه الانتخابات، مضيفًا :"أعتقد أنها خطوة لإثبات صحة موقفه وحظوته بشعبيه داخل الجماعة، أيضا مما يضعف موقفه عدم اتفاق ابن عمه واحد القادة للجماعة عبود الزمر والذى تتضارب مواقفه معه الشيخ عبود الزمر، والذى يتمتع بشعبية كبيرة داخل الجماعة.