أعرب السفير أسامة المجدوب، سفير مصر فى بكين، عن تهنئته للشعب الصينى الصديق، تحت قيادة الرئيس شى جين بينج، على النجاح الباهر والمستوى المتميز الذى خرج به منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولى، الذى اختتم أعماله اليوم، والذى وصفه بأنه يعد تتويجا لجهود وعمل الحكومة الصينية بمختلف أجهزتها وهيئاتها خلال السنوات الأربع الماضية، منذ أن أطلق الرئيس الصينى، مبادرة "الحزام والطريق"، الداعية إلى إحياء طريق الحرير القديم.
وقال فى كلمة ألقاها خلال "منتدى الاستثمار المصرى الصينى - قناة السويس: بوابة طريق الحرير"، الذى عقدته السفارة فى بكين، اليوم، على هامش المنتدى الصينى، بحضور الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، والمهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، واللواء بحرى عبد القادر درويش، نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إن منتدى "الحزام والطريق"، أتاح الفرصة لخلق منصة متعددة الأطراف، وبناء آلية متعددة المستويات بين دول المبادرة لتبادل الآراء ووجهات النظر بشأن السياسات الاقتصادية الكلية التى تتخذها، وإزالة العوائق أمام التجارة، وربط المرافق، والتكامل المالى، وتقديم دعم مشترك نحو تنفيذ السياسات والمشروعات المشتركة، بالإضافة إلى تعزيز التبادل والتعاون الثقافى بين الشعوب وعلى مستوى مراكز الفكر والأبحاث.
وأشار السفير المصرى، إلى أن منتدى "الحزام والطريق"، لا يقتصر على طرح رؤية اقتصادية ومالية متكاملة فحسب، بل يفتح أفاقًا جديدة للتواصل والتمازج الحضارى والثقافى بين الشعوب، وبناء جسور التفاهم، وهو النهج الذى طالما اتبعته مصر عبر تاريخها كمنارة للعلوم والفنون والآداب وعبر تاريخها وارثها القديم الذين تم احياؤه بإعادة بناء مكتبة الإسكندرية أو الحديث الذى يتمثل فى رصيدها الزاخر من العلماء والكتاب والأدباء والفنانين، والذى اثرى الثقافة العربية والعالمية عبر عقود ممتدة .
وقال إن منتدى "الاستثمار المصرى – الصينى"، نظمته السفارة، ليتكامل مع منتدى الحزام والطريق الذى تنظمه الحكومة الصينية فى تناغم فريد.
وأعرب عن تفاؤله بالنظر إلى عدد المشاركين فى هذا الحدث العام وإلى حجم الاقبال من عدد كبير من كبرى الشركات الصينية الراغبة فى الاستثمار فى مصر، مشيرًا إلى أن هذا يزيد من يقينه أن عمق العلاقات المصرية الصينية، والذى تشهد عليه العلاقة المتميزة بين القيادة السياسية فى البلدين، إنما يستمد قوة دفعه من حجم العلاقات الراسخة والممتدة عبر التاريخ بين الشعبين المصرى والصينى، ورغبتهما الصادقة فى تعميق الشراكة الاستراتيجية بينهما على كافة الأصعدة.
وأكد المجدوب، أن مشاركة الوزيرة سحر نصر، والوزير طارق قابيل، ونائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فى المنتدى، الذى نظمته السفارة، اليوم، يتيح فرصة جيدة لطرح رؤية مصر تجاه مبادرة "الحزام والطريق"، باعتبارها شريكًا إستراتيجياً وتاريخيًا للصين فى المبادرة، خاصة وأن مصر تدعم هدف المبادرة الخاص بتطوير مرافق البنية والتحتية عبر دول طريق الحرير، وهو ما تقوم به من خلال إنشاء قناة السويس الجديدة التى تم افتتاحها فى أغسطس 2015، بالإضافة إلى تطوير المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، ومد شبكات الطرق والسكك الحديدية وبناء الموانئ البحرية الحديثة بما يسهم فى تعزيز حركة التجارة وتكامل شبكة المرافق بين دول طريق الحرير.
وتناول المسئولون المصريون، فى كلماتهم العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين مصر والصين، وتحدثوا عن قانون الاستثمار الجديد، الذى يهدف إلى تحسين بيئة الاعمال وتقليل البيروقراطية والمشروعات والخطط المرتبطة بتنمية محور قناة السويس وعن بناء المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الصناعية فى مصر وكذا عن الاستراتيجيات المصرية الخاصة بالتجارة والتصنيع وعن تطوير قطاع النقل وبناء العاصمة الجديدة والإصلاحات الاقتصادية التى تقوم بها مصر وعن التشريعات الجديدة المتعلقة بالاقتصاد، مشيرين الى ان هدف مصر هو تهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات الاجنبية.
وشارك فى المنتدى المصرى الصينى، عدد كبير من ممثلى كبرى الشركات والمؤسسات التمويلية الصينية للاستماع لخطط التنمية وتوجهات الوزراء المعنيون برسم السياسات الخاصة بالتجارة والصناعة والاستثمار والتعاون الدولى والتخطيط لمستقبل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وحرص عدد من الشركات الصينية الرائدة العاملة فى مصر على التحدث خلال المنتدى عن قصص نجاحها وتجربتها فى التعامل مع السوق المصرية من ضمنهم شركتى ستيت جريد وتيدا وتحدثت كذلك عدد اخر من الشركات التى تخطط لضخ استثماراتها فى مصر فى المستقبل القريب.