دخلت معركة الانتخابات الرئاسية فى إيران مرحلة جديدة من الحسم قبل أيام من فتح باب الاقتراع يوم الجمعة المقبلة، وذلك بعد إعلان المرشح الأصولى ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف الانسحاب من السباق الرئاسى لصالح رجل الدين المتشدد المقرب من المرشد إبراهيم رئيسى، لينحصر التنافس بين مرشحى الجبهتين الإصلاحية حسن روحانى، والمحافظة إبراهيم رئيسى.
وبخروج قاليباف من حلبة السباق عادت من جديد المعركة الانتخابية تدور حول قطبين، الإصلاحى صاحب العمامة البيضاء، والمحافظ صاحب العمامة السوداء (انتسابا لأهل البيت وفقا للمعتقدات الإيرانية)، ويتوقع أن تحتدم المنافسة مع اقتراب موعد الاقتراع .
روحانی رئیسی
روحانى يتمسك بشعار الحرية والانفتاح
ويحظى المرشح المعتدل روحانى بدعم الجبهة الإصلاحية والمعتدلين والأصوليين المعتدلين، فضلا عن مساندة الزعيم الإصلاحى محمد خاتمى، والذى بدوره دعا الإيرانيين للتصويت لصالحه لضمان عدم عودة العقوبات والعزلة الدولية على طهران، بالإضافة إلى كوادر التيار الإصلاحى ورجال الدين من بينهم ناطق نورى مستشار المرشد الأعلى وعضو مجلس تشخيص مصلحة، وعائلة المعتدل الراحل هاشمى رفسنجانى.
وركز روحانى على الحريات الشخصية والثقافية والاجتماعية، لاستقطاب فئات الشباب التى تشكل النسبة الأكبر فى المجتمع الإيرانى، فقد جعل الحرية تتصدر شعاره وهو "الحرية والأمن والتطور"، ودعا خلال تجمعاته الانتخابية إلى قدر أكبر من الحرية، وضرب مرات عديدة على وتر مناهضة منافسيه من التيار الأصولى للحريات العامة وفصل الجنسين حتى فى الشوارع، واقتصاديا وعد روحانى باستغلال الثروات النفطية لتوفير فرص العمل، وخفض التضخم، وتوفير الدعم المالى للإنتاج وفرص العمل، وإصلاح النظام المصرفى، وتنمية سوق الاستثمارات، وتنمية القطاع الخاص، والتعامل مع الاقتصاد العالمى والاقليمى، ورسم سياسات لخفض نسبة الفقر والعدالة فى توزيع الثروات، فضلا عن رؤيته للانفتاح على العالم ودحر التوتر.
حسن روحانى
رئيسى نصير الفقراء والمحرومين
أما ممثل جبهة المحافظين رئيسى يحظى منذ صعوده بدعم هرم السلطة المتمثل فى المرشد خامنئى، بالإضافة إلى الحرس الثورى الذى سخر منصات إعلامه لتلميعه والهجوم على المرشحين الإصلاحيين، وتشويه آداء حكومة منافسه، فضلا عن دعم المؤسسة الدينية، ويرفع رئيسى شعار "العمل والكرامة"، وعلى النقيض من نافسه قدم رئيسى نفسه على أنه نصيرًا الفقراء والمحرومين، ووعد بأن يقدم إعانات للعاطلين عن العمل، وإنفاق المليارات لإقامة مشروعات توفر العمل للشباب، ومضاعفة الدعم النقدى، محاولا بذلك مغازلة الفئات المهمشة، كما أنه أكد على التزامه بالاتفاق النووى، ودعا لعلاقات مع دول الجوار وأوروبا.
ابرهيم رئيسى
الناخب يعلق آمالا بتحسين وضعه الاقتصادى
وبين هذا وذاك، يترقب الإيرانيون بكثير من الآمل والترقب ساعة الصفر، وترتفع سقف التوقعات والآماله فى أن يحل رئيس الجمهورية المقبل المشاكل التى يعانى منها معظم أفراد الشعب الإيرانى مثل البطالة وتوفير المساكن ومساعدة الشباب على الزواج فى سن مبكرة والإصلاح السياسى وتحسين وضعه المعيشى والمساواة بين الجنسية والمزيد من الحريات، ويعلق الجموع الإيرانية آمالا عريضة على الرئيس القادم لوضع الحلول للاقتصاد المتدهور.
عمدة طهران يدعو أنصاره للاصطفاف خلف "العمامة السوداء"
وفور انسحابه، دعا عمدة بلدية طهران والقيادى السابق بالحرس الثورى، أنصاره للاصطفاف خلف ابراهيم رئيسى صاحب العمة السوداء، وأصدر بيانًا قال فيه: "أدعو جميع المؤيدين الشعبيين لى فى كافة أنحاء البلاد كى يستخدموا كل طاقاتهم ودعمهم لنجاح الأخ العزيز إبراهيم رئيسى لتأسيس حكومة العمل والكرامة لخدمة الشعب، وأوجه التقدير والشكر الجزيل لكل أولئك الذين سعوا لتحقيق أهداف الثورة من دون أى أجر مقابل".
وانتقد قاليباف مجددا حكومة المرشح الإصلاحى حسن روحانى، واصفا إياها بحكومة الـ4% (وهم الأثرياء الذى يعتقد أنهم يستولون على مقدرات الشعب الإيرانى) قائلا، لا سبيل لإجراء تغيير أساسي فى الوضع الموجود سوى التصدى لهؤلاء الـ4% الذين تمكنوا على مدى أعوام طويلة من الهيمنة على عصب الاقتصاد والسياسة فى البلاد ولا يتخذون أى خطوة لحل أهم المعضلات الاقتصادية والاجتماعية فى البلاد، بل يعملون يوما بعد يوم عبر تفضيل مصالحهم الشخصية وانتهاكاتهم الواسعة للقانون على تأجيج هذه الأزمات خاصة ازمة الركود والبطالة".
روحانى يدعو للاختيار بين قاضى الاعدامات ومدافع الشعب
من جانبه دعا روحانى، جموع الشعب للاختيار بين القاضى والمحامى فى الانتخابات بعد انسحاب منافسه الأصولى محمد باقر قاليباف، وانحصار السباق بين روحانى والمرشح المقرب من المرشد الملقب بـ"قاضى الإعدامات" إبراهيم رئيسى".
وخلال تجمع لأنصاره بمحافظة مازندران، قال روحانى: "القاضى يصدر حكمه والمحامى مدافعا عن الشعب، والاختيار فى يدكم أنتم، هل يرغبون فى مد الجسور بين إيران والعالم أو بناء الجدران"، بحسب وكالة إيلنا الاصلاحية.
وأضاف روحانى، على الشعب الإيرانى أن يختار إما طريق الصدام مع العالم الخارجى أو التعامل، ويختار بين طريق العقل والخرافة، وبين الشعارات أو التخطيط والعمل، أو يختار بين التقدم أو العودة للوراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة