تعتبر صناعة سروج الخيل والحمير والبغال، من أقدم المهن اليدوية، بمحافظة دمياط التى اشتهرت بتلك الصناعة ولا تكاد تخلو منطقة من ورشة لصناعة السروج، ولكنها بدأت فى الاختفاء والاندثار بداية من نهاية التسعينيات بظهور سيارات التاكسى الذى حل محل الحنطور وسيلة الانتقال الرئيسية بمدينة دمياط وهو نفس الحال لانتشار سيارات الربع نقل والثمن والتروسيكل التى أثرت بشكل كبير على عربات الكارو التى تجرها الخيل والحمير والبغال ولعل أهم سبب لاندثار تلك المهنة هو وفاة روادها، وعزوف الجيل الجديد عن تعلم الصنعة.
فى دكان صغير بمنطقة صلاح الدين القديمة بدمياط وبالقرب من سور الجبانة الرئيسية بدمياط، والتى كانت بمثابة السوق والموطن الرئيسى لصناعة عربات الكارو وكافة المهن المرتبطة بها يقف عم جلال سليمان 68 عاما "سروجى" يمارس مهنته فى صناعة سروج الكلاب بعدما ظل طوال عمره يعمل فى صناعة سروج الخيل والحمير ولكن بعد اندثار المهنة وانتشار امتلاك الكثيرين للكلاب وخاصة للحراسة تحول عم جلال لصناعتها بدلا من غلق الورشة والجلوس فى منزله، ليبقى وحيدا فى تلك المهنة وفى هذا السوق الذى ظل لعقود طويلة موطنا لصناعة السروج وكانت تلك المنطقة تعج بالعشرات من أرباب المهنة، الذين كانوا يشكلون خلية من النشاط، ويتفننون فى صناعة السروج.
وفى دكانه الصغير ومن خلفه صورة الرئيس عبد الفتاح السيسى يقف جلال سليمان ممسكا بشاكوشه ليدق على سرج يصنعه للكلاب يعمل لبضعة ساعات ويظل جالسا بدكانه يتذكر كيف كان العشرات يتنقلون بين الدكاكين الصغيرة لاختيار السرج ويقارن بينها فى الاسعار ليشترى أفضلها وأرخصها.
وبقى سليمان وحيداً فى شارع صلاح الدين، ينتظر يوم الجمعة من كل اسبوع عندما يأتى الشباب من كل مكان فى دمياط لشراء الكلاب وهو ما يعنى بحثه عن سرج ليربط به كلبه ليتحكم فى حركته ويبحث الزبون عن السرج الذى يتميز بخفة وزنه وليونته لتساعد الكلب على الحركة.
يروى سليمان مراحل تصنيع السروج قديما، قائلاً صناعة السرج كان يشترك فيها الكثير كالنجار، والدباغ، والحداد، والخياط ولكن حاليا نعتمد على الجلد الجاهز، ويتراوح سعر سرج الكلب ما بين 45 إلى 50 جنيها .
عم جلال يمسك بالسرج
جلال السروجى يدق على سرج كلاب
سروج الحمير
جلال سيلمان داخل ورشته
عم جلال يروى حكايته لليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة