قال اللواء أحمد عمر، مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات، إن مكافحة المخدرات تمكنت من ضبط 62 ألف قضية مخدرات خلال عام، مؤكدا أن لديهم قاعدة بيانات بأسماء تجار المخدرات والمهربين.
وأكد أن المهربين يستهدفون تدمير عقول الشباب، وأن مسارات وخطوط التهريب باتت تحت السيطرة الأمنية، لافتاً فى حواره لـ«اليوم السابع»، إلى أن معظم الحشيش القادم لمصر يكون من مهربين من لبنان والمغرب، حيث تم إحباط دخول شحنة حشيش تحمل اسم «إليسا» عبر ميناء الدخيلة، وتمت محاصرة الترمادول حتى وصل سعر الشريط الواحد لـ 200 جنيه، مؤكداً أنه تم تفكيك جميع بؤر المخدرات، وإحباط حلم إنشاء أول مصنع مخدرات بمصر، وضبط 4 طن حشيش «بسكوته»
وإلى نص الحوار:
اللواء أحمد عمر مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات مع محرر اليوم السابع
بداية.. حدثنا عن أهم مجهودات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات؟
- رجال مكافحة المخدرات أعينهم لا تنام، يواصلون بالنهار، للتصدى للمحاولات الخسيسة لتهريب المواد المخدرة للبلاد التى تستهدف تدمير عقول الشباب، حيث نجحنا خلال عام واحد فى ضبط نحو 62 ألف قضية ما بين اتجار وتعاطى، وضربات الأمنية مستمرة، ونرصد كل عمليات التهريب ونحدد ساعة الصفر، ونحاصر التجار ونتحفظ على الضبطيات لتقديمها لجهات التحقيق.
ربما يتساءل البعض.. هل لدينا قاعدة بيانات محددة بأسماء مهربى وتجار المخدرات سواء بالداخل أو الخارج؟
- بالفعل لدينا معلومات عن كل الأشخاص الذين يتاجرون فى المواد المخدرة، هذه المعلومات تسهم بشكل كبير فى تحقيق الضربات الأمنية الكبرى، ونستعين بالتقنيات الحديثة فى تتبع تجار المخدرات والايقاع بهم، كما نرصد تحركات المهربين الأجانب الذين يحاولون ضخ شحنات من المواد المخدرة من الخارج لداخل البلاد.
اللواء أحمد عمر مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات
كيف تتصدى مكافحة المخدرات لعمليات ترويج المواد المخدرة بالبلاد؟
- نعمل على تجفيف منابع التهريب، من خلال الموانئ والحدود، ونحبط دخول شحنات المخدرات سواء براً وبحراً، ونسيطر على خطوط السير والمسارات تماماً، وفى الداخل حملاتنا مستمرة بالتنسيق مع مديريات الأمن، ونحقق نتائج ومجهودات كبيرة يومياً، بناءً على توجيهات اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية بالتصدى للمواد المخدرة.
هل يتم التنسيق مع أجهزة أخرى لمكافحة عمليات التهريب؟
- بالفعل ننسق مع القوات المسلحة، متمثلة فى القوات الجوية وحرس الحدود، حيث يسهم هذا التعاون الفعال فى إحباط عمليات دخول العديد من شحن المواد المخدرة لداخل البلاد.
ما أبرز الدول التى تأتى منها المواد المخدرة لمصر؟
- معظم المواد المخدرة التى تم ضبطها مؤخراً كانت قادمة من لبنان والمغرب، خاصة مخدر الحشيش الذى يأتى عبر البحر من خلال هاتين الدولتين بواسطة بعد المهربين الأجانب، ويستغل البعض الأحداث الأمنية فى ليبيا لتهريب المخدرات لمصر، لكن يقظة رجالنا تحبط هذه المحاولات المتكررة.
وما جهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات فى التصدى لمخدر الحشيش؟
- نحبط كل محاولات دخول شحن الحشيش لمصر، ونكافح انتشاره داخل البلاد، ونجحنا فى حصار هذا المخدر، وضبطنا مؤخراً العديد من الشحنات، حيث أحبطنا تهريب شحنة قادمة من لبنان إلى ميدان الدخيلة فى الإسكندرية، حيث أخفى المهربون نصف طن حشيش داخل مخزن سرى بسفينة، وتم رصدها لدى دخولها المياه الإقليمة، وضبط الشحنة والتحفظ على المخدرات التى وضعها المهربون داخل براميل «مخلل» ومكتوب عليها «هيفاء»، و«إليسا»، وضبطنا المتهمين والأشخاص الذين كانوا ينتظرونهم داخل سيارة فى انتظار وصول الشحنة لمصر.
وكيف يتم التصدى لعقار الترامادول الذى يستهدف فئة الشباب..ويتسبب فى العديد من الجرائم؟
- حملاتنا على هذا العقار مستمرة، للحفاظ على الشباب، حيث تم إساءة استخدامه، فبدلاً من استخدامه كعلاج بات يستخدم للتعاطى، وتسبب حصارنا لهذا العقار فى ارتفاع سعره لـ«السماء»، فوصل سعر الشريط إلى 200 جنيه.
وماذا عن جهود الإدارة فى مكافحة الهيروين؟
- يعد الهيروين من أخطر أنواع المخدرات التى تدمر الصحة، ونكافح انتشار هذا المخدر اللعين، وللأسف يلجأ بعض المهربين إلى غش هذا المخدر، فالكيلو الواحد يتم غشه ليصبح 5 كيلو مثلاً، ومن ثم يقع على عاتقنا عبء ملاحقة انتشار وتوزيع باقى الكميات.
هل تجسيد الدراما لتاجر المخدرات على أنه «أسطورة» وبطل شعبى أسهم فى انتعاش سوق الكيف فى مصر؟
- للأسف هناك تحريض واحد من الدراما على تجارة المخدرات، فالشاب الذى يشاهد بطل عمل درامى على أنه بطل شعبى يقلده، فضلاً عن أن الدراما تجسد تاجر المخدرات على أنه سعيد فى حياته، ويحقق الثراء السريع، مما يجعل البعض يحاول تقليده، ومن ثم تزيد هذه السلوكيات الخاطئة من تجارة المخدرات، وترسخ لفكر الاتجار غير المشروع وتعاطى المواد المخدرة بين فئات الشباب.
وما دور الإعلام فى التصدى لتعاطى المخدرات والحث على مكافحة الإدمان؟
- الإعلام يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة فى حماية الشباب من الادمان، من خلال التوعية والحملات الإعلامية الهادفة لشرح العواقب الوخيمة المترتبة على الإدمان، وأضرار تعاطى المخدرات على الجسم وتدير العقل، وحث المدمنين على العلاج فى المصحات.
بمناسبة علاج المدمنين.. هل تشاركون فى تأهيل المدمنين؟
- بالفعل ننسق مع وزارة الصحة فى هذا الشأن، ونعمل على علاج وتأهيل المدنين، وهدفنا تعافى جميع المتعاطين للمواد المخدرة، حتى يعودوا إلى حياتهم بصورة طبيعية.
هل تعتقد أن عدد ضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات كاف للتصدى لهذه الجرائم ومنع انتشار المواد المخدرة بالبلاد؟
- نحن لا نعمل بمفردنا، وإنما هناك تنسيق مع مديريات الأمن، ومصلحة الأمن العام، ووزارة الداخلية بإشراف اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، لا تدخر جهداً فى دعمنا باستمرار لمحاصرة تجارة المواد المخدرة بالبلاد.
هل هناك ضربات أمنية جديدة سيتم الإعلان عنها لاحقاً؟
- هناك متابعات مستمرة لتجار المخدرات والمهربين ونحقق نتائج يومية، وسنعلن لاحقاً عن ضبطيات أمنية كبرى، حققنها، وهناك بعض القضايا مازالت قيد الرصد والمتابعة.
هل مازالت هناك بؤر لتجارة المخدرات فى مصر؟
- فككنا بؤر المخدرات فى المحافظات، وحملاتنا الأمنية مستمرة على مدى الـ24 ساعة، ونتعامل مع الخارجين عن القانون بكل حسم وقوة، ولا تهاون مع من يريدون تدمير عقول الشباب، ولن نسمح على الإطلاق بوجود أى بؤر لتجارة المخدرات بالبلاد.
سقوط العصابة الدولية لتجارة المخدرات كانت من أقوى الضربات الأمنية مؤخراً.. فماذا كانت التفاصيل؟
- رصدنا وجود تاجر مخدرات يحمل الجنسية اللبنانية يحاول تهريب شحنة مخدرات لمصر، ولم يكتفِ بذلك وإنما فكر فى إنشاء مصنع للمواد المخدرة بالبلاد، بالاشتراك مع مجموعة أشخاص مصريين، لإعادة تصنيع المواد المخدرة، فضلاً عن إعادة تصنيع وتدوير الحشيش الفاسد بفعل التخزين لاعادة طرحه فى السوق مرة أخرى للتجار والمتعاطين، مما يضر بصحة المواطنين.
وما المعلومات التى جمعتموها عن تاجر المخدرات اللبنانى؟
- معلوتنا أكدت أنه يدعى «سليمان.ف.ا» أشهر تاجر مخدرات فى لبنان، وموزع المواد المخدرة على عدد من الدول العربية، ويبلغ من العمر 52 سنة، ويملك مصنع ملابس بمنطقة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، ويقيم منذ فترة فى منطقة مدينتى بمحافظة القاهرة، ويساعده فى الاتجار بالمواد المخدرة على نطاق واسع ابناه «عبدالرحمن» البالغ من العمر 22 سنة، و«محمد» 20 سنة.
وكيف تمت مداهمة العصابة الدولية لتجارة المخدرات؟
- رصدنا مكان وجودهم بطريق الكريمات - الزعفرانة، وتحركت قوات الأمن والكلاب البوليسية للمكان وحاصرناه وضبطنا 8 متهمين ونحو 4 أطنان حشيش أخفاها المتهمون داخل سرداب فى المنطقة الصحراوية، وتبين أن معظم المضبوطات من طرب الحشيش المغربى ماركة «بسكوتة»، فضلاً عن ضبط كمية من مخدر الإفدرين وزنت 52 كيلو جراما.
وما الأجهزة التى تم ضبطها بالمكان؟
- المتهمون خططوا لإنشاء أول مصنع مخدرات بالبلاد لتصنيع المواد المخدرة، وإعادة تدوير الحشيش الفاسد وطرحه فى السوق من جديد، وفى سبيل ذلك اشتروا أجهزة لتصنيع المواد المخدرة عبارة عن «كمبروسر هواء، ومفرمتى كهرباء كبيرة الحجم، وآلتى خلط، وماكينة تصنيع أقراص مخدرة، و5 مكبس هيدورليك، و3 مواتير كهرباء، وثلاجة وتكييفين، وكلارك، وأدوت تغليف، فضلا عن مولد كهربائى عالى الجهد، ومولد كهربائى متوسط الجهد».
هذه الضبطية تُعد من أقوى وأهم الضربات الأمنية فى مكافحة المخدرات بمصر مؤخراً.. أليس كذلك؟
- بالفعل هذه الضبطية من الضبطيات الضخمة التى حققتها مكافحة المخدرات من خلال جهد متكامل ومتلاحق، ولأول مرة يتم ضبط أجهزة بهذه الكيفية لصناعة المخدرات.