بالفيديو والصور.. صانع سجاد ببنى سويف: ورثت المهنة عن والدى وظهور الموكيت تعبنا

الخميس، 18 مايو 2017 04:52 ص
بالفيديو والصور.. صانع سجاد ببنى سويف: ورثت المهنة عن والدى وظهور الموكيت تعبنا صانع السجاد اليدوى أثناء عمله
بنى سويف أيمن لطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صناعة السجاد اليدوى أو الشعبى على النول، مهنة ذاع صيتها فى القرن الماضى لاستخدامه فى فرش الأرضيات، وخامات تصنيعه بسيطة تعتمد على "القماش والخيط"، واستخدم رواد تلك المهنة قصاقيص الملابس القديمة فى التصنيع وتطورت الصناعة ليدخل قماش حرف الثوب فى عمل السجاد، ولكنها بدأت فى التراجع منذ سنوات لعدم إقبال الأجيال الجديدة على تعلمها نظرا لمشقتها وضعف عائدها مقارنة بمجهود وجلد من يعملون بها فضلا عن ظهور الموكيت والذى يفضله المواطنون، ما يجعل تلك الصناعة مهددة بالإندثار. 

اليوم السابع التقت أحد صناع السجاد الشعبى ببنى سويف لنتعرف على مراحل تطورها وأسباب تراجعها 

           

يقول أحمد عزام 58 سنة صانع سجاد يدوى ، كان والدى أقدم من عمل بصناعة السجاد اليدوى باستخدام "النول"، فى محل استأجره بشارع إسلام بمدينة بنى سويف واصطحبنى للعمل معه وتعليمى المهنة منذ الصغر وتركت الدراسة بعد المرحلة الإعدادية و تفرغت للعمل معه منذ عام 1975 نزولا على رغبته، وتعلمت منه أسرارها وأدركت وقتها أن صناعة السجاد أصبحت مهنتى فاتقنتها وتوفى والدى عام 1998 واستكملت مشواره.

وأضاف: كانت الخامات المستخدمة فى تصنيع السجاد عبارة عن "قصاقيص" الملابس القديمة بألوانها المختلفة والتى يأتى الأهالى بها إلينا لعمل "مفارش الأرض والمناضد الخشبية" بأطوال من متر إلى ثلاثة أمتار مقابل أجرنا، ومنذ منتصف ثمانينيات القرن الماضى ونحن نستخدم "قماش حرف الثوب بألوانه المتنوعة" والذى نشتريه من تاجر يحصل عليه من المصانع ،إلى جانب الخيوط التى يستغرق شدها على "النول" يوما كاملا بواسطة شخصين جالسين أمام بعضهما فى كل مرة لعمل سجادة منفصلة ، وبلغت أسعار الخامات وقتها جنيه ونصف الجنيه ثمن كيلو حرف التوب، ورزمة الخيط عبارة عن 4 كيلو ونصف الكيلو بعشرة جنيهات، وكنا نبيع السجادة الصغيرة بعشرة جنيهات والكبيرة 25 جنيها، وأجر الصنايعى الذى يعمل بالمحل ثلاثة جنيهات مقابل تصنيع السجادة الكبيرة وجنيهين للصغيرة.

 

ويواصل صانع السجاد قائلا: عام 89 استأجرت محلا بحى المطرية بالقاهرة به أكثر من "نول" وبرفقتى مساعدين وزاد إقبال المواطنين على الشراء وكنا ننتج الكثير من السجاد بأحجامه وألوانه المختلفة فى ظل انخفاض الأسعار للخامات وأتيت بصنايعى للعمل بمحل بنى سويف مع والدى إلا أننى لم أستمر كثيرا نظرا لعدم قدرة والدى على العمل وكذلك الصنايعى كبير السن الذى تركته يعمل معه  فعدت إلى محل أبى مرة أخرى بناء على رغبته.

واستطرد: مرت السنوات ومع غلاء أسعار الخامات نشترى الآن "رزمة" الخيط بسبعين جنيها وكيلو قماش حرف الثوب بـ6 جنيهات ما جعل أسعار السجاد ترتفع إلى خمسين جنيها للصغير وتسعين جنيها للكبير، مع ضعف إقبال المواطنين على شرائه و تفضيلهم  الموكيت الأحدث والأرخص ثمنا بمساحاته الكبيرة، وزبائننا من المدينة وقرى المركز الذين يميلون للتراث والشغل اليدوى لفرش أرضيات المنازل والمناضد وكذلك أصحاب مقاهى الكوفى شوب الجديدة، حيث يطلبون لفرشها عند الافتتاح 30 سجادة يستغرق عملها ما يقارب عشرة أيام متواصلة، ومنذ فترة غير بعيدة كنت أصنع حقائب يد للسيدات من نفس خامات السجاد وأبيعها إلا أن ضعف الإقبال جعلنى أتوقف، كما يتردد على المحل سيدات لشراء الخامات ليعملن فى منازلهن "شغل يدوى بالإبرة" ثم اشترى منهن قطعة أو اثنين لعرضها للبيع بالمحل نوعا من مساعدتهن فى زيادة دخل أسرهن.

وأشار أحمد عزام إلى أن صعوبة المهنة التى تحتاج من العاملين بها إلى جهد وصبر مع مقابل مادى ضعيف، أدت إلى عدم وجود جيل جديد حيث لا يجد صبية يعملون معه ، ومن يأت منهم للعمل بالمحل لا يستمر كثيرا بل يفضلون العمل باليومية فى مطعم أو مقهى .

 

 

وتابع :  مرت المهنة بمراحل ازدهار خلال التسعينيات حيث كان هناك الكثيرين من التجار يصدرون منتجاتهم اليدوية الى دول عربية ولكن خلال الفترة الماضية بدأت المهنة فى التراجع ، فى ظل مواجهة صعبة مع صناعة الموكيت الحديث خاصة وان له مساحات كبيرة لا نتمكن من إنتاجها على النول ، وتعود اسباب تراجع صناعة السجاد  إلى غلاء اسعار الخامات وعدم وجود من يتعلمها من الأجيال الحالية كما ان عائدها المادى غير مجزى ، لذلك يجب على الدولة حماية هذه الصناعة التراثية من خلال توفير خاماتها بأسعار منخفضة لكى يزيد الانتاج ويباع السجاد الشعبى بثمن زهيد ، وايضا الاعتماد على من تبقى من روادها فى تعليم وتدريب اجيال جديدة فى مراكز تدريب مديريات القوى العاملة بالإضافة إلى التساهل فى اجراءات التراخيص و تخفيض الضرائب واشتراكات النظافة على المحلات لكون مخلفاتها يعاد تدويرها فى عمل السجاد مرة أخرى فضلا عن ضرورة تعديل قانون التأمينات حتى يسمح بخروج صاحب العمل على المعاش قبل 65 عاما ، وتشغيل المصانع المغلقة لضمان انتاج خامات محلية بدلا من استيرادها بالعملة الصعبة

 

 

صانع السجاد اليدوى اثناء عمله
صانع السجاد اليدوى اثناء عمله

 

 تراجع صناعةالسجاد الشعبى
تراجع صناعةالسجاد الشعبى

 

الاجيال الجديد ترفض تعلم مهنة تصنيع السجاد
الاجيال الجديد ترفض تعلم مهنة تصنيع السجاد

 

إستخدام القماش والخيط فى صناعة السجاد
إستخدام القماش والخيط فى صناعة السجاد

 

صانع السجاد يعرض منتجات يدوية من اعمال السيدات
صانع السجاد يعرض منتجات يدوية من اعمال السيدات

 

 صناعة السجاد الشعبى مهنة الصبر
صناعة السجاد الشعبى مهنة الصبر

 

عرض السجاد بعد تصنيعه
عرض السجاد بعد تصنيعه

 

محل صناعه السجاد الشعبى ببنى سويف
محل صناعه السجاد الشعبى ببنى سويف

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة