المدخل هو نقطة انطلاقنا للعمق، هو الواجهة والمقدمة، هو كما قيل " براعة الوصول إلى المقصود " فإن درجة حُسن الوصول، تُقاس بُحسن ترتيب " نقطة البداية " اى المدخل ومدى رقيه المدخل هو بداية الفهم، فمعظم العلوم لن تدرك إلى من خلال مداخلها، هو الدليل والمرشد فسوف لا تضل الطريق أبدا ما دام المدخل حسِن الترتيب و مُعدْ.
كل منا له مدخل كما الأشياء ايضا، فإن أحببت أن تصل لقلب إنسان ما فعليك أن تعرف من أين تسلك مدخله، فالقطاع العريض من البشر مداخلها بطيب الكلام الممزوج بالتقدير ولياقته ولباقته ونبرة الصوت المعبرة وفى ذلك الشأن فللأماكن الخاصة والعامة مداخلها، وأهميتها هى أن تولد لدى الزائر الانطباع الأول .
نحن نرتاد كل يوم أكثر من مدخل ونسعد لحسن استقبالنا حينِ، ونستاء أحيانا، خاصة وإن استقبلنا شخصاً فظا غليظ اللسان فلسوف ننفض من حوله، فإن أحسنا تدبير مداخلنا طاب لنا ولغيرنا مرورنا ووقوفنا وطابت مجالسنا.
هناك مداخل تحميها القوة، ومداخل يزينها الذوق الرفيع والابتسامة وحسن القبول.
إن لم يُحسن الكاتب المقدمة كتوطئة لكتابه كما يليق بمكانة الأحرف وجلالة الكلمة ونسق الحديث، سوف لا تصطحبه لتكملة كتابه حيث انه لم يُحسن استقبالك بمفرداته.
"سوف لا أزور مصر ثانية"، هذا ما قاله لى صديقاً أجنبى زار أهرام الجيزة واستقبلوه السوقة، أصحاب العربات المتهالكة التى تجرها عجزة الخيول بمدخل تلك البقعة التاريخية أسوأ استقبال ، وتبخرت من ذاكرته حسن استضافة المصريين القدماء لضيوفهم، كما قرأ فى كتب المستشرقين ببلادهم وعاد يلعن تاريخ الماضى بعدما كان يبجله منذ زمن ليس ببعيد.
أما عن حُسن استقبال من يرتاد تلك الأماكن العامة على وجه التحديد أن كان هناك نجاح مُقدَّر لتلك الأماكن والمؤسسات فلابد أن يكون من فى استقبالك فى المقدمة، ومن سيساعدك فى المنتصف، ومن سيدعوك للانصراف لوصولك للنهاية على درجة واحدة من الثقافة والوعى، وان كان بالأولى أن يكون من هو فى استقبالك يتمتع دون غيره بنصيب الأسد بذاك الوعى يكفى انه سيكون فى شرف استقبالك، مع الإيمان قطعاً بالتخصص.
ان السبب الرئيسى لخراب الدول وحروبها خارجيا وداخليا كان بسبب عدم تحصين المداخل.
حفظ الله مداخلنا ومخارجنا
حفظ الله مصر ..
عدد الردود 0
بواسطة:
samir
semsemss15@yahoo.com
الله عليك كلام فى الصميم بس ال يفهم رقى التعامل فى كل شى