يبدو أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، يتجه لكتابة عقد جديد مع العالم الإسلامى بعد حملة إنتخابية صاخبة أثار خلالها غضب المسلمين جراء تصريحات متهورة أبدى فيها عداءه للمهاجرين المسلمين وبل وذهب إلى القول بأن "المسلمين يكرهون أمريكا".
ويزور ترامب حاليا المملكة العربية السعودية فى أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه فى البيت الأبيض، وهو ما يثير الكثير من التكهنات بشأن نوايا الرئيس الأمريكى وما يفرضه الواقع الأمنى من تحديات على أجندته الخارجية، حيث إتجاه للتودد للعالم الإسلامى وطلب التحالف فى مواجهة الجماعات الإرهابية والإجتماع بقادة نحو 50 دولة عربية وإسلامية، بعد أشهر من إصداره قرار تنفيذى يحظر مواطنى 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
وعلى طريقة سلفه السابق باراك أوباما، يلقى الرئيس الأمريكى، غدا الأحد، خطاب يسعى فيه للوصول إلى العالم الإسلامى. لكن بينما أختار أوباما القاهرة لإلقاءه خطابه الذى سعى فيه لإنفتاح أكبر على العالم الإسلامى والتواصل مع المسلمين، فإن ترامب إختار الرياض مع إختلاف الهدف حيث يسعى ترامب أولا لإصلاح صورته كمناهض للمسلمين. وفيما يهدف خطابه إلى حشد العالم الإسلامى ضد الإرهاب الذى يستغل الإسلام لتحقيق مآربه فإنه ترامب فضل السعودية التى تخرج منها معظم التفسيرات المتشددة للدين لتكون شريكة فى مواجهة خطاب التطرف.
وبحسب نسخة من الخطاب الذى من المقرر أن يليقه ترامب فى القمة الإسلامية الأمريكية، غدا الأحد، حصلت عليها وكالة الأسوشيتدبرس، فإن ترامب سوف يطلق دعوة للوحدة فى مواجهة التطرف داخل العالم الإسلامى تحت أسم "المعركة بين الخير والشر".
وتضيف الوكالة أن الرئيس الأمريكى خلال خطابه الذى يلقيه أمام عدد كبير من قادة الدول العربية والمسلمة، سوف يتخلى عن خطابه الحاد المناهض للمسلمين، الذى إتخذه خلال حملته الإنتخابية للرئاسة العام الماضى. وسوف يرسخ الخطاب لشراكات جديدة مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط. كما أنه يمتنع بشكل ملحوظ عن الإشارة إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، ذلك فى سبيل أغراض محددة تتعلق بالسلام والإستقرار.
فيما كشف مسئولون فى البيت الأبيض لصحيفة نيويورك تايمز، أنه بالإضافة إلى أن الرئيس الأمريكى يأمل فى إعادة صياغة الحرب العالمية ضد الإرهاب، فإن الخطاب يهدف أيضا لإعادة صياغة صورة ترامب فيما يتعلق بعلاقاته مع المسلمين بعد حملة إنتخابية دعا فيها لحظر دخول المهاجرين المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أن الرياض منذ تولى ترامب الرئاسة فإنها تسعى إلى التقارب معه لإصلاح ما أفسده أوباما فى العلاقات مع الدول العربية. غير أن أكثر ما يسلط الضوء على إحتمالات الشراكة القوية بين البلدين صفقة الأسلحة التى تبلغ قيمتها 100 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية والتى من المتوقع أن يعلن عنها ترامب خلال زيارته للرياض.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن هذه الصفقة الضخمة تعد دليل على إلتزام واشنطن المتجدد بأمن منطقة الخليج، فى الوقت الذى تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط العديد من التحديات على رأسها الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة