أثار جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، طوال 4 سنوات الجدل، بحزمة كبيرة من القرارات، التى اتخذها فى إطار عملية الإصلاح، التى نفذها بجامعة القاهرة، ثم قرر الاستمرار فى دربه ففاجأ الجميع بإعلانه عدم ترشحه مرة أخرى لرئاسة الجامعة.
«اليوم السابع» حاولت من خلال هذا الحوار أن تغوص فى الأسباب الحقيقية وراء قرار رئيس جامعة القاهرة بترك الصراع مبكرًا، وإعلان نيته لعدم الترشح، حيث أكد «نصار» أنه ليس منزعجًا أو خائفًا على الجامعة، مشددا على ضرورة التأصيل لفكرة الثقة فى المؤسسات وقدرتها على القيادة وتخطى الصعاب وتوفير البدائل.
وإلى نص الحوار:
ما حيثيات قرارك الصعب بعدم الترشح مرة أخرى لرئاسة الجامعة؟
- صرحت منذ فترة طويلة بأننى لن أجدد لفترة ثانية منذ عام 2013 لأن فترتى الأولى كانت صعبة، واتهمنى كثيرون بأننى سأدمر جامعة القاهرة وأسلمها للإخوان فى مقابل تمسكى للسلطة، وهذا الأمر غير صحيح، لم يكن فى ذهنى أن أصبح رئيسا لجامعة القاهرة ولم أخطط لذلك أو أحلم به.
رئاستى للجامعة كانت قدرًا محتومًا قدره الله، فاختارنى القدر لقيادة الجامعة فى هذا الوقت الصعب وترتيب أمورها، التى بلغت درجة من السوء والانحدار فى كل الملفات وقدرتها المالية والإشكاليات الوظيفية، جئت وكان كل مربعات الجامعة تغوص فى تعيينات مؤقتة لأبناء الأساتذة والعاملين بصورة غير مهنية وغير عادلة، وكانت تكال المكافآت والمرتبات للبعض ويحرم منها البعض الآخر.
وكان هناك موظفون مؤقتون لأنهم أبناء أساتذة أو قيادات فى الجامعة، يتقاضون ما يجاوز 20 ألف جنيه فى الشهر، وكان هناك موظف آخر حاصل على الماجستير لا يتجاوز راتبه 500 جنيه شهريًا.
وبعد نجاحى الذى أدركه الكثيرون بعد عام ونصف من تولى المسؤولية فى عام 2015 بدأت الجامعة تسترد عافيتها من الناحية المالية، وإجراءات الإصلاح المالى كانت نتائجها كبيرة فى خلال 3 أشهر من بداية الإصلاح، كان توفير 100 ألف جنيه فى خزينة الجامعة ضربا من ضروب المستحيل، ولكن بعد الإجراءات الإصلاحية بـ 3 أشهر وجدنا ثمار هذا الإصلاح مبشرة ومفرحة إلى حد كبير، بدأ الكثيرون يتحدثون عن التجديد لى كفترة ثانية».
أنا أستاذ القانون الدستورى وأتحدث مع طلابى فى المحاضرات حول تداول السلطة وأضرب مثلا هنا الآن فعلى وواقعى يتسق مع مكوناتى كأستاذ للقانون الدستورى يؤمن بتداول السلطة وعدم التمسك بها حتى وأنت ناجح فيها.
لست منزعجًا أو خائفا على الجامعة، ويجب أن نؤصل لفكرة الثقة فى المؤسسات وقدرتها على القيادة وتخطى الصعاب وتوفير البدائل، وعشان تتعلم العوم لابد أن تنزل إلى المياه ولا تخاف منها، أخرج أو أتخارج بعد مدتى الأولى وأترك الجامعة لكى يحافظ المجتمع الأكاديمى ولموظفين والعمال والطلاب على هذا الإصلاح ويضعون أعينهم على الرئيس القادم للجامعة يسألونه ويراقبونه ويقفون معه ولن أتردد فى مساعدته إذا طلب ذلك، ونريد أن نؤصل لتجربة جديدة أن تحيا المنظومة بدون قائدها وتستبدل قائدها بدون إشكالية، ونتذكر فى التاريخ عندما تخلى المناضل نيلسون مانديلا عن السلطة طواعية وسلمها إلى نائبه وذهب إلى صفحات مشرقة فى التاريخ وبقيت جنوب أفريقيا تسير وتتقدم».
لماذا لم تجلس على الكرسى التاريخى المخصص لرئيس جامعة القاهرة؟ وفضلت الغرفة الجانبية؟
- لم أجلس على هذا الكرسى أبدا إلا عندما كانوا يصورون معى لقاء رسمى ويصرون على الجلوس على هذا الكرسى، عندما دخلت المكتب لأول مرة وجدت الكرسى التاريخى بالغ الفخامة له سحر يخطف النظر، وترددت كثيرا أن أجلس عليه وراودتنى نفسى كثيرًا أن أجعله مجلسى، وكابدت هذا الشوق، وكان هذا جزءا من عدم الرغبة فى الانغماس فى مميزات السلطة ومنافعها، والكرسى مثل لى فى فخامته وجماله السلطة بزينتها ومنافعها فأردت أن أحرم نفسى منه، وأن أجلس فى الحجرة الجانبية، وكان هذا أقرب إلى التخفف من السلطة وسهولة الخروج.
وعدم جلوسى على كرسى جامعة القاهرة التاريخى كان لطفا فى الأقدار، فعندما صوبت رصاصة إلى رئيس جامعة القاهرة صوبت لهذا الكرسى، ولم أكن أجلس عليه، ولو حدث لأصابتنى هذه الرصاصة، التى ما زال أثرها على الشباك».
بماذا ترد على القائلين بأن قرار عدم ترشحك مرة أخرى يعد «هروبا كبيرا» لأنك ليس لديك جديد عما فعلت؟
- أحترم كل الآراء والاختلاف فى الرأى، ولكن لا يستطيع أحد أن يقول إننى ليس لدى جديد، فكل يوم جامعة القاهرة لديها جديد والإصلاح بها تسابق به الزمن فى كل الملفات، وليس لدينا دقيقة أو ساعة بغير أن نضيف للمنظومة، ولم نتعود أبدا أن يكون أحد فى يده سلطة ويهرب منها، الذى لا يضيف إلى السلطة وينغمس فى مميزاتها وأبهاتها يتمسك بها دائمًا، أما أنا فقد تجردك فلا يصح أن يوجه لى هذا الانتقاد، هذا سوء ظن وسوء الظن محسوب على صاحبه.
هل رفضت الترشح مرة أخرى لعدم وجود انتخابات للقيادات الجامعية؟
- مما لا شك فيه ومن الثابت أننى كنت رئيس جامعة الوحيد فى المجلس الأعلى للجامعات، الذى رفض الطريقة الحالية لاختيار القيادات الجامعية، وهى التقدم للجنة ثم اختيار 3 مرشحين ليختار الرئيس من بينهم، وقلت، وهذا ثابت، فى محضر الجلسة «إما أن نبقى على الانتخابات أو نعود للطريقة القديمة، التى كانت وهى أن يقوم رئيس الجمهورية بتعيين رئيس الجامعة اختيارا مباشرا لأن منصب رئيس الجامعة لا شك أنه فيه رؤية سياسية وإدارية، ويكون الرئيس مسؤولا عن ذلك» ولم يؤخذ برأيى فى هذا الأمر، ولم يعودوا للطريقة القديمة، ورفضوا كذلك الانتخابات.
إذا أردت أن تحسبها كما تقول فهذه حريتك، أنت تحاصرنى بهذا السؤال وكأنه واجب عليا التجديد، من قال إنه بعد 4 سنوات سينتهى الإصلاح فى جامعة القاهرة.
كيف يمكن للدولة أن تحافظ على الإصلاحات، التى تقول عنها بجامعة القاهرة؟
- لابد أن نعى تمامًا أن هناك ضرورة للحفاظ على هذا الإصلاح بطريقة مؤسسية سواء بتشريعات أو تغيير بالقوانين من مجلس النواب، الإصلاح المالى سهل للغاية وبسيط وجاء من خلال مجموعة من القرارات، وإذا ألغى الرئيس القادم لجامعة القاهرة هذه القرارات ستنهار المنظومة، نعم سأشعر حينها بالمرارة، ولكن الذى يستطيع أن يحرص هذا الإصلاح هو الدولة ولدى أمل أن انهيار الإصلاح لن يحدث بسهولة وأملى أن يتحول هذا الإصلاح إلى تشريعات وقوانين ومؤسسية.
النجاح فى المنظومة المالية أسهل نجاحات جامعة القاهرة، إذ إنها كانت أموالا تنفق، فمنعت إنفاقها، كان رئيس جامعة القاهرة يحصل على 3 جنيهات عن كل طالب بالتعليم المفتوح، وكان به 90 ألف طالب بواقع 4 مرات تسجيل سنويا بما يعادل مليونا و300 ألف جنيه فى السنة، كان يحصل من بعض المراكز ما يزيد عن مليون جنيه فى السنة، فما بالك بغيره من كبار الموظفين، أنا منعت على نفسى وعلى الجميع وأقل الناس دخلا فى الجامعة هو رئيس جامعة القاهرة، دخل رئيس جامعة القاهرة أقل من دخل نوابه بـ 100 % ولم أتقاضى إلا راتبى 16 ألف جنيه، وكان يذهب إلى الطلاب، وكان قبل ذلك كل مبلغ يحصل فى الجامعة يحصل مه 25 % للقيادات الجامعية وكبار الموظفين، كانت عبارة عن مظاهر مملوكية ومنعتها.
عندما تسلمت الجامعة كان التعليم المفتوح يعانى ولم يكن فيه ولا مليم، أما الآن رغم قلة الطلبة ووقف الالتحاق به ورغم إغلاقى لـ 13 برنامج عندما تسلمت الجامعة، يوجد به لآن أكثر من 180 مليون جنيه.
هل سينتهى صوت المعارضة أو «عدو الوزراء» بالمجلس الأعلى للجامعات بعد خروج جابر نصار؟
- عاصرت 6 وزراء خلال فترة رئاستى للجامعة وهم الدكتور مصطفى مسعد والدكتور حسام عيسى والدكتور وائل الدجوى، والدكتور عبد الخالق، والدكتور أشرف الشيحى، وأخيرا الدكتور خالد عبد الغفار، ولم يكن هناك إشكالية مع أى منهم، ولكن حدثت أزمة مع الوزير الإخوانى، الذى لم يكن بينى وبينه تعامل مباشر، بعد انتخابى مباشرة، إذ أصر على عدم اعتماد الانتخاب، وأوعز إلى منافسى أن يتقدم بطعن فى نتيجة الانتخاب، وأحيل هذا الطعن إلى مستشار مجلس الدولة، الذى كان منتدبًا بالوزارة، فمستشار مجلس الدولة أقر بصحة الانتخاب ورفض الطعن، فأنهى الوزير الإخوانى مصطفى مسعد انتدابه فى الوزارة، وهذه الوقائع مثبتة لأنه رفض الإقرار بعدم صحة الانتخابات.
ما تعليقك على فرحة السلفيين بتنحيك عن المنصب؟
- نحن لم نتعمد ممارسة السلطة بجامعة القاهرة وتوجيهها ضد أحد، نحن عملنا فيما يفيد المنظومة بتأييد من القضاء، وقرار النقاب كان لأسباب أيدها القضاء، ومن يرد أن يعاركنا خارج إطار المنصب «فأهلًا بالمعارك» وسأكون أكثر حرية وقدرة.
بعد انتهاء فترة رئاستك للجامعة.. ما ردك على الاتهامات التى وجهت لك كأحد أذرع محاربة التدين بالجامعة؟
- جميع القرارات التى اتخذناها لا تخالف الدين أو الشريعة، نحن قمنا بإنشاء مسجدين بالجامعة، الأول للبنين يسع 1500 مصلى، والآخر للفتيات يسع 600 مصلى بما يليق بآدمية أداء الفريضة، والأماكن التى كانت تؤدى بها الصلوات بالجامعة كانت غير لائقة.
ما تعليقك عما يدور حول قرار إلغاء خانة الديانة ورسوب عدد كبير من الطلاب فى الامتحانات وتهديدهم برفع دعاوى قضائية ضد الجامعة؟
- ذكرت فى تصريح لك أن تجربة جامعة القاهرة إن عممت فى عدد من الوزارات الخدمية سنسدد ديون مصر فى عامين.. فما تعليقك؟
- مصر دولة غنية وجزء كبير من مواردها مهدر، فإذا كنا مؤسسة خدمية تعلم أبناء المصريين مجانًا بـ 165 جنيها، وأنا أستطيع أن أقطع لك أن البرامج الخاصة بجامعة القاهرة «مبتكسبش مليم»، ودعمتها بـ 15 مليون جنيه، وأؤكد أن ثمار هذا الإصلاح لم تقتص جنيها من جيب الطلاب ولم تنقص أحد ميزة واحدة.
وماذا عن الإصلاح المالى الذى أحدثته بجامعة القاهرة؟
- تسلمت الجامعة مديونة وليس بها «مليم»، واليوم فى 30 مارس 2017 لدينا مليار و840 مليون جنيه بالبنك المركزى و60% عملة صعبة دولار ويورو واسترلينى، ومن ضمنها مليار جنيه سيولة مصرية، وعلى سبيل المثال عندما قابلت المجمعات الانتخابية عندما ترشحت لرئاسة الجامعة وجدت خط صرف صحى بكلية التربية النوعية طوله 20 مترا بدون مواسير، وعليه خشب حتى يعبر عليه الطلاب، وعندما سألت على هذا الشكل أخبرونى أن المقاول تركه بهذا الشكل لعدم وجود أموال، كذلك قصر العينى فى أغسطس 2013 وجدته موقعا مليئا بالتكسير وكأنه غيط وتركه المقاول لأنه أدان الجامعة بـ 8 ملايين و960 ألف جنيه ولم يحصل عليها.
واليوم الجامعة لم تتأخر عن تمويل أى من ملفاتها بما فى ذلك المستشفيات الجديدة والمدينة الجامعية، كل ذلك مرفق بتقرير الرقابة الذى يشهد بالفارق بين ما استلمت عليه الجامعة، وما هى عليه الآن، وأضاف «المدينة الجامعية كانت تحصل على ميزانية من الحكومة قدرها 9 ملايين جنيه فقط، وكانت ميزانية التغذية فقط 46 مليون جنيه و290 ألفا، وعندما جئت قمت ببعض الإصلاحات خفضت هذه الأموال إلى 24 مليون جنيه ثم إلى 12 مليون جنيه، حتى نوفر أموال للجامعة.
ما النصائح التى توجهها لرئيس جامعة القاهرة القادم؟
- أنا ممن لا يجيدون تقديم النصائح وأعتبرها ذات أثر ثقيل الدم، وأثق أن المنظومة ولادة وأن «كل شيخ له طريقة»، ونحرص على ألا نفرض أسلوبنا على أحد قادم، ونأمل أن تظل المنظومة الإصلاحية جيدة وقائدة، وأتمنى ألا يكون من يجلس على هذا الكرسى نسخة مكررة من جابر نصار.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
راجل محترم
راجل محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
ayman
ايه الغرور ده؟؟؟
ايه الغرور اللي انا فيه ده ؟؟؟هو البلد باظت من شويه .. ما هو منكم ..انتوا لو كنتوا كويسين ..كانت البلد مشيت كويس .. بس ده نتيجه صفوه وعلم المجتمع... وبعدين اللي انت بتقوله ده من مسؤولياتك.. يعني مفيش حاجه زياده انت عملتها ِِ كمان روسائك لو شايفين انك كويس كانوا جددولك او عملوك وزير مثلا ..
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الكتتنى
الله يبارك فيك
اول مسئول فى مصر ميدينش الادارة التابعة لة
عدد الردود 0
بواسطة:
السنوسي
عمال يشكر في نفسه
وما بيشكرش في نفسه غير الشيطان يعني يا جابر بلاش البروباجندا دي كلها علشان تبقي وزير اي حاجة المهم تبقي تحت الاضواء الشعب كله كاشفك ويكفي قرارك التاريخي بتجريم النقاب واباحه الفيزون
عدد الردود 0
بواسطة:
Noha
هذه الأموال
يتباهى أد جابر نصار بأن الجامعة تمتلك المليارات خلال عهده فمن أين انها أتاوات فرضت عل أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا باسم التبرع الاجبارى والغريب أن بعض الكلبات سارت على طريقه فاحدى الكليات مثلا تفرض على الأساتذة والهيئة المعاونة 20 جنيها عند ختم أى ورقة بشعار الجمهورية واذا كانت سترسل خارج مصر فمئات الدولارات ان الجامعة ستكون أفضل بدون أد جابر نصار
عدد الردود 0
بواسطة:
>>>>>>>>>>>>>
>>>>>>>>>>>>>
شكلك راسم على رئيس وزراء حتة واحده ، طيب ماتقول لنا كده ايه اهم الانجازات العلمية اللي بانت على الطلبة يعني ايه التطوير التعليمي اللي حضرتك قدمته للطلبة ولا ده مش من مهام المنصب
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
الارقام لا تكذب
الاستاذ/ الدكتور تحية طيبة على النتائج التى تحققت فى فترة رئاستك لجامعة القاهرة وتجربتك تدل على أن مصر تستطيع حل مشاكلها ولكن أين هم من يعمل مثلك تحية لك و أرجو من كل مسئول أن يتعلم من تجربتك .
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد حسن
لماذا الانسحاب
اذا كان ما تقوله هذا حقيقى فانت فعلا رجل محترم . ولكن لماذا الانسحاب من الساحة ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
فلاح اصيل
كنت ------------ اتمنى
ان يكون فى كل مؤسسات الدولة واحد مثلك---كانت تغيرت حاجات كتير--انت اعطيت المثل والقدوة وجزاك الله كل خير وربنا يوفقك
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد
عدم الترشح بصمة
اعتقد ان افضل عمل قام به الدكتور جابر هو عدم الترشح فهو عمل مميز