تعهدت لجنتا الشئون الدينية والأوقاف والسياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، بفتح ملف المساجد الأثرية المهملة والمغلقة، بعدما ثبت على أرض الواقع وجود إهمال شديد فى بعض المساجد وإغلاق مساجد أخرى، ما يؤثر بالسلب على تنشيط السياحة الدينية، وسط مطالب بمحاسبة المسئولين عن هذا الإهمال والتقصير.
كانت لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، نظمت زيارة ميدانية لمسجدى الدعاء وفاطمة الشقراء بالدرب الأحمر، الثلاثاء الماضى، بناء على طلب الإحاطة المقدم من النائب أسامة العبد، رئيس اللجنة، بشأن الإهمال الشديد والقصور فى ترميم مسجد الدعاء الأثرى، ورصدت اللجنة حالة إهمال شديدة للمسجدين، ووجود خلافات بين وزارتى الأوقاف والآثار حول ترميمهما وإعادة افتتاحهما مرة أخرى للعبادة والصلاة.
رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان يعلن محاسبة المسئولين عن إهمال المساجد الأثرية
وقال الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن الاعتناء بالمساجد الأثرية يعود بالإيجاب على تنشيط السياحة الدينية فى مصر والنهوض بها، وهذا النوع من السياحة مهم ويُدرّ دخلاً مهمًا لمصر.
وأكد العبد، أن الإهمال الشديد الذى شهدته اللجنة فى المساجد الأثرية بالدرب الأحمر لن يمر مرور الكرام وسيتم محاسبة المسئولين عن هذا التقصير، مضيفًا: "هناك العديد من المساجد مغلقة منذ فترة زمنية طويلة ولم يتم اتخاذ أى خطوة فيها من أجل إعادة افتتاحها".
وأوضح، أن الخلافات بين الوزارتين أدت إلى عدم استكمال ترميم المسجد، خاصة أن آخر ترميم وتطوير له كان فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى سنة 1894، بينما تتجاهل وزارتا الأوقاف والآثار اقتراحات بعض المواطنين وأهل الخير بجمع تبرعات لاستكمال ترميم المسجد وإعادة افتتاحه مرة أخرى بعد إغلاقه منذ 2009.
وأشار العبد، إلى أن اللجنة الدينية ستعقد اجتماعا مشتركا بينها وبين وزير الأوقاف ووزير الآثار لمناقشة من يتحمل مسئولية غلق هذه المساجد وكيفية إعادة ترميمها وافتتاحها مرة أخرى فى أقرب وقت، موضحًا أن العديد من أهالى الدرب الأحمر قدموا شكاوى كثيرة للجنة بسبب غلق المساجد الأثرية، والأمر يتطلب الوقوف بحزم ضد هذا الإهمال.
مؤتمر عالمى بشرم الشيخ لتنشيط السياحة الدينية
وأعلن رئيس اللجنة الدينية، التنسيق مع محافظ جنوب سيناء لإقامة مؤتمر عالمى لتنشيط السياحة الدينية بشرم الشيخ خلال الفترة المقبلة، موضحًا أنه اللجنة عقدت جلسة تنسيقية مع المحافظ منذ أيام بحضور وزير الأوقاف وبعض النواب، واتفقوا على تنظيم المؤتمر، وسيتم عقد جلسة أخرى مع المحافظ لاحقًا لوضع الخطوط العريضة للمؤتمر.
لجنة لحصر المساجد الأثرية وتطويرها
فيما، قال النائب اللواء شكرى الجندى، عضو اللجنة الدينية، إن هناك إهمالا شديدا فى المساجد الأثرية من قبل المسئولين، وبعض المساجد وصلت إلى حالة يرثى لها، وهذا الأمر غير مقبول ومجلس النواب واللجنة الدينية سيكون لهم وقفة حاسمة ضد هذا الإهمال والتقصير.
واقترح "الجندى"، أنه يتم تشكيل لجنة تضم وزارتى الآثار والأوقاف وبعض الخبراء، لحصر عدد المساجد الدينية الأثرية على مستوى الجمهورية، وسرعة تطوير وترميم المساجد المهملة والمغلقة وفتحها للمصلين وحتى تكون جاذبة للسياحة الدينية، وتقديم تقرير للجنة الدينية بكل ما تم من إجراءات.
نائب: مسجد الإمام الشافعى معرض للانهيار فى أى وقت
فيما، قال النائب محمد ماهر حامد عضو مجلس النواب عن دائرة الخليفة والمقطم والدرب الأحمر، إن المساجد الأثرية العريقة فى منطقة الدرب الأحمر أصبحت فى حالة مزرية نتيجة الإهمال والتضارب والتناحر بين وزارتى الأوقاف والأثار، وهو ما أثر بالسلب على جميع المساجد وأسفر عن غلق وتدمير وتشويه الثروة المصرية من مساجد عريقة ترجع للعصر الإسلامى.
وقال النائب محمد ماهر، إن اللجنة الدينية تفقدت يوم الثلاثاء الماضى، حالة المؤسفة التى وصل إليها مسجد الدعاء والمرأة فاطمة شقراء والذى يمثل نموذج صارخ لإهدار المال العام وتدمير آثار مصر الإسلامية، كما تطرق الحديث عن المساجد المغلقة فى دائرة الخليفة كمسجد شيخون، مطالبًا بضرورة محاسبة المسئولين، لافتًا إلى ضرورة تشكيل لجنة لتفقد حال مسجد الإمام الشافعى الذى قد يتعرض للانهيار فى أى وقت.
لجنة السياحة: المساجد الأثرية مقصد سياحى مهم
من جانبه، قال النائب محمد عبده، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، إن اللجنة ستنسق مع لجنة الشئون الدينية لبحث مشكلة المساجد الأثرية ومعرفة أسباب الإهمال ومن المسئول عن التقصير، وحال ثبوت الإهمال لابد من مساءلة المسئول عنه، مؤكدًا أن لجنة السياحة ستنتظر انتهاء اللجنة الدينية من تقريرها للاطلاع عليه والتحرك المشترك لمعالجة الأزمة دعمًا لتنشيط السياحة الدينية.
وأضاف "عبده"، أن ما رصدته اللجنة الدينية عن إهمال فى بعض المساجد الأثرية بالدرب الأحمر شىء مؤسف، فالمساجد الأثرية مهمة لتنشيط وجذب السياحة الدينية إلى مصر المليئة بمساجد تاريخية من أيام الدولة الفاطمية ومساجد أخرى مهمة وكلها مقصد سياحى معروف".
وتابع: "يجب معرفة القصور وحجمه وكيفية تصحيحه، ونرى هل هناك خلاف بين الوزارات المعنية بالفعل أم لا، وإذا كان هناك خلاف نبحث كيفية تسويته، ونطلب حضور الوزراء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة