بعد أقل من أسبوع من توليه منصبه الجديد كرئيس للجمهورية الفرنسية، بدأ إيمانويل ماكرون بإثارة الغضب والجدل من ناحية الصحفيين الذين أبدوا عن رفضهم القاطع واعتراضهم لما أصدره من قرار اعتبروه تقييد للصحفيين وحرية الصحافة، وتمييز البعض عن الآخرين، وذلك بعدما أعلنت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه" إنه غير مسموح للصحفيين تغطية او متابعة زيارة الرئيس ماكرون إلى مالى، إلا لعدد بسيط يتم الإعلان عن أسمائهم.
وقالت إذاعة مونت كارلو الدولية اليوم السبت، إن المسئولين عن إعلام الرئاسة اتصلوا، بشكل مباشر، بعدد من الصحفيين فى المؤسسات الإعلامية المختلفة لمرافقة الرئيس فى رحلته، وتم استبعاد بعض المؤسسات الإعلامية، وهو ما أثار الجدل من جانب الكثير من وسائل الإعلام.
وأنه كان من المعتاد، فى زيارات رئيس الجمهورية الفرنسية ومسئوليها المختلفين فى الخارج، أن توجه الدعوة إلى المؤسسات الصحفية بالكامل دون تفضيل بعض من الكل، والتى تقوم بدورها باختيار أحد الصحفيين العاملين فيها لتغطية الزيارة، ثم تقوم المؤسسة الصحفية بتسديد تكاليف رحلة الصحفى الذى اختارته لرئاسة الجمهورية أو الوزارة المعنية.
انتقدت العديد من وسائل الإعلام الفرنسية قيام الرئيس الفرنسى الجديد، إيمانويل ماكرون، باختيار الصحفيين الذين يرافقونه فى رحلاته الرسمية، معتبرين أن "هذا الأمر يضر بالديمقراطية" التى كان قد وعد بها ماكرون طوال حملته الانتخابية.
وفى خطاب رسمى وقع عليه مسئولى ما يقرب من 15 جهة إعلامية محلية، من أبرزها صحف "لو موند" و "لو فيجارو"، و"ليبراسيون"، و"لو باريزيان"، وإذاعة "فرانس إنفو"، أكدوا جميعا أنه لم يسبق لأى رئيس فرنسى اعتماد هذا النظام من أجل الحفاظ على حرية الصحافة.
وأوضح الخطاب، الذى جاء أيضا بتوقيع قنوات تلفزيونية وإذاعية، مثل (بى إف إم تى في) ووكالة الأنباء الفرنسية " فرانس برس" وغيرهما من الوسائل الإعلامية، أنه "فى وقت تستشرى فيه عدم الثقة بشأن المعلومات، يساهم اختيار الصحفيين الذين يرافقون الرئيس فى رحلاته الرسمية فى زيادة حدة هذا الارتباك والإضرار بالديمقراطية".
ولم يكن هذا الحادث هو الأمر الوحيد الذى أثار مخاوف الصحفيين، حيث قرر المكتب الإعلامى فى القصر الرئاسى، ومنذ اليوم الأول، تحديد مساحة وزمن تواجد الصحفيين داخل القصر الرئاسى، أثناء الأحداث المختلفة بصورة كبيرة.
ووجت هيئات تحرير الصحفية فى خطابها رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية قالت فيها "فى أى حال من الأحوال، لا يحق لقصر الرئاسة أن يختار من بيننا، من يحق له أو لا يحق له تغطية رحلات الرئيس، بصرف النظر عن طبيعة الرحلة (الدفاع، الدبلوماسية، الاقتصاد، التعليم، المجتمع، أو لأى سبب آخر)، فليس لرئيس الجمهورية أو أجهزته تحديد طرق عمل هيئات التحرير أو التحكم فى تحركات الجهات الإعلامية بكافة أشكالها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة