أثارت القمة الإسلامية - الأمريكية التى استضافتها العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزعماء أكثر من 50 دولة إسلامية وعربية من بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، حالة من الغضب داخل الأوساط الإيرانية التى اعتبرتها بمثابة تحد جديد يواجه الولاية الرئاسية الثانية للرئيس المنتخب حديثًا حسن روحانى.
وفى الوقت الذى خرجت فيه القمة بإجماع على ضرورة التصدى للخطر والنفوذ الإيرانى، وتحميل طهران مسئولية غالبية النزاعات والأزمات التى يشهدها الشرق الأوسط، شنت طهران هجومًا لاذعًا على الحلف السنى - الأمريكى، حيث قال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، إن واشنطن "تحلب" السعودية على حد وصفه، مضيفًا فى تغريدة على حسابه الشخصى بموقع التدوين المصغر "تويتر": أن إيران التى أجرت للتو انتخابات حقيقية يتم مهاجمتها من قبل الرئيس الأمريكى فى قاعدة الديمقراطية والاعتداء السعودية.. هل هذه سياسة خارجية أم حلب.. 480 مليار دولار من السعودية".
"
إيرانو فوبيا"ورأى قادة طهران، أن الرئيس الأمريكى يحاول استثمار التوترات الخليجية - الإيرانية، لتعميق فكرة "الإيرانو فوبيا" أو التخويف من إيران بالمنطقة، وتوظيفها فى عقد صفقات التسليح بمليارات الدولارات، لمواجهة المخاطر الإيرانية على دول الخليج.
واعتبر مساعد رئيس البرلمان الإيرانى، حسين أمير عبد اللهيان، أن أهداف زيارة ترامب للمنطقة هو ضمان أمن إسرائيل، وأهداف تجارية أيضا منها الوصول إلى مجالات الطاقة والنفط وبيع الأسلحة وتوفير فرص العمل داخل بلاده والحصول على أرباح مقابل الدعم الذى يقدمه، معتبرًا جولة الرئيس الأمريكى إلى تل أبيب وبعدها الفاتيكان يستهدف توظيف الإسلام واليهودية والمسيحية غطاء قوى لأهدافه الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، زاعمًا أن السعودية تسعى إلى إثارة "ايرانوفوبيا" جديدة وأجواء مواجهة ضد إيران فى إطار تحالف جديد.
الإعلام الإيرانى يشن هجومًا لاذعًا على المملكة العربية السعودية بعد القمة
من جانبه، شن إعلام إيران، هجومًا لاذعًا على الرئيس الأمريكى، وكتبت صحيفة جوان تحت عنوان "ترامب يرقص فى السعودية ضد إيران و"النقطة" 500 مليار دولار!"، واعتبرت الصحيفة المتشددة، أن ترامب ينفذ استراتيجية "حلب" السعودية والتى كشف عنها خلال حملته الانتخابية قائلا: "علينا حلب المملكة العربية السعودية السمينة قدر الإمكان، وحين يصبح المشايخ الأثرياء عديمى الفائدة، يتوجب علينا مغادرة الشرق الأوسط" بحسب الصحيفة.
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة كيهان المتشددة التى يترأس تحريرها حسين شريعتمدارى نائب المرشد الأعلى للشئون الصحفية، إن ترامب بدأ رسميا حلب ديكتاتورى العرب، مهاجمة العاهل السعودى التى اعتبرته أبو التكفيريين فى المنطقة، على حد وصفها.
وفى سخرية، وصف على أكبر ولايتى مستشار المرشد الأعلى، ترامب بالتاجر "المتسول" الذى هدفه هو جمع الأموال للاقتصاد الأمريكى المنهار، قائلا "ترامب يتسول فى هذه الدول التى فتحت له خزائن بيت المال"، وبحسب وكالة تسنيم.
وعشية القمة وانتصار التيار الإصلاحى فى طهران فى الانتخابات الرئاسية، بعث وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف فى مقاله برسالة، إلى العالم قائلا: "إن إيران على استعداد تام للتعاون، سواء مع القوى الإقليمية أو مع تلك التى خارج المنطقة بهدف مكافحة الإرهاب والتطرف وإعادة الاستقرار والأمن إلى سوريا".
وأضاف ظريف، أن بلاده مستعدة دائمًا للحوار البناء، وحكومة روحانى التى سبق أن طرحت على الصعيد العالمى "عالم خال من العنف" و"مشروع حل الأزمة السورية المؤلف من 4 مواد"، بالإضافة إلى أفكار مثل "تشكيل ملتقى الحوار الإقليمى"؛ لا تزال ترى نفسها ملتزمة بمتابعة هذه المشاريع والأفكار، كما أنها اتخذت خطوات عملية نحو تحقيقها.