أقامت لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ندوة بعنوان: "كيفية إعداد شباب المترجمين"، أدارها الدكتور هشام موسى المالكى عضو لجنة الترجمة، الأستاذ بكلية الألسن جامعة عين شمس، وشارك فيها كل من: مقرر لجنة الترجمة الدكتور محمد حمدى إبراهيم، والدكتور محمد يونس الحملاوى، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الأزهر، كما شهدت الندوة حضور الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.
وبدأ الحديث الدكتور هشام موسى الذى أدار النقاش، مؤكدًا خطورة ما نعانيه من نقص فى الإنتاج المعرفى، محذرًا من فكرة تقديم العملية التعليمية بأوعية معرفية أساسها لغات أخرى غير العربية، وهو ما يخلق ازدواج فى تفكير الطالب، وبدوره لا يؤسس مترجما جيدا مستقبلًا.
ثم تحدث الدكتور محمد يونس الحملاوى، الذى قدم عرضًا لبعض الإحصاءات التى تظهر مدى تراجع مصر فى النشر العلمى، موضحًا أننا لسنا أقل استيعابًا للعلم؛ فبعد تقدمنا على تركيا وإيران وكوريا الذى دام لتسعينيات القرن الماضى، ينكشف السبب الحقيقى فى هذا التراجع، وهو ثبات حجم منتجونا من النشر العلمى، فى ظل تزايد السكان، وهو ما يجعل موقعنا متأخرًا، وهو ما تشير إليه إحصاءات منظمة الأمم المتحدة، التى تؤكد وجود نحو ثلاثة وعشرين دولة فى صدارة العالم تقنيًا، يسير فيها التعليم والبحث العلمى بلغتها القومية، وللأسف لا توجد دولة عربية واحدة، ضمن هذه المجموعة، وأكمل حديثه مستشهدًا بعدد من الدراسات التى تؤكد أن مدى الاستيعاب لنص باللغة العربية، يزيد عن مدى الاستيعاب لنص بالإنجليزية بنسبة تصل إلى 15%، كما أن سرعة القراءة لنص كتب بالعربية، تزيد عن سرعة قراءة نفس المادة بالإنجليزية بنسبة 43%، وهو ما يعنى أن التحسن فى التحصيل العلمى فى حالة الدراسة بالعربية، يزداد عن حالة الدراسة بالإنجليزية بنسبة 64%.
عقب هذا تحدث الدكتور محمد حمدى إبراهيم، مقرر لجنة الترجمة، مستهلًا كلمته بتساؤل المفكر جمال حمدان حين قال: "هل يعقل أن نتحول من نافورة للحضارة إلى بالوعة للحضارات؟!" واستكمل حديثه موضحًا أن الخطر الأكبر الذى يحدق بنا هو أن نتحول لمستهلكين للعلم وغير منتجين، والسبب الأول فى ذلك؛ هو ما يدعى "الانفجار السكانى" الذى أضحى بمثابة طوفان يغمر كل جهود التنمية، والإنتاج المعرفى والعلمى، وأشار إلى أحد أهم ركائز الحل لتلك المشكلة، هو وضع خريطة تعريفية لمواقع الخلل بدقة، وأنهى مقرر لجنة الترجمة كلمته مؤكدًا على أن أى حل بالتأكيد سيتضمن دفع الشباب نحو القراءة، فالمترجمين الذين يشار لهم بالنجاح فى مصر، نجحوا بسبب ما حصلوه من معرفة فى عشرات السنين، ولا يمكن أن يتحقق نجاح لمترجم كل موارده إجادة اللغات فقط، فبدون تراكم معرفى وثقافى ناتج عن قراءات كثيرة، يستحيل الحصول على مترجم جيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة