كشف أمر الإحالة بوقائع تفجيرات الكنيسة البطرسية بالقاهرة والمرقسية بالإسكندرية ومارى جرجس بمحافظة الغربية، والتى أحيل فيها 48 متهمًا للقضاء العسكرى بينهم 31 متهمًا محبوسًا و17 هاربًا، متهمين بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابى، أن 18 متهمًا من أعضاء الخليتين الإرهابيتين المنفذتين للحوادث الإرهابية أقارب بدرجات متفاوتة، حيث تبين أن المتهم عمرو سعد أحد قياديى التنظيم استقطب عددًا من أقاربه من بينهم أخوه عمر وزوج أخته محمود مبارك منفذ عملية الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
شبكة الأقارب فى التنظيم
وجاء بأمر الإحالة أن المتهم وليد أبو المجد أحد منفذى حادث الكنيسة البطرسية زوج أخته هو عبدالرحيم حسن عضو التنظيم، وتبين من التحقيقات أن القيادى بالتنظيم الإرهابى مهاب مصطفى حاول تجنيد شقيقه لكنه لم يستجب له واعترف عليه فى التحقيقات.
وأقر المتهم أمام جهات التحقيق بما دار بينهما أثناء عرض شقيقه عليه الانضمام للتنظيم، وثبت أن المتهم سلامة وهب الله هو ابن عم القيادى بالتنظيم عمرو سعد، وأن المتهم رفاعى على أحمد محمد استقطب شقيقه البالغ من العمر 17 عامًا فقط، وأن المتهم رامى محمد عبد الحميد ضم للتنظيم زوجته علا حسين محمد.
وكشفت التحقيقات التى أشرف عليها المستشار خالد ضياء الدين محامى عام أول نيابة أمن الدولة العليا، وتولى فريق من أعضاء النيابة التحقيق فيها ضم كلا من إسلام حمد وأحمد عمران رئيسى النيابة وأحمد الضبع ومحمد جمال وأحمد الصاوى ومحمود حجاب ويحى مروان وكلاء النيابة تحت إشراف المستشار محمد وجيه المحامى العام بالنيابة.
اعترافات تفصيلية
وأكدت اعترافات المتهمين، على أن المتهم وليد أبو المجد عبد الله عبد العزيز ـ حركى "كريم" ـ أقر بالتحقيقات بانضمامه للجماعة المسماة داعش التى تعتنق أفكـارًا تكفيرية تقوم على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، ووجوب قتاله وأفراد القوات المسلحة والشرطة بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، واستهداف منشآتهم والمنشآت العامة، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، وكذا تمويله تلك الجماعة بنقل أسلحة ومفرقعات ومهمات ومعلومات ومواد بقصد استخدامها فى ارتكاب جرائم إرهابية، وتلقيه تدريب وتعليم بقصد ارتكاب جريمة إرهابية، وكذا مهاجمته وآخريْن الكنيسة البطرسية بالعباسية وتفجيرها وقتل مرتاديها، ومهاجمته وآخرين كمين النقب وقتل عدد من القائمين عليه، وحيازته مفرقعات وأسلحة نارية وذخائر.
رحلة المتهمين من الأقصر إلى التنظيم الإرهابى
وأبان تفصيلاً لذلك أنه فى غضون 2014 أطلعه المتهم، عبد الرحيم فتح الله عبد الرحيم ـ زوج شقيقته ـ على إصدارات تلك الجماعة فاعتنق أفكارها، وسافرا ـ فى غضون فبراير 2016 ـ لمحافظة شمال سيناء للانضمام إلى جماعة ولاية سيناء التابعة لها، ولفشلهما فى الوصول لأحد أعضائها، عَزَمَ على السفر لدولة سوريا ـ عبر المملكة العربية السعودية بعد أداءه فريضة الحج، والالتحاق بتلك الجماعة هناك، وأعلم المتهم مصطفى عثمان بدر سليمان بذلك، فأخبره الأخير بتواصله مع أحد أعضائها بسيناء، وأوصله بالمتهم بهاء الدين منصور مصطفى، الذى ربطه بالمتهم مرو سعد عباس إبراهيم ـ مكنى"أبو أحمد" ـ فالتقاه والمتهم عبد الرحيم فتح الله عبد الرحيم فى غضون أكتوبر 2016 بطريق قنا الأقصر، ودعاهما المتهم عمرو سعد عباس إبراهيم للانضمام لجماعة ولاية سيناء، التابعة للجماعة المسماة داعش، وأعلمهما بأفكارها وأغراضها فقبلا، وانضما لإحدى خلاياها التى يتولى مسؤوليتها المتهم عزت محمد حسن حسين حركى "منصور الدولي"، وضمت، خلافهما وداعيهما، المتهمين بهاء الدين منصور مصطفى، حركى "صهيب"، محمد يوسف أبو بكر حافظ ـ حركى "يوسف"، ورامى محمد عبد الحميد، ومصطفى عمر أبو بكر محمد مكنى"أبو مارية"، حامد خير على عويضة ـ حركى "شيخ حمد" ـ ،وحمادة جمعة محمد معداوى ـ حركى "عبد الرحمن"، ومصطفى عبده محمد حسين، مكنى "أبو محمد"، وكذا الحركيين "أبو نافلة السعودي"، "عبد الله التونسى"، "شبل" الوافدين من الجماعة المسماة "ولاية طرابس" بليبيا، و"حارث"، و"عماد"، و"الأقرع"، والمتوفين محمود شفيق محمد ـ مكنى"عبد الله"، وممدوح أمين محمد البغدادى، مكنى"أبو إبراهيم"، ومحمود حسن مبارك عبد الله، مكنى"أبو على".
تدريبات عسكرية بصحراء سوهاج
وأضاف بإعداده وأعضاء تلك الخلية عسكريًا، عدا المتهمين عمر سعد عباس، ومحمد يوسف أبو بكر، ورامى محمد عبد الحميد ـ حيث دربهم المتهمان عزت محمد حسن حسين، حمادة جمعة محمد معداوى، والحركيان "أبو نافلة السعودى" و"عبد الله التونسى" على كيفية استعمال الأسلحة الآلية، ورفع لياقتهم البدينة، واضطلع الحركى "عماد" بتدريبهم على الأساليب القتالية وكيفية اقتحام المبانى والكمائن الشرطية، متخذين من منطقةٍ صحراوية بالقرب من الطريق الصحراوى الغربى بمحافظة سوهاج معسكرًا لهم، كما أعدهم المتهم عمرو سعد عباس أمنيًا بتكليفهم باتخاذ أسماءٍ حركية، واستبدال شرائحهم الهاتفية بصفةٍ دورية، والتواصل فيما بينهم عبر برنامجٍ مؤمنٍ "تليجرام" وبرسائل نصية مشفرة تلافيًا للرصد الأمنى.
عزت حسين وعمرو سعد وفوروا التمويل والمعدات للتنفيذ
وعتمدت تلك الخلية فى تمويلها على ما أمدها بها المتهمان عزت محمد حسن حسين، عمرو سعد عباس إبراهيم من أموال وآلات ومعلومات ومواد، مما تستخدم فى تصنيع المفرقعات، وما جمعه أعضاؤها من تبرعات، وسيارة وفرها لها المتهم محمد يوسف أبو بكر، وكذا ما تم توفيره من أموال تقدر بسبعين ألف دينار ليبى، وأسلحة نارية وذخائر ـ إحدى وعشرين بندقية آلية، ومدفعين وقذائف آر بى جى، ومدفع جرينوف، وآخر بيكا، وعشر قذائف مدفع هاوزر، هُربت إليهم عبر الحدود الغربية للبلاد بواسطة أعضاءٌ من جماعة ولاية طرابلس بدولة ليبيـا، كما اتخذت مقرات تنظيمية لإيواء أعضائها ولعقد الدورات التدريبية وتخزين مواد الإعاشة وإخفاء الأسلحة وإعداد العبوات المفرقعة منها مقر بمنطقة جبلية بالقرب من الطريق الصحراوى الغربى بمحافظة سوهاج، ومزرعة بقرية المراشدة، بمحافظة قنا، وكذا وحدة سكنية وفرها المتهم رامى محمد عبد الحميد ـ بشارع سالم حجا.
اعترف الإرهابي رامي عبدالحميد بخط يده بارتكاب حادث البطرسية
اعترف الإرهابى رامى عبدالحميد فى إقرار بخط يده أمام جهات التحقيق أن الإرهابى محمود محمد مصطفى منفذ حادث الكنيسة الطرسية بالعباسية، هو عضو بتنظيم الدولة الإسلامية بسيناء، وأنه تعرف عليه عن طريق المتهم حسين عامر الذى عرفه من خلال المتهم مهاب مصطفى قاسم، وأنه حضر إليه لاستضافته فى شقته بـ18 شارع سالم حجازى، وقال له إن اسمه محمد، وبعد ذلك تواصل معه على برنامج تليجرام أثناء تواجده بالشقة باسم عبدالله ، وأقام بالشقة من يوم 5 ديسمبر 2016 حتى صباح يوم الأحد 11 ديسمبر 2016 ثم جاء له شخصين آخرين لم يتعرف على اسمهما، وأحضرا معهما حقيبة بها مفرقعات يوم الخميس الموافق 8 ديسمبر 2016، وأن المتهم منفذ العملية أرسل له رسالة صباح يوم الأحد الموافق 11 ديسمبر 2016 يوم تنفيذ العملية قال له فيها: "شكرا على حسن الاستضافة وألقاك فى الجنة" ثم سمعت بعد ذلك فى الأخبار وأنا فى عملى أنه حدث تفجير بالكنيسة بالبطرسية بالعباسية .
ووقع المتهم على ما أدلى به من اعترافات بخط يده مؤرخا فى 13 ديسمبر 2016.
رسم توضيحى لهجوم كمين النقب
جانب من الرسم التوضيحى لهجوم كمين النقب