فى رابع محطة له فى جولته الخارجية الأولى وصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل، التى تضم مقرات الإتحاد الأوروبى ومنظمة حلف شمال الأطلسى "الناتو"، التى وصفها قبلا "بالمنظمة التى عفا عليها الزمن" منذ 4 أشهر، وذلك للمشاركة فى أول قمة له مع الحلف منذ تسلمه السلطة في يناير.
وكان في استقبال ترامب عند نزوله من السيارة الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج، فيما يرتقب الحلفاء لمواقف الرئيس الأمريكي بعد تصريحاته السابقة المنتقدة لدور الحلف وأدائه.
وكان ستولتنبرج قد أعلن، الإثنين، أن الناتو سينضم إلى التحالف الدولي ضد داعش استجابة لطلب من الولايات المتحدة التي تقود التحالف ، قائلا إن ذلك "سيوجه رسالة سياسية قوية حول وحدة الصف في مكافحة الإرهاب".
وقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الخميس، إن الناتو يجب أن يركز على الهجرة والإرهاب والتهديدات الروسية،مضيفا خلال كلمته بقمة الناتو أن حلف الناتو سيكون أقوى إذا سدد الأعضاء التزاماتهم المالية، موضحا خلال خطابه من بروكسل: ينبغى أن يركز حلف الناتو في المستقبل على الإرهاب والهجرة، إضافة إلى تهديدات روسيا من الشرق والجنوب.
وأكد ترامب أن تخصيص أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" اثنين بالمئة من ناتجها المحلي هو "الحد الأدنى" المطلوب لمواجهة المخاطر.
وكان ستولتنبرج أعلن، الاثنين، أن الناتو سينضم إلى التحالف الدولى ضد داعش استجابة لطلب من الولايات المتحدة التى تقود التحالف ، قائلا إن ذلك "سيوجه رسالة سياسية قوية حول وحدة الصف في مكافحة الإرهاب".
وأزال الرئيس الأمريكى، خلال زيارته لمقر الناتو، الستار عن نصب تذكارى لهجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001، على نيويورك، وواشنطن، قائلا، إن الولايات المتحدة، لن تتوقف أبدا عن محاربة الإرهاب، ووصف هجمات مانشستر، بأنها "همجية ووحشية".
وقال ترامب، إنه سيطرد مع حلفائه المتشددين، ودعا كل الدول لأن تقوم بالمثل، فى الوقت نفسه اتهم "ترامب"، أعضاء الحلف - الذين ينفقون مبالغ منخفضة - بأنهم يدينون لحلف شمال الأطلسى "بمبالغ ضخمة".
وأضاف ترامب - بعد أن أزال الستار عن النصب التذكارى - "لن نتراجع أبدا عن تصميمنا على هزيمة الإرهاب وتحقيق الأمن والرخاء والسلام الدائم".
وتابع، "الإرهاب يجب أن يتوقف، وإلا سيستمر الرعب الذى شاهدتموه فى مانشستر وأماكن أخرى عديدة للأبد"، فى إشارة لتفجير انتحارى وقع يوم الاثنين، فى شمال انجلترا، وقتل 22 شخصا بينهم أطفال.
وفى السياق نفسه، كانت قد قالت صحيفة نيويورك تايمز، إنه إذا كانت هناك أى دراما منتظرة بشأن هذه الزيارة فإنها تتعلق بعما إذا كان ترامب سيخرج عن النص بشأن المادة الخامسة من معاهدة تأسيس الناتو، التى تنص على أن أى هجوم يستهدف أى عضو هو هجوم على الكل. ومن المتوقع أن يعلن ترامب عن تأييده لهذا المبدأ فى كلمة يلقيها عند الكشف على النصب التذكارى لضحايا 11 سبتمبر، خارج المبنى الجديد للناتو.
وبينما يبدو أن ترامب تراجع عن رأيه فى الناتو، إلا أنه لم يعرب قط علنا إلتزامه بالمادة الخامسة التى يلتزم كل رئيس جديد للولايات المتحدة بإعلان إلتزامه بها. غير أن مسئولون من البيت الأبيض قالوا للصحيفة أنه سيمضى نحو ذلك، لأنه المرة الوحيدة التى تم إستدعاء هذه المادة فيها كانت للدفاع عن الولايات المتحدة فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر.
ويبدو أن مسئولى الناتو لن يلتقطوا أنفسهم حتى ينطق ترامب بهذه الكلمات. غير أن الصحيفة تشير إلى أن القادة الأوروبيين بحاجة أيضا أن يتحدث ترامب بشأن روسيا وضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية. غير أن دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبى، أشار إلى خلافات فى الرأى بشأن روسيا ولكن توافق بشأن القرم.
ومنذ الحملة الإنتخابية يتحدث ترامب علانية بشأن ضرورة أن يدفع الحلفاء الأوروبيين فى الناتو المزيد من الأموال فى دعم الحلف. وهو ما يبدو أنه لقى إستجابة حيث أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، فى وقت سابق هذا الأسبوع، أن أعضاء الناتو يخططون لمبادرة إنفاق جديدة تستخدم أموالا إضافية لسد الثغرات فى التسليح.
ونقلت عن مسؤولون انهم يتوقعون الموافقة على البرنامج الجديد خلال اجتماع قادة الناتو، اليوم الخميس، الذى يحضره الرئيس دونالد ترامب وهو ما يمثل تقدما فى تحقيق هدف هام للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكى.
وبموجب الخطة، سيطلب من اعضاء الناتو تقديم خطط وطنية توضح بالتفصيل كيفية تحقيقهم اهداف التحالف، كما تنص أن كل دولة يجب ان تكرس 2 % من الانتاج الاقتصادى للإنفاق العسكرى. وبالاضافة الى ذلك، يتعين على دول الناتو تحديد كيفية استخدام الأموال لسد الثغرات الموجودة فى التسليح التى حددها التحالف، مثل النقص فى السفن الحربية ونظم الدفاع الجوى والدبابات المتقدمة كما ستتابع الخطط التزامات القوات ببعثات الناتو.
ومما يشير أيضا إلى هدوء التوتر بين الذى وقع فى أعقاب تصريحات ترامب، يناير الماضى، التى وصف فيها الناتو بأنه منظمة عفا عليها الزمن، وإنتقاده إلى حجم الإنفاف الدفاعى للحلفاء الأوروبيين، فإن مشروع موازنة العام المالى الجديد الذى اقترحته إدارة ترامب يزيد مخصصات الإنفاق العسكرى الأمريكى فى أوروبا بمقدار 1.4 مليار دولار تقريبا.
وبحسب مشروع الموازنة، فإن مخصصات وزارة الدفاع الأمريكية، خلال العام المالى الجديد الذى يبدأ أول أكتوبر المقبل، تتضمن حوالى 4.8 مليار دولار لصالح "مبادرة إعادة الطمأنينة فى أوروبا" وهى تستهدف تعزيز العمليات الأمريكية فى أوروبا إلى جانب حلفائها فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) وشركائها.
غير أن هذا يأتى فى الوقت الذى قال فيه وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون أن ترامب سوف يدلى برسالة شديدة اللهجة، خلال لقاءه الزعماء الأوروبيين، بشأن حاجة أوروبا لزيادة إنفاقها العسكرى.