الفكر والفقر من أهم الأسباب التى تسببت فى معظم الأزمات التى نعانى منها، وهما أزمتان متلازمتان، وقد يظن البعض أنه لا يوجد ارتباط بينهما، ولكن تربط بينهما أمور كثيرة وسنوضحها فى نقاط صغيرة فيما يلى:
أزمة الفكر هى أزمة قديمة نسبيا وتزداد يوما بعد يوم، فنحن لا نريد أن نُفكر أو بمعنى أصح لدينا آفة الاستسهال فى الحصول على المعلومة الجاهزة تماما مثل الوجبات السريعة، فلا تفيد الجسم، ولكن تتسبب فى إصابته بالعديد من الأمراض. ونحصل على معظم معلوماتنا من الإنترنت وخصوصا الفيس بوك والتليفزيون مثل البرامج الحوارية التى تستضيف النُخب السياسية لتلقى برأيها، والذى قد يكون مُقنعا رغم أنه خاطئ تماما، لأن الجانب الثقافى للمتلقى ومستوى التعليم لهما عامل مهم فى قبول أو رفض الفكرة التى يتم طرحها على الشاشة ولا ننسى أن التعصب الذى يجرى مجرى الدم فى أجسامنا يجعلنا نقتنع بسهولة، لأن العاطفة هى التى تتحكم فى العقل بدون موضوعية وحيادية وعقلانية حتى أصبح المشاهد مُتعود ويبلع الطعم بسهولة ليسهل توجيه الأغلبية التى قد تكون أحيانا جاهلة إلى أى فكرة.
لدينا مشكلة كبيرة مع الآخر على كافة المستويات مثل تصديق أو تكذيب الآخر وحقوق الآخر والاستماع إلى الآخر والاختلاف مع الآخر بدون تصادم. وواجباتنا تجاه الآخر وحقوقنا لدى الآخر وهذا الآخر قد يكون زميلا أو جارا أو صديقا أو قريبا أو مُختلفا معنا فى العقيدة، ولكنه شريك أساسى فى الوطن، وهنا يحدث الصدام لأننا لا نفهم أساسا معنى المواطنة وشروط المواطنة وحقوق المواطنة ويتم استدراجنا بسهولة إلى الصِدام والخلاف وندفع ثمن هذا الجهل كثيرا.
الحرية الشخصية ليس معناها الاندفاع تماما لإبداء أى رأى فى أى وقت، ولكنها حرية مسئولة لابد أن يكون لها قانون ينظمها حتى لا تتحول لفوضى وهنا أيضا تجد أزمة الفكر فى فهم معنى الحرية والمسئولية والقانون والمصلحة العليا للوطن التى تقتضى أحيانا أن نترك الخلاف إذا كان سيؤدى إلى انتشار العنف.
ونأتى إلى الفقر الذى يعتبر آفة الآفات ومستنقع الأمراض وله دور كبير فى ظهور أزمات كبيرة وعنيفة. الفقر مرتع التطرف من الناحيتين سواء كان التشدد أو الانحراف فلا فرصة هنا للاعتدال أو التوسط . ومحاربة الفقر من أهم الأولويات التى تقضى على التطرف والتشدد والجريمة لأن العقول والبطون الخاوية هى بيئة خصبة للانحراف والإرهاب، وهو ما بدأت بالفعل الحكومة فى علاجه فإتخذت خطوات هامة فى تطوير العشوائيات، فكانت نقلة حضارية هامة ولكن ليست المعيشة فقط هى العلاج الأساسى لهم، ولابد من توفير فرص عمل لهؤلاء تجعلهم يشعرون بأمان وتبعدهم عن طريق الانحراف والتشدد .
الفكر والفقر أزمات لا تنتهى وصراعات ومحاولات للإصلاح دائمة ورغبة وإرادة فى تغيير أحوال الأغلبية الكاسحة إلى الأفضل لنُحد من النتائج المؤسفة التى تحدث وندفع ثمنها غالبا كل يوم فالنظرة الشمولية للوطن بالكامل تعطى صورة عميقة للمشاكل الحقيقية التى نعانى منها، وذلك من أجل وضع آليات وأولويات العلاج والمقاومة وبالتأكيد ستظهر النتائج حتى لو تأخرت على المدى البعيد.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمود حبيب
حقا
حقا العقول الخاوية مصدر التطرف والإرهاب😂
عدد الردود 0
بواسطة:
نشات رشدي منصور / استراليا
رسالة للكاتب الاستاذ محمد. ابو هرجة. الرائع
اولا. كل عام. وانت. والأسرة بكل. خير. .. ثانيا : لم. يكن. الفقر. في يوم من. الايام سببا. في. العقم. الفكري. الذي. نعان. منه. علي. سبيل. المثال. هناك. بلدان. في. غاية. النظافة. وهي. من افقر الشعوب. مثل. تايلاند. اننا. نعان. بالفعل. من. الفقر. الأخلاقي. والنسيب في. تعامل. كل. منا. مع. الاخر. جوع. البطن. يتطلب. السعي. للرزق. وليس. سكني. المقاهي. طوال. ساعات. النها. وهذا. الامر يحتاج. لمصاريف. تأت. في. اغلبها. من. فعل. ما لإيرض. الله. وارجع. وأقول. اننا. في. حاجة. الي. الانسان. الجديد. الذي. يعي. دوره. كعضو. في. المجتمع. ومن. ان. مصر. في. حاجة. اليه مهما. كان. قدر. عطائه وليس. الواقف. محلك. سر. وليس. له. هدف. غير. المساس. بقيم. وأخلاقيات. المجتمع. .. ولك. تحياتي.
عدد الردود 0
بواسطة:
المعندس توفيق ميخائيل
العزيز الأستاذ محمد أبو هرجة
تحياتي - الدنيا مافيهاش فقر فيها قلة رأي
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ابوهرجة
شكر واجب
اشكر كل من الزملاء الاعزاء الاستاذ محمد حبيب والاستاذ نشأت رشدى منصور والاستاذ توفيق ميخائيل على المتابعة الجيدة والتعليق على المقال و المقصود من مقالى ان الفكر وازمة التعليم والثقافة ترتبط بشدة بالفقر والحاجة للمال فمثلا المثقف المتعلم عندما يواجه الفقر ليس بنفس الجاهل الغير متعلم عندما يواجه الفقر . هنا تكون البيئة المناسبة للانضمام للجماعات الارهابية ولم اقصد فقط ان الفقر يسبب سوء الفكر . اضيف الى ذلك قد تجد اساتذة جامعات ولديهم جهل ثقافى وافكار منحرفة . اتمنى تكون المقال والغرض منه وصل يا استاذنا وشاعرنا الجميل الاستاذ نشأت رشدى منصور