نقلت صحيفة "هاآرتس" العبرية عن وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، قوله أن الرئيس دونالد ترامب مارس خلال لقاءاته فى القدس وبيت لحم، مع نتنياهو وعباس، الكثير من الضغط عليهما، وكان حازما وأوضح لهما بأن عليهما التوصل إلى تسوية من أجل التقدم فى العملية السلمية.
وجاءت تصريحات تيلرسون، الذى يرافق ترامب فى جولته الشرق أوسطية وأوروبية، خلال لقاء مع الصحفيين فى روما. وحسب أقواله فقد قال ترامب إلى نتنياهو وعباس أنه يعتقد بأنه إذا تم حل الصراع الإسرائيلى – الفلسطينى، فسيتحقق السلام فى كل الشرق الأوسط.
وقال تيلرسون "لقد كان الرئيس حازما عندما أكد أمام الطرفين أن عليهما إظهار الجدية فى توجههما نحو المفاوضات المستقبلية والاعتراف بأن عليهما تقديم تسويات، سيكون عليهما تقديم تسويات. لقد مارس الرئيس عليهما ضغطا كبيرا وقال لهما أنه حان الوقت للعودة إلى طاولة المفاوضات، وأكد هذه النقطة عدة مرات".
وقال مسؤول أمريكى رفيع للمراسلين الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، خلال رحلة ترامب من إسرائيل إلى إيطاليا، أنه فى إطار محاولة تحريك العملية السلمية فى الشرق الأوسط، تسعى إدارة ترامب إلى تحديد "مبادئ متفق عليها" لإدارة المفاوضات بين الجانبين.
ولم يفصل المسؤول الأمريكى الرفيع، ما هى المبادئ المتفق عليها التى يفكر بها ترامب بشأن العملية السلمية. وليس من الواضح ما إذا كان المقصود مبادئ تقنية كجدول زمنى صلب للمحادثات أو مبادئ تتعلق بمسائل جوهرية، كإدارة المفاوضات حول حدود 67 مع تبادل للأراضى. وكان وزير الخارجية السابق جون كيرى قد حاول التوصل فى 2013 -2014 إلى اتفاق إطار بين الأطراف، يشمل مبادئ لحل المسائل الجوهرية للصراع.
وحسب المسؤول الأمريكى الرفيع فإن المبدأ الرئيسى الذى تريد الإدارة الحفاظ عليه هو السرية وإجراء اتصالات هادئة مع الجهات المختلفة. "نأمل أنه كلما نجحنا ببناء الثقة بشكل اكبر، كلما سننجح بالتوصل إلى حوار مفتوح غير مسبوق (بين دول المنطقة). أعتقد أن هذا سيمنحنا فرصة النجاح بشكل أكبر من الماضي". وحسب أقواله، فإنه فى إطار المبادرة السياسية الجديدة التى يبلورها ترامب، تسعى الولايات المتحدة إلى التقريب بين اسرائيل والدول العربية. وقال المسؤول الرفيع: "نحن نريد أخذ منظومات العلاقات الساخنة والقوية، التى تجرى عبر قنوات هادئة، وتحويلها إلى علاقات علنية".
وحسب أقواله فإن الادارة لا تتوقع التوصل إلى اتفاق قريب بين اسرائيل والفلسطينيين، والذى لم يتمكنوا من تحقيقه منذ عدة عقود. وأضاف المسؤول أن هدف سفر الرئيس ترامب إلى الشرق الاوسط كان فى الأساس، الإصغاء ودراسة مواقف الطرفين، وسماع مواقف بقية الدول. وأوضح: "لقد كان الهدف هو محاولة خلق رافعة وتفاؤل فى المنطقة بشأن فرص تحقيق السلام".
وأوضح البيت الأبيض أن عباس أعلن خلال استقباله لترامب فى بيت لحم، يوم الثلاثاء الماضى، "استعداده للبدء فورا بمفاوضة إسرائيل". وجاء فى البيان الذى لخص اللقاء مع عباس أن "ترامب عاد وأكد ثقته أن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ممكن، وأن عباس وترامب أكدا التزامهما بتحقيق سلام حقيقى ومتواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأكدوا فى محيط عباس، أمس، استعداده للقاء نتنياهو فى أى وقت، كما صرح فى أكثر من مرة خلال الأشهر الأخيرة. وقال مسؤول فلسطينى رفيع، مطلع على تفاصيل المحادثة بين ترامب وعباس، لصحيفة "هاآرتس" أن "اللقاء الثلاثى لا يعنى وجود تفاهمات وبداية مفاوضات. نحن نريد توضيح موقفنا للإدارة بأن كل فرصة ولقاء كهذا، إذا تم، يعتبر فرصة. السؤال هو ما الذى يستعد نتنياهو لعمله، ونحن نعرف أنه باستثناء التصريحات فإنه لن يقدم أى شيء".
وأضاف المسؤول الفلسطينى أنه "يجب فقط تعقب سلوكياته وتصريحاته هذا الأسبوع، لكى نفهم بأنه لن يخرج شيء من هذا الشخص (نتنياهو). من يستغل عملية فى مانشستر للتحريض على الفلسطينيين والمقارنة بين إرهاب داعش والكفاح القومى الفلسطينى من أجل الاستقلال وتقرير المصير، هو زعيم لا يريد الاتفاق. أنه زعيم يكذب على العالم، بما فى ذلك على الرئيس الامريكي".