يستقبل الملايين من المسلمين فى جميع أنحاء العالم شهر رمضان الكريم حيث يقومون بتنظيم أوقاتهم ومراعاة عدد ساعات العمل فى نهار رمضان والصلوات الخمس والتراويح والتهجد وكذلك ممارسة الحياة العامه، ومن هنا جاءت فكرة إمساكية شهر رمضان والتى تعتبر المنبه بالنسبة للصائمين طوال الشهر، فهى تحتوى على أيام الشهر الفضيل مع مواقيت الصلوات الخمس وموعد الإفطار وبدء موعد الصيام، حسبما ذكر موقع بى بى سى.
و جاءت تسمية إمساكية رمضان وفق ما يقوله وسيم عفيفى الباحث فى التراث و رئيس تحرير موقع تراثيات اشتقاقاً من الكلمة العربية إمساك.
ويعنى الإمساك توقف الصائم عن الأكل والشرب والجماع فى نهار رمضان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
وقبل عام 1798 لم تكن مصر على إلمام كبير بتطورات علمية حدث فى العالم وعندما جاء الاحتلال الفرنسى اكتسبت مصر من وجود الفرنسيين مميزات ومعارف كثيرة فرغم قيام الحملة الفرنسية بضرب الأزهر، تأسس المجمع العلمى، عرف المصريون من الفرنسيين تفاصيل الحضارة المصرية من حجر رشيد، وخبروا أصول الكتابة والنشر ليدخلوا فى الطباعة التى بدأها الفرنسيون بمطبعتهم فى مصر.
وفى عهد محمد على وقبل أن يفارق الحياة بعامين، عرفت مصر طريق إمساكية رمضأن فى العام 1262 هجرى الموافق سبتمبر من العام 1846 ميلادى .
وجاءت تلك الإمساكية من مطبعة بولاق وكانت تُعْرَف بإمساكية ولى النعم .
وطبعت الإمساكية على ورقة صفراء ذات زخرفة بعرض 27 سنتيمترا وطول 17 سنتيمترا وكتب فى أعلاها أول يوم رمضأن الاثنين، ويرى هلاله فى الجنوب ظاهرا كثير النور قليل الارتفاع، ومكثه خمس وثلاثون دقيقة ومرفق صورة محمد على باشا.
ويضيف وسيم أنه تواجد بالإمساكية جدول كبير به مواعيد الصلاة والصيام لكل يوم من أيام شهر رمضان بالتقويم العربى؛ وتم توزيع الإمساكية على كل ديوان من دواوين الحكومة، مع أمر لكل الموظفين بعدم الكسل والإهمال فى العمل وعدم التراخى فى توزيعها.
وكانت أول إمساكية يتم توزيعها على سبيل الدعاية والإعلان إمساكية مطبعة تمثال النهضة المصرية لصاحبها محمود خليل إبراهيم فى شارع بيبرس الحمزاوى فى رمضان من العام 1347 هجرى الموافق فبراير من العام 1929 ميلادى.
وأعلن فى الإمساكية كما يقول وسيم استعداد المطبعة لطبع كافة الكتب ثم انتقلت لمرحلة الإعلان التجارى عن المنتجات والبضائع على يد رجل الأعمال اليهودى داوود عدس، الذى طبع أول إمساكية لسلسلة محلاته فى رمضان سنة 1364 هجرية الموافق أغسطس من العام 1945، لكن اختلفت إمساكية داوود عدس عن غيرها كون أنها كانت إمساكية مرفقة بمعلومات الصيام وفضله وأسباب فرضه؛ وأسفل كل هذه المعلومات إعلأن دعائى لمحله وتوفر البضائع فيه.
ويشير وسيم إلى أن إمساكية رمضان التى طبعها داوود عدس تعتبر الملهمة لأغلب إمساكيات رمضان ذات الورق المتعدد حيث طور إمساكية طُبِعَت من أحد تجار العطارة سنة 1356 هجرى الموافق نوفمبر من العام 1937 والتى احتوت على أحكام الصيام والأدعية والآيات القرآنية وأذكار الصباح والمساء وأحكام زكاة الفطر وأجندة ومواعيد.
ويقول أن سر إمساكية رمضأن المطبوعة من محلات داوود عدس، أنها كانت توزع على المارة فى الشوارع والمصلين فى المساجد، فضلا عن تطور الإمساكية وشكلها عاماً بعد عام حتى وصلت إلينا بهذا الشكل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة