لم تصل شهرتها فقط لكونها واحدة من أشهر أنواع الحلوى المصرية التى ارتبطت بشهر رمضان ارتباطاً وثيقاً، ولكنها أيضاً حلوى دخلت فى أمزجة المصريين الغنائية، وأصبحت بمثابة وصف "للمرأة الجميلة" فى الأوساط الشعبية فى المجتمع المصرى، فأصبحنا نصف الجمال "بالبقلاوة"، كما دخلت ضمن أساليب المزاح فى ثقافة المصريين فأصبحت عبارة مستخدمة بكثرة فى لغتنا العامية.
أما إذا حاولنا العودة لأصل هذه الحلوى فى ثقافة المصريين، فسنمر بعدد من الحقب التاريخية التى نقلت هذه الحلوى وطورتها عبر التاريخ، حتى أصبحت منسوبة للأتراك، فتعد حلوى تركية شهيرة لها مكانة خاصة فى قلوب المصريين، ولكن فى حقيقة الأمر فأن تاريخ "البقلاوة" يعود للآشوريين القدامى والذين ينحدر أصلهم لبلاد الشام فسكنوا قديماً العراق وسوريا وتركيا، وبأعداد أقل فى إيران.
وينسب لهم التاريخ العجين المحشو بالفواكه المجففة وبالمكسرات أحياناً، ثم انتقلت من بعدهم للأتراك فى عصر الدولة العثمانية، الذين قاموا بتطويرها ليصنعوا منها أكثر من 20 نوعاً، واختلفت أشكالها بانتقالها من مدينة لأخرى، فيقال أن الأرمن أضافوا إليها القرفة، واستخدم اليونانيون العسل معها، أما العرب فأضافوا لها ماء الورد.
أصل تسميتها:
يقال أن من اخترعتها كانت زوجة لسلطان عثمانى، وكانت تدعى "بقلاوة"، لذا أطلق على الحلوى نفس اسمها، لم يتمكن التاريخ من توثيق أصل البقلاوة بشكل دقيق، ولكن يشار لكونها تعود إلى ما قبل الدولة العثمانية، وأنها كانت تصنع فى مطابخ الإمبراطورية العثمانية فى اسطنبول، وكان السلطان يقدمها للآشوريين من خلال احتفال يسمى "موكب البقلاوة" فى منتصف شهر رمضان.
ودخلت "البقلاوة" مصر فى الفترة التى خضعت فيها للحكم العثمانى، وهى الحقبة التى انتقل فيها الكثير من عادات الأتراك وأكلاتهم التى طورها المصريين وأكسبها طابع أخر يعود إلينا ويعبر عن ثقافتنا الخاصة.
وفى روايات أخرى يقال أن البقلاوة فى أصلها البدائى ظهرت فى القرن الثانى قبل الميلاد فى بلاد الرافدين والآشوريين، حيث صنعوا وقتها رقائق من العجين الهش المحشو بالمكسرات أو الفواكه المجففة، والمغطى بالعسل.
أدخلها حلب شخص يدعى "فريج" من اسطنبول، وكان يعيش بحلب وفتح لها دكاناً صغيراً لبيعها خلال أيام شهر رمضان، ثم أصبحت تباع أغلب أيام السنة.