"اللاعب الوحيد الذى دربته ولم يظهر عليه أى اهتمام بأخطائه، هو ديفيد بيكهام" بتلك الكلمات لخص السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسطورى، مسيرة نجم المنتخب الإنجليزي السابق، ومعها قدم درسًا لكل مدربى العالم فى كيفية التعامل مع النجوم أيًا كان حجمهم.
يقول أليكس فيرجسون فى كتاب "سيرتى الذاتية" الذى أصدره عقب اعتزاله فى 2013 أن ديفيد بيكهام اتخذ قرارًا منذ بداية مسيرته أن يكون نجمًا، وهو ما حدث فى النهاية وأصبح أحد أهم رموز الكرة الإنجليزية فى أواخر التسعينات وأوائل الألفية الجديدة، لكن علاقته مع مكتشفه لم تكن على خير ما يرام فى النهاية وتسببت فى رحيله عن مانشستر يونايتد.
"إذا قدم مباراة سيئة، لن يعترف بذلك، بل يأتى إلى ويقول أنت وظفتنى بطريقة خاطئة، أو أرهقتني بأدوار لا يجب على القيام بها!" فيرجسون يتحدث مجددًا عن صعوبة التعامل مع نجم الفريق والفتى المدلل للصحافة والجماهير الإنجليزية، والذى احتل فصلا كاملا فى كتابه الذى ضم فيه حقبة كبيرة من تاريخ مانشستر يونايتد.
التعامل مع نجم بتلك المواصفات لم يكن سهلا على الإطلاق، لكن المدرب الأعظم فى تاريخ مانشستر يونايتد وقد يكون فى تاريخ اللعبة نجح فى التعامل مع تلك الأزمة الأبدية عند معظم نجوم الكرة، وقدم درسًا إلى كل مدرب أو مسئول، يجب أن يتحول إلى نموذج ناجح يمكن الرجوع إليه عند تكرار تلك الأزمة فى أى فريق.
ورغم أخطاء بيكهام المتكررة إلا أن فيرجسون اعترف بإعجابه بتلك الشخصية القوية والثقة بالنفس التى لم يشهد لها مثيلا وقال: "أنت مجبر على الإعجاب به، هو دائمًا يريد الكرة، وأن يكون فى الملعب، ثقته بنفسه مبهرة، لا يهم كم الأخطاء التى يرتكبها لكنه يبقى واثقًا ولا يهتم بما يراه أى شخص غيره."
خسارة مانشستر يونايتد فى أولد ترافورد 2/0 أمام أرسنال فى الدور الخامس من كأس الاتحاد الإنجليزي 2003، كانت الحلقة الأخيرة فى علاقة فيرجسون وبيكهام، بعدما سجل سيلفان ويلتورد هدفًا للمدفعجية، حمّل السير مسئولية هذا الهدف إلى "رعونة" ديفيد، لكن الأحداث لم تنته عند هذا الحد، ووصلت إلى نهاية مأساوية فى غرفة خلع الملابس.
جلس بيكهام فى مكانه المخصص لتبديل ملابسه بعد المباراة، ودخل فيرجسون الحجرة، ووقتها تفوه نجم الفريق بكلمات غير لائقة، وجاء رد المدرب غير متوقع على الإطلاق، بتسديد أحد الأحذية الملقاة على الأرض تجاه اللاعب، ولسوء الحظ يستقر أعلى حاجبه، ويصيبه بقطع سطحي، وتتحول الغرفة إلى ساحة معركة.
اتجه بيكهام نحو المدرب وهو يتفوه بألفاظ خارجة، لكن زملائه منعوه، وبنبرة غاضبة قال فيرجسون: "اجلس مكانك! أنت خذلت فريقك، جادل كيفما تشاء، لكن تلك هى الحقيقة وعليك أن تتقبلها." انتشرت القصة عبر الصحف فى اليوم التالى، وتأكدت مع وصول بيكهام المران بلاصقة أعلى حاجبه! وفى أول مران استدعى المدرب لاعبه الذى لم ينطق بأى كلمة طوال اليوم، وطلب منه مشاهدة تسجيل المباراة وهدف ويلتورد، لمعرفة حجم الكارثة التى ارتكبها، بعدما تخاذل ورفض الركض خلف لاعب أرسنال ولم يقم بواجباته الدفاعية المكلف بها.
بيكهام
وقدم فيرجسون درسًا للجميع بعدما اجتمع مع الإدارة وطالبهم ببيع اللاعب وقال جملته الشهيرة: "إذا فقد المدرب السيطرة على غرفة خلع الملابس وتحكم اللاعبون فى أمور الفريق، فأنت لن تمتلك شيئًا بعدها."
وبالفعل رحل بيكهام إلى ريال مدريد، وانتصر فيرجسون ومعه رسالة إلى كل مدربى العالم: "المدرب والنادى أكبر من أى لاعب" لكن إلى أى مدى نشاهد ذلك فى ملاعبنا مؤخرًا؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة