قبل رمضان تقوم النساء بإعداد "القديد" بسبب عدم وجود كهرباء أو ثلاجات لدى معظم أهل الصحراء، كان ذلك يحدث قديما بشكل موسع، حيث تذبح كل عائلة شاة من قطيعها، ويوضع الملح على لحمها وينشر فى الشمس لفترات طويلة، حتى يصبح قديداً، ليكون خزين الشهر من اللحوم.
كما يتم تخزين "الرُب" الذى يصنع من التمر وهو يشبه العسل الأسود فى الشكل والقوام والطعم.
يؤكد حمد خالد شعيب الباحث فى أطلس المأثورات الشعبية، أن بدو مطروح يستعدون مبكراً لاستقبال شهر رمضان المبارك، ويكون استعدادهم الأكبر بالروحانيات وإصلاح ذات البين والمسامحة، مع التركيز على التكافل الاجتماعى.
وتعقد أغلب المصالحات بين المتخاصمين وإنهاء النزاعات قبل قدوم الشهر الكريم، ومع اقترابه تبدأ الأسر الميسورة بتقديم الدعم والمساعدة للأسر الفقيرة، وتنشر حالة عامة من المودة والتراحم ومد يد العون بين الجميع.
ويواكب هذه الاستعدادات الروحانية الاستعدادات المادية، بقيام الأسر خاصة الذين لا يمتلكون ثلاجات، بتخزين الأطعمة التى يمكنها أن تقاوم وتستمر معهم طوال الشهر.
حيث تقوم الأمهات بتحويل اللحم إلى قديد، من خلال تمليحه ونشره، ويستخدم هذا اللحم المقدد طوال شهر رمضان.
وأضاف "شعيب" بأن النساء تستخدم جلد الشاه "الشكوه" أو القربة، لخض اللبن حتى يصبح لبن حامض وهو أقرب إلى الرايب وتستخرج منه الزبد.
كما تستخدم جلد الماعز "الصوفه" فى تخزين الرُب أو السمن، وبذلك يكون فى البيت جميع الاحتياجات الأساسية من الطعام مثل اللحم المقدد والرُب والزبدة واللبن الحامض.
وأشار الباحث البدوى، إلى أن أسر العائلة الواحدة، تتجمع فى أول يوم من شهر رمضان فى منزل الأب أو الأم فى البيت الكبير أو الدوار، لقضاء اليوم والإفطار معاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة