صناعة الكنافة مهنة ينسبها المجتمع إلى الرجال لصعوبتها، ولكن "منال" بنت بنى سويف، زاحمت الرجال فيها وأتقنتها، وبرغم حصولها على مؤهل عال إلا أنها تصنع الكنافة خلال شهر رمضان الكريم لمساعدة زوجها الذى ورث الصنعة عن والده، كما استطاعت أن توائم ما بين عملها ورعاية طفليها واحتياجات المنزل، ولا ترى خجلا مما تفعله طالما الرزق حلال.
"اليوم السابع" التقى صانعة الكنافة للتعرف على أسباب امتهانها تلك الصنعة، وكذلك زوجها ووالدته للتعرف على المهنة ومتاعبها، حيث تقول منال ماهر صانعة الكنافة: "حصلت على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، وتزوجت وأنجبت طفلين محمد وجودى، ولم أحصل على وظيفة، وقررت مساعدة زوجى الذى ورث عن والده صناعة الكنافة والقطايف، إلى جانب عمله فى مهنة الحدادة، حيث أشاركه فى صنع الكنافة وبيعها للزبائن لمساعدته فى نفقات أسرتنا مع غلاء الأسعار، وأنا مقتنعة بما أفعل ولا أخجل من عملى، والشغل مش عيب طالما الرزق حلال".
وأضافت منال: "تزوجت من ست سنوات أثناء دراستى فى الكلية، ومن يومها أعمل مع زوجى فى الصنعة قبل شهر رمضان بأيام، ونستكمل الشهر الكريم لنحصل على الربح الذى قدره الله لنا ليعيننا على نفقات أسرتنا فى ظل الظروف الحالية، كما أننى أوفق ما بين عملى ورعاية الطفلين واحتياجات المنزل، فلا يطغى أحدهم على الآخر".
وتابعت منال: "رش الكنافة ولمها من على صينية الفرن وضبط مستوى النار يحتاج لمهارة وحرفية، حتى ننتج كنافة جيدة يقبل عليها الزبائن، ونظرا لاهتمامنا وإتقاننا للعمل ذاع صيتنا كصناع للكنافة والقطايف بمدينة بنى سويف، ويفضلها الكثيرون على الكنافة الآلى".
واستطردت منال قائلة: "اتفقت وزوجى على أن القناعة بما قسم الله لنا تريحنا، وتبعد عنا الخلاف والمشاكل، لذلك فهامش الربح البسيط وعائد البيع يرضينا، ولذلك برغم غلاء أسعار الدقيق لم نرفع سعر الكيلو كثيرا".
ويلتقط أطراف الحديث رفعت محمد حسين، زوج صانعة الكنافة قائلا: "ورثت عمل الكنافة والقطايف عن والدى رحمة الله عليه، وأضع صورته فى المكان الذى أعتاد إقامة فرن الكنافة به، بجوار مسجد القاضى بمدينة بنى سويف، تقديرا له واعترافا بتركه لنا صنعة تدر لنا ربحا".
وتابع رفعت: "رغم حصول زوجتى على مؤهل عال، عرضت على مساعدتى والعمل معى فى صناعة الكنافة، فوافقت خاصة أن والدتى لا تستطيع الاستمرار فى صناعة القطايف لكبر سنها، فأقوم بالعمل مكانها كما أتبادل العمل مع زوجتى لأريحها من العناء ولترعى طفلينا".
وأشار رفعت إلى أن سعر كيلو الكنافة هذا العام 12 جنيها، والقطايف 10 جنيهات، بينما الموسم الماضى 8 جنيهات للكنافة، ومثلها للقطايف، وتلك الزيادة تعود إلى شرائنا 2 طن دقيق العام الماضى بـ5 آلاف و500 جنيه، بينما وصل ثمن الطن الواحد حاليا، 4 آلاف و900 جنيه، ولذلك لم نشتر سوى طن دقيق، كما أن إقبال المواطنين على شراء الكنافة والقطايف أقل من العام الماضى، نظرا لزيادة أسعار مستلزمات عملها من الزبيب، والفول، وغيرها".
وأوضحت فكيهة أحمد مصطفى، حماة صانعة الكنافة، أن والدها كان يعمل فى نفس المهنة، وتعلمتها منه، كما اشتغل زوجها رحمة الله عليه بها، وهم عائلة تتوارث المهنة، حيث يعمل ابنها بها وتعلمتها زوجته، وكذلك ابنتها ويساعدها زوجها.
واستطردت فكيهة: "أسعار الدقيق تضاعفت، كما وصل ثمن أسطوانة البوتاجاز الكبيرة 90 جنيها، ولفة الورق من 50 العام الماضى إلى 90 جنيها، وكيلو أكياس البلاستيك من 16 إلى 32 جنيها، فأجبرنا على رفع سعر كيلو الكنافة والقطايف قليلا مراعاة لظروف الأهالى، خاصة فى ظل ارتفاع أسعار مستلزمات حشوها إلى الضعف.
صانعة الكنافة
صانعة الكنافة الحاصلة على مؤهل عال
منال صانعه الكنافة ببنى سويف
صانعه الكنافة تزاحم الرجال
صانعة الكنافة أتقنت المهنة
منال تساعد زوجها
عائلة تعمل بمهنة صناعة الكنافة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة