قال الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب ،شيخ الأزهر الشريف، إن الزواج هو وسيلة لحفظ النسل وبقاء النوع، وليس لمجرد قضاء الغريزة التى يحارب الإسلام العبث والخروج بها عن طبيعتها أو الطريق التى وضع الله تعالى هذه الغريزة فيها، والانحراف يتمثل فى اللقاء الجنسى خارج إطار الزواج الشرعى، الذى نهى عنه الإسلام؛ لأنه حينئذ سينتج مجتمعات غير سوية.
وأضاف فى حديثه على الفضائية المصرية أن الإسلام ضد الزواج المثلى؛ لأنه إذا ما ترك الحبل على الغارب فإنه سوف ينقلب إلى كارثة أخلاقية كبرى تؤدى إلى انقراض البشرية، لأنها تعفى الإنسان من مسئوليته ومن معنى الأسرة وتكاليفها مع أن الإنسان رهن بمسئوليته؛ إذ لا يكون إنسانا إلا إذا كان مسئولا، وإلا سينقلب إلى بقية الكائنات التى تتحرك ولا مسئولية عليها، مشيرًا إلى أن بعض الدول بدأت تعانى من نقص تعداد سكانها جراء هذه الفلسفات الحديثة.
وتابع الإمام الأكبر: الإسلام حينما دعا إلى حفظ النسل وجعل له وسيلة الزاوج شجع هذه الوسيلة وأثاب عليه حفظا وإبقاء على الغاية، معتبرًا أن أي خروج على هذه الغاية مرفوض تماما فهذه الغاية دينية والوسيلة لها بعد ديني حينما أثيب عليها وحينما دخلت في إحاطتها بأحكام تحرم اللواط والزنا أو الزواج المثلي أو أن يتحول عقم النساء إلى عادة أو موضة، مبينًا أن الزواج هو مشروع إللهى له وسيلة يثاب عليها شرعا وغايتها هو تحقيق مراد الله تعالى على الأرض وإظهار آثار الصفات سواء كانت صفات جلال أو صفات جمال، إذ كيف تنعكس هذه الصفات؟ وأين تنعكس؟ فمن غير المعقول أن تكون الذات المقدسة لها هذه الصفات وهذه الصفات معطلة أو ليس لها انعكاسات أو ليس لها تجليات تنعكس على النوع البشري، وعليه فإن النوع البشرى هذا مقصد إللهى مرتب لتجلى الصفات وتجلى الأسماء وما يؤدى إلى هذه الغاية النبيلة الدينية هو الزواج القائم على المساواة والعدل المودة والرحمة .
وأكد أن الشاب وهو يختار بمفردات العصر خطيبته لا بد أن يضع فى حسبانه أولا أنه لا يتزوج من أجل غريزته فقط، وإنما من أجل أسرة مسئولة عن واجبات كثيرة تجاه نفسها وتجاه ما ينتج عن هذه الأسرة من أطفال، وهذه المسئولية هى ترجمة للحديث النبوى: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...)، وعلى الشاب أن يتيقظ لهذه المسؤولية وهو فى هذه الفترة التى تغلب فيها قوة الغريزة الجنسية التى وضعها الله تعالى فى الناس، ومن أجلها يسر الله الزواج وحث عليه وحرم هذه العلاقة خارج الزواج الشرعي، كما يجب عليه أن يتيقن أن المسألة ليست مسألة شكل فقط أو مسألة عذوبة ألفاظ فقط، وإنما الاعتبار الأكبر في المسئوليات ومواجهة أعباء الحياة ومشكلاتها وكيفية التصرف فيها، وهذه الأمور لا يمكن اكتشافها فى ظل ثورة الغريزة ولا فى ظل التأثيرات الوقتية أو المؤقتة من ناحية الشكل أو من ناحية الكلام الجميل الذى يعتقد الكثيرون أنه سيبقى ويستمر ثم يتفاجئون بأن كل شئ تبخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة