وائل السمرى يكتب.. هل هاج البشير من أجل عيون تميم؟ التقارير الأممية تكشف.. السودان "الأسوأ صحيا" بسبب تقصير الخرطوم ومعدلات الوفاة ضعف المعدلات العالمية.. والحكومة تركت واجباتها وحظرت المنتجات المصرية

الثلاثاء، 30 مايو 2017 03:44 م
وائل السمرى يكتب.. هل هاج البشير من أجل عيون تميم؟ التقارير الأممية تكشف.. السودان "الأسوأ صحيا" بسبب تقصير  الخرطوم ومعدلات الوفاة ضعف المعدلات العالمية.. والحكومة تركت واجباتها وحظرت المنتجات المصرية هل هاج البشير من أجل عيون تميم؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 لا أعرف لماذا تصر الحكومة السودانية الحالية على تأجيج الخلاف مع القاهرة عبر ترديد الادعاءات المتعجلة واتخاذ المواقف المضطربة تجاه مصر، لكنى على أية حال أقدر تماما حالة الهياج التى انتابت حكومة الخرطوم بعد أن كشف العالم القناع عن وجه قطر، وتم وضع الحكومة القطرية فى موضعها الصحيح كأحد أكبر صناع الإرهاب فى العالم، ولا يخفى على أحد مدى متانة الارتباط القائم بالحكومتين..

 

وهو الارتباط الذى دفع "البشير" إلى المضى قدما فى التصعيد ضد مصر وترديد الشائعات عنها بعدما هدأت الأجواء نسبيا إثر حالة تبادل التصريحات الودية، لكن للأسف وبلا سابق إنذار قرر السودان حظر جميع المنتجات الحيوانية والنباتية من مصر حتى تلك التى لا يتم تصنيعها فى مصر، وهو قرار لا يرام من ورائه سوى تشويه صورة مصر ومنتجاتها، ولا أعتقد أبدا أن المقصود من ورائه هو صحة الشعب السودانى الحبيب الذى يكن له كل المصريين كل المحبة والتقدير والاحترام.

 

تدعى "الخرطوم" أنها تريد أن تحافظ على صحة الشعب السودانى، وبرغم أن هذا قول حق يراد به باطل، فإنى أؤكد أن هذا الهدف هدف مشروع وهذا الحلم حلم مشروع أيضا، ومن أجل هذا الزعم قررت فرض حظر على المنتجات المصرية بناء على أكاذيب تم كشفها سابقا وكشف من يقف وراءها، وبرغم هذا أيضا فهذا حقها، فمن حق أى دولة أن تمنع استيراد أية سلعة قادمة من أى بلد بناء على أى تبرير، ولا يتوقف الواحد كثيرا أمام إجراءات حكومة مثل حكومة السودان لأنها لا تتبع قانونا ولا دستورا ولا تقيم وزنا لمؤسساتها – إن وجدت- وإنما الأمر كله بيد بشيرها وإخوانه، وفى الحقيقة فإن سعادتى كان من الممكن أن تكون أضعاف ما هى عليه الآن لو أنى لمحت فى كلمات حكومة البشير التبريرية صدقا، فصحة المواطن السودانى عندى أقدس وأهم من أى شيء، لكن هل فعلا المقصود من وراء هذا الحظر صحة السودان؟ أشك فى هذا الأمر وهذه هى الأسباب.

 

جميع التقارير الأممية سواء كانت محلية أو أجنبية تشير إلى أن الحالة الصحية فى السودان فى أسوأ حالاتها، ولأنى أعرف أن الكلام سيفتح على نيران الإخوان والمتأخونين فى مصر والسودان سآتى هنا بنص التقرير الذى نشرته حليفتهم "الجزيرة" عن الصحة فى السودان، حيث يقول التقرير إن قطاع الصحة يندرج فى ذيل أولويات ميزانية الدولة البالغة 25 مليار دولار فى عام 2013، وبالتالى فإن قطاع الصحة السودانى من الأسوأ فى العالم، وهو من بين خمس دول فى العالم هى الأقل إنفاقا فى هذا المجال.

 

وجاء فى الحلقة أن السودان يشهد زيادة فى نسبة أمراض الكبد والسرطان، وأن 50% من أجهزة الغسيل الكلوى انتهى عمرها الافتراضي. كما تشير تقارير اليونيسف إلى أن الحالة الصحية العامة فى السودان من أسوأ الحالات فى العالم،  حيث تشير الإحصائيات إلى أن معدل وفيات الأطفال الرضع فى السودان هو 81 وفاة لكل 1,000 ولادة حية، أما معدل وفيات الأطفال دون سنّ الخامسة فيبلغ 112 وفاة لكل 1,000 أما معدل وفيات الأمهات فيبلغ 1,107 وفاة لكل 100,000 ولادة حية، كما تؤكد التقارير أن 56% فقط من السودانيون يحصلون مياه صالحة للشرب، و31% فقط من السودانيون يتوافر لهم مرافق صرف صحى "تفى بالغرض" بينما 31% فقط من الأطفال حصلوا على التطعيمات اللازمة.

 

هذا مسح سريع وغير شامل للأنشطة الصحية فى السودان، وإن طالعت الصحف السودانية ستكتشف أن عشرات التقارير والتحقيقات والحوارات تتحدث دوما عن تردى الوضع الصحى فى سوداننا الشقيق، وهو ترد يتحمل البشير وحده مسئوليته لأنه ترك شعبه بلا رعاية صحية ولا خدمات أساسية ولا تطعيمات من الأمراض المتوطنة ولا حماية من الأوبئة، وللأسف  وقتما أتى الحديث عن صحة الشعب السودانى أتى من أجل مصلحة "الجماعة" فحسب.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة