تعتبر محافظة الإسكندرية من المحافظات الصعبة خاصة فى الملف الدينى والدعوة لاعتبارها معقلاً للتيارات المتطرفة التى انتشرت خلال السنوات السابقة، والتى تجتهد وزارة الأوقاف لإحكام السيطرة عليها من جديد.
الشيخ محمد العجمى وكيل أوقاف الإسكندرية فى حوار لليوم السابع
وحاور "اليوم السابع" الشيخ محمد العجمى، وكيل أوقاف الإسكندرية، بعد شهرين من توليه المنصب للحديث عن كواليس الضبطيات الأخيرة التى كشفتها مديرية الأوقاف واستطاعت أحكام السيطرة على عدد من الزوايا التى كانت تعد وكراً للتطرف.. وإلى نص الحوار..
ما هى التحديات التى واجهتك خلال فترة توليك منصب وكيلاً لأوقاف الإسكندرية؟
شرفت بالعمل بمديرية الأوقاف بالإسكندرية بقرار من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ونحن جنود نتحرك طبقا لتعليمات القائد، والإسكندرية هى ثغر كبير من ثغور محافظات الجمهورية، وإذا كنا نتعلم يوميا شىء ففى محافظة الإسكندرية كل ساعة نتعلم شىء جديد، والساعة عمل فى محافظة الإسكندرية يساوى عمل سنة فى غيرها، وذلك لأهميتها وهدفنا حالياً هو إعادة هيكلة عماله المساجد وهو اكبر تحدى يواجهنا وهو أن نعيد ترتيب البيت من جديد.
والإسكندرية بها صعوبات مثل كثرة المساجد والزوايا التى تمثل عائقا كبيرا، وكل 200 متر هناك زاوية تحت عمارة كأنه تسابق بين الناس، ووزارة الأوقاف تبذل جهدا كبيرا لإحكام السيطرة لعدم السماح لغير الأزهريين فى إلقاء الخطب والدروس داخل المساجد، كما أن هناك تحدياً هم العمالة بدون اجر ونتخذ اجراءات شديدة وستشهد الفترة القادمة عملا جاداً ومكثفاً على المساجد وهناك بعض الزوايا كانت تحت سيطرة الاهالى اخرهم زاوية التوحيد شارع الحرية، ونعد أن نبذ قصارى جهدنا لأن لدينا رسالة وهى خدمة بيوت الله ونعمل على قيام بالواجب الدعوة من اجل المؤسسة الدينية التى نشرف بالعمل بها، ولابد على الناس لا يحترفوا الكلام فى الدين والرجوع إلى المتخصصين والالتزام بقول الله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
الشيخ محمد العجمى
ما هى الإجراءات التى تتبعها أوقاف الإسكندرية لإحكام السيطرة على المساجد والعمل الدعوى؟
فى الفترة المقبلة ستشهد الساحة الدعوية تغيراً ملحوظاً فى مديرية الأوقاف بالإسكندرية على المساجد، ولأول مرة ندفع باصحاب الفكر الوسطى المستنير صغار السن فى المساجد الكبرى مثل الشيخ خالد عامر فى مسجد القائد إبراهيم، أحد الأئمة أصحاب الفكر الوسطى المستنير، بالإضافة إلى المساجد لكبرى التى كانت تسيطر عليها الغير ازهرين مثل مسجد الصداقة تم إرسال إليه إماما صاحب فكرة مستنير ووسطى وله جمهور، وهى سياسية جديدة للدفع بالشباب وتشجيعهم وتغيير المفاهيم المغلوطة لدى الناس. ورسالتنا للناس أن الأوقاف لديها أئمة افاضل فأنتم تسمعون عن الأوقاف ولن تسمعوا من شباب الأوقاف.
أوقاف الإسكندرية ضبطت عدد من الزوايا المخالفة مؤخراً. فما هى الإجراءات التى تتبعها لإحكام السيطرة عليها؟
نحن نحكم السيطرة على المساجد طبقاً للقانون المنظم للخطابة، وحررنا محضراً رقم 5583 ثانى المنتزة، ضد أحد الأشخاص لجعله من زاوية مركزا للتدريب وتلقى الدورات العلمية بدون تصريح وعلم الأوقاف، وتم ضبط العديد من الملازم الدعوية لتوزيعها على طلاب العلم.
كما أحكمنا السيطرة على زاوية قام فتحها أحد المواطنين بالقوة وقامت الادارة الهندسية بغلقها لخطورتها، فماذا لو حدث لأحد المصلين أى ضرر ستلقى اللوم على الأوقاف، فعندما قررنا غلقها كان لمصحلة المصلين، فرسالتنا هى اتركونا نقضى عملنا بما خوله لنا القانون، فنحن نعمل فى دولة مؤسسات، فلماذا سياسة التخوين وتخوين مؤسسات الدولة وإسقاط الدولة وعندما تسقط مؤسسة تسقط دولة ومن يجنى الثمار؟.
ويجب على الشعب أن يعلم أن المؤسسات تعمل جيدا لخدمة الوطن ولله، لن نتهاون فيها ولم نترك حقا خوله لنا القانون والله يحاسبنا فيها ونحافظ عليها والأئمة فى الإسكندرية تحفاظ على المساجد وأى حد يشكل لنا عبء سنتخذ معه إجراءات، نحن نريد الناس تقبل على المساجد فى رمان فهو شهر الصفاء، فلماذا يريد الغير ازهريين السيطرة على المساجد، ولماذا المساجد التى يختاروها للسيطرة عليها ؟، فمن ضمن العجائب أن نرى سمكرى سيارات خطب الجمعه فى العامرية، فهو امر لن يقبله عاقل، فدائما تعليمنا أن من كان شيخه كتابه سبق خطأه صوابه، فليس بمن قرأ كتاب فهو من أهل العلم والخبرة، فعلى من يتصدر المشهد أن يكون مؤهلاً ومتخصصاً ومن أهل الفكر والدراية، فاستحالة سمكرى سيارات أن يخطب الناس.
ما هى الرسالة الهامة التى يقدمها شباب الأوقاف فى المساجد فى الفترة الراهنة؟
نحن نعلم جيداً أهمية المرحلة الراهنة التى تمر بها مصر والتى يحاول الأعداء أن ينالوا من وحدة مصر، ونستطيع أن نقول الآن أن الشباب فى وزارة الأوقاف يدعوا إلى الله بوسطية واعتدال أن يدعوا الناس إلى السماحة والتعايش التى حثنا عليها الرسول، والعيش بجوار شقيقة المسيحى فى ترابط وألفه وحب ولابد أن نقدم هذه العلاقة الانسانية على أى شىء، الأئمة الآن تُعلم الناس العلم ونربى أبناءنا على حفظ كتاب الله وكيفية التعامل مع الله، نحن حالياً فى أزمة اخلاق ونريد الناس أن تتعامل بالاخلاق التى طالبنا بها الرسول بما يرضاه الله.
وكيل أوقاف الإسكندرية
ومن هذا المنطلق حرصت أوقاف الإسكندرية على تدريب الأئمة على مهارات التواصل والتنمية البشرية وتعليمهم حركات الوجه ونبرات الصوت والحديث لجذب المواطنين وتوصيلهم المعلومة بشكل جيد لأن هدفنا هو الناس ولا نريدهم أن تغضب مننا لأننا بنرجع للقانون، نحن فى دولة مؤسسات وندعم مؤسسات الدولة ونحن جزء منها.
منذ فترة توليك تم ضبط عدد من قضايا الفساد المالى والإدارى إلى أين توصلت فى هذا الملف؟
نحن فى دولة مؤسسات وهدفنا الأول نحارب الفساد الادارى والمالى، ولكن نقول دائماً المتهم برىء حتى تثبت إدانته، من القضايا التى تم ضبطها هو العمالة الوهمية التى ضبطت مؤخرا والنيابة هى محل التحقيق حاليا وهى الجهة الوحيدة التى تحدد المتسبب فيها، ولا يمكن خلال هذه الفترة التستر على فاسد ولا نلقى اللوم على أحد، والجهات القضائية هى التى تثبت الاتهامات.
الشيخ محمد العجمى فى حوار لليوم السابع
ومن القضايا التى تم تحويلها مؤخراً للنيابة كان لأحد مؤذنى المساجد عمل كمأذون ويعقد قران لفتاة صغيرة عرفى بدون علم أهلها، وهو أمر مخالف تماماً لا يمكن أن يقبله أحد ولا مجتمع، ونحن نؤكد أى شىء يعكر صفو وزارة الأوقاف سنحاربها، ونحن نتحرك ليس من منطلق الشعور بالأهلية ولكن من منطلق الشعور بالمسئولة، ونؤكد مرة آخرى أن الوزارة تسعى لإحكام السيطرة على المساجد والحفاظ على الائمة ومتابعة العمال فى الحضور والالتزام بكافة القرارات والقوانين.
انتشرت فى الفترة الأخيرة العديد من ملحقات المساجد التى تعمل كدور حضانة أو تحفيظ قرآن ودروس خصوصية فهل هى قانونية ما هى الإجراءات التى تتبع حيالها؟
بالفعل عناك إجراءات تتخذ لملحقات المساجد، وهى من خلال اللجنة العليا للخدمات تنبثق منها لجنة فرعية، يستطيع التقدم اليها لتقنين ملحق لعمل مشروع سواء كان تحفيظ ودروس طالما الامر يوجد فيه اباحة فاللجنة الفرعية تصعده للجنة العليا، ويتم التحصيل إيجار للوزارة ومنهم الترخيص.
إلى أين توصلت مديرية أوقاف الإسكندرية لحل مشكلة انتشار صناديق التبرعات فى المساجد والزوايا؟
نسعى حاليا للانتهاء من مجالس إدارات المساجد الكبرى، وهو سيتكون من 4 رواد وإمام المسجد وعامل العهدة والذين سيشكلون مجلس إدارة المسجد وسيشرفون على صندوق الزكاة ن وعند فتحه سيكون فى حضورهم وبحضور مفتش من وزارة الأوقاف فى منتهى الشفافية، وهذه الإجراءات لكى نطمأن المسلمين أن أموالهم فى يد أمينة وتحت إشراف كامل حتى تذهب للفقراء والمساكين.
والصناديق مدون عليها وزارة الأوقاف وأسماء مجلس الإدارة، ونناشد المواطنين بالإبلاغ غن المخالفات من خلال هناك تليفون للمتابعة الميدانية وأى مواطن يرى مخالفة فى جمع التبرعات فعليه أن يتواصل معنا ويبلغ لاتخاذ الإجراءات القانونية وذلك لوجود غوغائية فى جمع التبرعات.
ماذا عن زكاة الفطر من خلال جمع الحبوب بالمساجد؟
زكاة الفطر تحددها دار الإفتاء ونحن نفتى بما تفتى به دار الإفتاء، ولمن نسمح بتعليق جداول داخل المساجد للزكاة، ونحذر ائمة المساجد فى هذه الفترة من جمع الحبوب الخاصة بالزكاة داخل المساجد.
قرار منع مكبرات الصوت فى المساجد يثير جدل المواطنين فى الشارع السكندرى فما هى حقيقته؟
موضوع منع مكبرات الصوت اخد اكبر من حجمه، ولا نريد أن نشكك فى النوايا فهو موضوع قديم وليس حديث، وهناك قرارات فى استخدام المكبرات فى رمضان وغير رمضان، ففى رمضان يسمح بفتح المكبرات فى المساجد الكبرى مثل القائد إبراعيم بالإسكندرية لوجود عدد كبير من المصلين داخل وخارج المسجد فلابد من استخدام المكبر، ولكن يحذر استخدامه فى المساجد الصغرى والتى يوجد عدد قليل من المصلين بها فما الداعى لفتح المكبر، ولن نمنعه مثل ما الناس تعتقد فالأمر تم طرحه والناس فهمته بالخطأ، ولا نريد أن نخرج به للتشكيك فى النوايا.
212 مسجداً فقط للتهجد والاعتكاف خلال شهر رمضان على أى أساس تم اختيارهم؟
بالفعل تم اختبار 212 مسجداً للاعتكاف وصلاة التهجد وتم اختيارهم من خلال مديرى الإدارات فهم على علم جيداً بالمساجد التى تحتاج إلى صلاة تهجد فى 10 إدارات بالمحافظة وتم التقدم بعدد كبير من المساجد وتم الموافقة عليها جميعها، ولن نسمح بالتهجد الا المساجد المتفق عليها فى الادارة الفرعية ولن نسمح بمخالفة فى شهر رمضان نحن نريده شهر الروحانيات، نحن فى رمضان إلى الله اقرب ونريد أن نكون ربانيين، ولم نسمح لأى شخص أو فصيل أو جماعة اختراق أو السيطرة على المساجد.
مَن مِن رموز الدعوة السلفية يحمل تصريحاً موثقاً من الأوقاف؟
ياسر برهامى فقط هو من يحمل التصريح وهو تصريح بإلقاء خطبة الجمعة فقط، ويجدد شهريا من خلال وزارة الأوقاف وشرط التجديد هو الالتزام بالخطبة ووقتها وعدم الحدث فى السياسة وأمور فيها خلاف وهى أمور تنظيمية.
ما هى خطة أوقاف الإسكندرية للوصول للمواطنين ونشر الإسلام الوسطى بين الشباب فى شهر رمضان؟
الخطة تشمل فى التعاون مع العديد من الجهات منها وزارة الثقافة ومديرية الشباب والرياضة ومديرية الصحة فى إطلاق ما يقرب من 100 ندون ولقاء ثقافى فى مختلف مراكز الشباب فى جميع الإدارات، كما أن اللقاءات تشمل قرى تابعة لإدارة العامرية وبرج العرب وهى تبعد مسافة كبيرة من وسط الإسكندرية والتى تحرص الأوقاف للتواصل معهم والحديث معهم بشكل مستمر وستكون بعنوان " مصر نسيج واحد".
أثناء حواه لليوم السابع
وتشمل الخطة بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة تشمل 100 ندوة دينية بدءاً من 29 مايو، ندوات دينية بمختلف مراكز الشباب بالمحافظة وتتناول موضوعات عن، تتناول قيمة العمل فى الإسلام ومحاربة الإسلام للإرهاب، الدروس المستفادة من الصيام فى شهر رمضان، نبذ الفرقة.
وفى مجال التعاون الثقافى مع مديرية الصحة وستكون 4 ندوات على مدار شهر رمضان، وسيحاضر فيها داعية من الأوقاف ومتخصص من مديرية الصحة والتى ستبدأ فى 5 يونيو ندوة أضرار الزواج المبكر فى مسجد على إبراهيم التابع لإدارة وسط يوم 5 يونيو بعد صلاة الضهر، مسجد الميرى التابع لإدارة غرب يوم 12 يونيو ندوة عن ختان الإناث، مسجد بكير التابع لإدارة الجمرك يوم 19 يونيو ندوة عن المشورة والفحص ما قبل الزواج، مسجد الجهاد فى التابع لإدارة شرق أبو سليمان، يوم 26 يونيو مسجد الجهاد. الفحص الذاتى للثدى وكيفية الرضاعة الطبيعة.
بينما الخطة الثقافية لمديرية الأوقاف بالإسكندرية بالتعاون مع قصور الثقافة سيتم تنسيق 13 ملتقى ثقافيا مع فرع ثقافة الإسكندرية وسيتم التركيز فى هذه الندوات فى جميع المراكز الثقافة على مستوى الإسكندرية وستكون الموضوعات عن رد شبهات تفكيك الفكر المتطرف ومكافحة الإرهاب، كما يتم تنظيم ليالى رمضان وسرادقات بالتعاون مع وزارة الثقافة فى العديد من المناطق المختلفة بالإسكندرية.
ماذا عن الدور المجتمعى لأوقاف الإسكندرية ؟
لنا دور لخدمة المجتمع والمواطنين حيث قامت وزارة الأوقاف بتوزيع 5 آلاف شنطة للفقراء بالإسكندرية، ويقوم باختيار الأماكن الإدارات الفرعية للأوقاف وتوزيع السلع الغذائية التى يحتاجه المواطنون وسيتم البدء فى توزيعها خلال الأيام القادمة.
ماذا عن الدور الدعوى للسيدات بالإسكندرية؟
لدينا 4 واعظات معتمدات من الأوقاف وفتحنا فى الفترة الأخيرة باب التقدم للواعظات الجدد الحاصلات على مؤهلات أزهرية أو معهد إعداد الدعاة التابع للأوقاف، وفى انتظار الإحصائية مع رئيس قسم المساجد الأهلية ولا حكومية لتحديد موعد الاختبارات بالوزارة.
ونناشد أى داعية ترى فى نفسها داعية سواء ازهرية أو حاصلة على معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف تتقدم لمديرية الأوقاف لمدير عام الدعوه لتعمل كواعظة متطوعة لتتيح لها المجال فنحن فى حاجة ماسة لهذا الأمر، وسيسهم فى حل الإشكاليات لدى النساء وسيضيق الخناق لغير المتخصص للحديث أو التعامل فى أى قضية تخص النساء.