لم تكن زيارتها الأخيرة لمصر مجرد إجراء دبلوماسى رويتنى، بل اتسم بالود والحميمية، فهى دائمة التأكيد على مصر دولة محورية فى المنطقة، وقدمت فور عودتها إلى باريس عدد من المقالات عن مصر فى محاولة منها لتصحيح صورة الفرنسيين عن الأوضاع فى مصر، "ناتالى جوليت" عضو مجلس الشيوخ الفرنسى، ونائب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى والعلاقات الخارجية، ورئيس جمعية الصداقة الفرنسية بالخليج، كلها مناصب تؤكد مدى اقترابها الشديد من مصر ومنطقة الشرق، وإدراكها لتشابكات كثير من الخيوط بين مصر ودول المنطقة وفرنسا، وهو ما اتضح فى حوارنا معها حول بعض تلك القضايا.
ماهى توقعاتك لنتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ؟
أتمنى ألا تفوز مارى لوبان بانتخابات الرئاسة الفرنسية ، ليس فقط بسبب تطرفها ، وإنما أيضا للصورة العامة لفرنسا، وبالتأكيد أتمنى فوز إيمانويل ماكرون ، وأرى أنه خلال هذه الفترة ما يحتاجه هو إقناع الناخبين ببرنامجه السياسى والتركيز على القضايا التى ظلت دون حل لمدة 30 عامًا .
إيمانويل ماكرون أكد فى تصريحات صحفية أن الاتحاد الاوربى يحتاج إلى إصلاحات داخلية، وإلا من الممكن أن يواجه خروج فرنسا أيضا مثل بريطانيا ، ما تعليقك على ذلك وهل تتوقعى ان تأخذ فرنسا هذه الخطوة ؟
لا أعرف تحديدا برنامجه فى هذا الشأن ، ولكنى أتفق معه فى أن الاتحاد الاوروبى يحتاج إلى الكثير من الإصلاحات بسبب قواعده الإدارية المعقدة والثقيلة ولكن لا أتوقع ان فرنسا يمكنها الخروج من الاتحاد الأوروبى حاليا
مارى لوبان ،وماكرون كلاهما تحدث عن ضرورة مواجهة الإرهاب باعتباره أحد الرهانات القوية لديهما ، فما رأيك فى رؤية كل منهما فى مواجهة الارهاب كقضية مهمة وملحة؟
مارى لوبان تكذب على الشعب الفرنسى ، فهى ونواب حزبها لم يصوتوا على قانون واحد ضد الإرهاب ، سواء فى مجلس الشيوخ أو فى الجمعية العامة أو البرلمان الاوروبى ،
وبالمناسبة ماكرون لن يكون ضعيفا فى مواجهته للإرهاب ، وسيستكمل ما اتخذته الحكومة السابقة من خطوات فى مواجهة الإرهاب منذ حادث شارى ايبدو وحتى الآن، أما بالنسبة لمارى لوبان فمعروف عنها أنها تمثل الاسلاموفوبيا ، ومن السهل فى حالة فوزها أن تلجأ إلى منع المسلمين واللاجئين ولكن هذا لا يعد حلا لمواجهة الإرهاب ، هى تركب موجة الخوف من الإسلاموفوبيا وتستغلها لخدمة مصالحها .
الرئيس عبد الفتاح السيسى طالب المجتمع الدولي ، وكل العالم باتخاذ خطوات أكثر جدية فى مواجهة الإرهاب ، وكذلك مواجهة الدول الداعمة والممولة له ، فى رأيك ما هو الدور الذى يمكن أن تلعبه فرنسا ومجلس الشيوخ الفرنسى فى هذا الشأن ؟
لقد قدت لجنة تحقيق حول شبكة الجهاديين فى فرنسا ،وأوروبا بمشاركة زميلى انرديه ريتشارد ، وعملنا على هذه القضية منذ 3 سنوات ، ونجن على كامل الاستعداد للتعاون مع مصر فما يتعلق بمناقشة المعلومات الخاصة بمكافحة الإرهاب ، وكذلك كيفية اتخاذ اجراءات حاسمة للغاية لوقف تمويل الإرهاب، كما أن فرنسا بدأت بالفعل عملت على رفع مستوى التعاون مع مصر فى مختلف الأنظمة الجنائية ، وكذلك رفع مستوى التعاون فى تبادل المعلومات الاستخباراتية .
وفى سبتمبر الماضى قمت بزيارة لمصر بمشاركة السيناتور ريتشارد ، ووفد برلمانى بناءا على دعوة من النائب علاء والى ، لإجراء مناقشات حول هذه القضية الدقيقة والمهمة ، وكيفية زيادة التعاون الثنائى فيها بين البلدين، وبالفعل أصبح لدينا خارطة طريق ، وفعلنا بعض الاتفاق بشان التاون فى مكافحة الارهاب ، وآمل أن يكون لدينا فرصة للعمل بانتظام فى قضية مكافحة الارهاب .
هل من الممكن أن تعيد فرنسا النظر فى علاقاتها مع قطر خاصة ان كلا من مارى لوبان وايمانويل ماكرون أفصحا عن نيتهما لذلك ؟
من الصعب جدا تعديل الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين ، ولكن ما ذكروه هو تعبير شعبى عن عدم حب الخليج، ودول مجلس التعاون الخليجى لديها صورة سيئة ، ربما يكون هذا غير عادل ولكنه مفهوم ايضا بسبب ما يدعموه من تجاهل حقوق المرأه ، ودعم حقوق الاعدام ، والرجم وغيرها، اعتقد أيضا أن السبب فى ذلك هو أن الكثير من دول الخليج لديهم علاقة بتمويل الارهاب والجماعات الارهابية ، ولكن من الصعب حاليا ان نتحدث عن اعادة النظر فى العلاقات حتى وإن اشاروا إلى ذلك خلال حملاتهم الانتخابية فالحملات الانتخابية ليست الوقت المناسب للتعبير عن مشاعر متوازنة، ولتكن اجابتى على سؤالك دعونا ننتظر ونرى .
كيف ترين زيارة بابا الفاتيكان لمصر ؟
عظيمة .. بابا الفاتيكان كان شجاعا فى إصراره على زيارة مصر ، وبشكل أكثر دقة عدم إلغاء البابا لزيارته رغم الحوادث الارهابية كانت دليلا على احترامه للضحايا ، ودعم لجميع المسيحيين فى مصر والشرق الأوسط ، وماذا ستكون مصر والشرق الأوسط بدون المسيحيين الذين ساهموا فى بناء العديد من الأمم، كما أن الزيارة كان علامة على الإنسانية والإخاء واحترام التعددية الثقافية.
هل من الممكن أن يعلن مجلس الشيوخ الفرنسى جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية ؟
لا يمكننى الاجابة على ذلك حاليًا ، ولكن ما أعلمه أن عددا من البرلمانيين يعملون فى هذا الإطار فعليا وفقا للقوانين الخاصة بنا ، وبالتأكيد علينا أن نوازن بين اتخاذ هذا القرار وبين مبدأ حرية التعبير.
متى يمكن أن يعود تدفق السائحين الفرنسيين لمصر بشكل طبييعى. ؟
نحن نبذل قصارى جهدنا فى هذا الملف ، ولكن التأمين هو المشكلة الرئيسية بالنسبة للسائحين، وزرنا مصر فى أكتوبر الماضى مع فريق من الصحفيين الفرنسيين من مختلف الصحف المحلية ، وقمنا بكتابة مقالات رائعة عن مصر تم نشرها فى هذه الصحف ، ولكن هذا ليس كافيا، بالإضافة إلى أنه بعد أى هجوم سواء كان فى باريس أو لندن أو سيناء ، يصبح تخوف السائحين طبيعى وشرعى ، إنه وقت صعب ولكننا نعمل على ذلك وأتمنى عودتها قريبا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة