رغم ما تمثله الانتخابات الفرنسية من أهمية بالغة للدول الأوروبية كافة لانحصارها بين مرشحان أحداهما يدعم الاتحاد الأوروبى وهو المرشح الشاب إيمانويل ماكرون فى مواجهة المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، التى تدعو لتنظيم استفتاء للخروج من عضوية الاتحاد وفك ارتباط فرنسا بكل الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والأمنية التى تربطها بدول القارة العجوز، إلا أن الانتخابات تحظى باهتمام لافت أيضا داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى الوقت الذى يؤكد فيه مراقبون دعم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان فى سباق الانتخابات الفرنسية، خرج الرئيس ترامب للتأكيد على لسان الناطقة باسمه سارا هاكابى ساندرز، ليؤكد قبل يومين إنه سيعمل مع أى رئيس يختاره الفرنسيون، وذلك بعدما قال فى وقت سابق إن هجوم الشانزليزية الإرهابى الأخير سيعود بالفائدة على لوبان.
ترامب
وبحكم السياسات التى اتبعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الأشهر الأولى لولايته الرئاسية، والبرنامج الانتخابى الذى تتبناه المرشحة اليمينية مارين لوبان فيما يتعلق بضرورة فرض قيود على حركة السفر واتباع سياسات أكثر صرامة فى إجراءات الهجرة ومنح التأشيرات والتعامل مع المجنسين والمهاجرين المقيمين داخل حدود الدولة، يؤكد مراقبون ميل الرئيس ترامب وتأييده للمرشحة اليمينية.
فى المقابل، حرص الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما على الإعلان صراحة عن دعم المرشح المستقل إيمانويل ماكرون، وأكد فى مقطع فيديو إن نجاح فرنسا أمر يهم العالم بأكملة، معلنا أنه اختار أن يدعم ماكرون.
وقال أوباما فى رسالته التى نشرها على حسابه الرسمى بموقع التدوينات المصغرة تويتر: "لا أخطط للتدخل فى العديد من الانتخابات التى لن أخوضها، لكن الانتخابات الفرنسية مهمة للغاية لمستقبل فرنسا وللقيم التى نحرص عليها جدا"، وخلص بالقول إنه يدعم ماكرون لأنه يناشد آمال الناس وليس مخاوفهم، وختم رسالته المصورة بالقول بالفرنسية "تحيا فرنسا- Vive la France".
ومن أوباما إلى أنصار المرشحة الخاسرة فى سباق البيت الأبيض هيلارى كلينتون وفريقها، لم تختلف بوصلة الحزب الديمقراطى تجاه الانتخابات الفرنسية، حيث بادر قيادات فى الحزب على دعم ماكرون فور أزمة التسريبات التى ضربت حملته الانتخابية أمس، قبل يوم من انطلاق التصويت.
وفى الوقت الذى اكتفت فيه حملة ماكرون بتأكيد تعرضها للقرصنة دون توجيه أى اتهامات لأى طرف، أكد أعضاء سابقون فى حملة كلينتون، إن روسيا تقف وراء تسريبات البريد الإلكترونى الخاص بالمرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الفرنسية.
وقال بريان فالون، المتحدث السابق باسم المرشحة الخاسرة على تويتر: "بوتين يشن حربا ضد الديمقراطيات الغربية، ورئيسنا يقف على الجانب الخطأ".
ماكرون بين انصاره
بينما قال روبى موك، المستشار السابق الآخر لمرشحة الحزب الديمقراطى: "نشهد أيضا أثرا لروسيا فى التسريبات الأخيرة، وبالنسبة لأولئك الذين يعتقدون فى أن روسيا تتراجع.. نقول إنها ساهمت فى تسريب رسائل البريد الإلكترونى لحملة المرشح الرئاسى الفرنسى ماكرون".
وبخلاف لوبان ، يتبنى المرشح المستقل ـ وزير الاقتصاد السابق ـ إيمانويل ماكرون سياسات أكثر انفتاحا فى التعامل مع ما تواجهه فرنسا من أزمات، حيث يضع مكافحة الإرهاب ضمن أولوياته إلا أنه يرفض فى الوقت نفسه ربط العنف المسلح بالدين الإسلامى، فيما أعلنت لوبان صراحة اعتزامها ترحيل 11 ألف وصفتهم بـ"المتطرفين الإسلاميين" حال فوزها فى الانتخابات. وفى كل الأحوال، تترقب النخب الأمريكية بشغف ما ستسفر عنه صناديق الاقتراع فى ليلة الحسم فى انتخابات فرنسا.
لوبان خلال كلمتة لأنصارها