لن تخدعك ذاكرتك أبداً وأنت تستعيد الأحداث السيئة التى عصفت بكرة القدم المصرية عبر تاريخها الطويل، وستضع أمام أعينك المباراة الشهيرة التى خسر خلالها منتخب الفراعنة أمام شقيقه السعودى بخمسة أهداف لهدف، فى كأس القارات 1999، والتى كانت سبباً فى خروج مصر من البطولة.
بطل هذه الليلة لا محالة كان هو المهاجم السعودى الشاب آنذاك مرزوق العتيبى، الذى سجل 4 أهداف "سوبر هاتريك" ليقود الأخضر لتحقيق أكبر نتيجة فوز فى تاريخ مواجهاته أمام الفراعنة، ويقوده أيضاً للوصول للمربع الذهبى للبطولة.
وتحدث موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" مع النجم السعودى السابق، قبل أيام قليلة من انطلاق كأس القارات فى روسيا، حيث تذكر اللاعب كيف كانت هذه البطولة سبباً فى دخوله للعالمية بعدما كان مجرد لاعب مغمور فى بلاده.
العتيبى لم يكن لاعباً دولياً قبل هذه البطولة، وبالكاد خاض أول مباراة له مع الأخضر قبل انطلاق كأس القارات بأسبوعين، ولكنه تألق كثيراً خلالها، حيث سجل 6 أهداف، منهم رباعيته أمام مصر، وهدفين آخرين فى شباك البرازيل، ليُتوج بجائزة الهداف مناصفة مع الساحر البرازيلى رونالدينيو، والنجم المكسيكى كواتيموك بلانكو، كما فاز بالكرة البرونزية كثالث أفضل لاعب فى البطولة، خلف نفس اللاعبين.
وكان العتيبى وقتها لاعباً صغيراً فى فريق الشباب، وكان يخط خطواته الأولى فى عالم الاحتراف حيث كان عمره 22 عاماً، وبعد أن تعادل المنتخب السعودى سلبياً فى المباراة الأولى أمام بوليفيا، حقق فوزاً كبيراً على مصر، ولكنه اصطدم بالبرازيل فى نصف النهائى، ليخسر أمامه 2 / 8.
ويقول العتيبى فى حواره للفيفا: "بعد مباراة مصر التى سجلت فيها أربعة أهداف، التقينا بالمنتخب البرازيلى وعلى الرغم من الخسارة الكبيرة، إلا أننى سجلت هدفين بعدما تقدّم السامبا بنتيجة 2 / 0".
وأضاف : "لقد نجحت بتسجيل هدفين وعادلنا النتيجة التى أصبحت 2 / 2.. لقد كان شعوراً لا يوصف بالنسبة لى أن أسجّل أمام منتخب كبير مثل البرازيل وكانت فرحتى لا إرادية بالهدف الثانى، حيث إننى كنت أريد أن أركض باتجاه مقاعد البدلاء وفى نفس الوقت كنت أرغب بالقيام بحركة أكروباتية.. كل ما أذكره بعد ذلك أننى كنت ممدداً على الأرض وكل زملائى فوقى يبكون من الفرح".
ولكن هذه الفرحة الهستيرية لم تكتمل، حيث جاء رد المنتخب البرازيلى قاسياً بعدما سجّل ستة أهداف لينتهى اللقاء بنتيجة كبيرة 8 / 2، قبل أن يخسر السعوديون مباراة تحديد المركز الثالث أمام الولايات المتحدة.
ولكن رغم مرارة الهزيمة الكبيرة أمام البرازيل، إلا أن العزاء الوحيد للعتيبى كان وصوله للعالمية بسبب هذه البطولة، حيث اختتم قائلاً: "كل لاعب يطمح للمشاركة فى كأس العالم.. صحيح أنا لم أحقق ذلك، ولكن الله عوّضنى بتحقيق إنجازين كبيرين فى كأس القارات بحصولى على ثالث أفضل لاعب وعلى ثالث أفضل هداف وأصبحت من اللاعبين العالميين لأنه إنجاز كبير والفخر الأكبر أنه باسم الكرة السعودية."