"هو المعلم الأكبر فى مسيرة الرواية العربية، حضوره خارج مصر أكثر من الداخل، وما زال العالم يحاول اكتشاف عالم الأديب"، هكذا وصف الكاتب الراحل الأديب العالمى نجيب محفوط فى إحدى لقاءاته التليفزيونية قبل وفاته.
العلاقة بين الكاتبين الكبيرين، لم تكن علاقة تلميذ بأستاذ فقط، ربما تطورت تلك العلاقة ما جعلت صاحب الثلاثية يختص "الغيطانى" بسيرته ما جعل "محفوظ" يصرح ذات يوم قائلا: "فيما يتعلق بسيرتى الذاتية فقد أمليتها على جمال الغيطانى وصدرت فى (نجيب محفوظ يتذكر)، أما الجانب الفكرى والعقلى فأعطيته إلى رجاء النقاش".
كتاب "نجيب محفظ يتذكر"
كتاب جمال الغيطاني الحواري مع صاحب نوبل للسلام عام 1988، حيث نشر قبل حصول محفوظ على جائزة نوبل ببضع سنوات، وبالتحديد عام 1980، عن دار أخبار اليوم، وهو ما يعتبره البعض أول مرجع كامل وحقيقى لسيرة محفوظ، كتاب قوي وعميق وممتع، ربما كانت المرة الأولى التي يتدفق فيها نجيب محفوظ فى الحديث عن نفسه، وعن عوالمه الروائية وعن عشقه للكتابة والمسارات التى قطعها وهو يسير فى منعرجاتها وفى طرقها المتشعبة.
ويتضمن الكتاب معلومات كاملة ووافية ودقيقة عن تفاصيل حياة صاحب الثلاثية ونشأته الباكرة، والمؤثرات الأولى في تكوينه وثقافته، وقراءاته والأعمال التي لعبت دورها في توجيه مسار حياته.
الصلة التى ربطت بين محفوظ والغيطانى كانت قوية، فقد تتلمذ جمال الغيطانى على نجيب محفوظ الذى أنزله منزلة شيخه، وجعل من نفسه مريداً بالغ الإخلاص للشيخ الذي تحول إلى "قطب"، ومع ذلك فعندما أمسك الغيطانى بالقلم ليبدع وعرفت يده السيطرة على هذا القلم، اختار طريقاً فريداً، كان أول الداخلين والماضين بجسارة فيه، وهو طريق الكتابة التي تتخذ من أحداث التراث المصري ولغته، خصوصا فى العصر المملوكى الذي انتهى بالغزو العثماني، أقنعةً ومرايا لرؤية أحداث الحاضر الذي انتهى بهزيمة 1967 والتي رآها الغيطانى موازية للغزو العثماني لمصر في نهاية القرون الوسطى.
كتاب "المجالس المحفوظية"
صدر الكتاب فى الذكرى الرابعة والتسعين لميلاد أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ، عن دار الشروق، حيث جمع فيه "الغيطانى" أراء نجيب محفوظ خلال لقاءاتهما عبر السنين.
الكتاب يرصد ويسجل معالم هذه الرفقة الجميلة الممتدة على مدى أكثر من 44 عاما لتلقي الضوء على عالم نجيب محفوظ وآرائه وأفكاره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة