غالبا ما تكون المنافسة بين فئة الفنانين الرجال فى رمضان، أكثر ضراوة من المنافسة بين الفنانات، لاسيما في الأدوار الأولى، ولكن يبدو أن النجم خالد النبوى، قد حجز لنفسه في هذه المنافسة مكانًا في الصفوف الأولى، ليس لأنه فنان مميز، يجيد اختيار الأدوار، ويذاكرها بعناية فقط، ولكن لأن شخصية "محمود عبد الظاهر" والتى يجسدها النبوى ضمن مسلسله الجديد "واحة الغروب"، هي شخصية درامية من الدرجة الأولى، رسمها الروائي الكبير بهاء طاهر، بعناية فائقة، فوقع في غرامها، كل من قرأ الرواية وأدرك معانيها وأعماقها .
من يقرأ واحة الغروب، يجد أن دور محمود عبد الظاهر، "متفصل على مقاس" خالد النبوى، فهو ضابط ينقل لواحة بعيدة في نهاية القرن التاسع عشر، بناء على نشاطه السياسى، وموقفه من الإنجليز، وبدلا من أن يستبعد من الخدمة، رأف به بعض المسئولين، ونقل إلى الواحة ليكون مأمورها، فيصطدم بأهل الواحة المحافظون، الرافضين للتدخل الحكومى في شئونهم، فيلجأ عبد الظاهر إلى القسوة معهم والعنف، في نفس الوقت الذى كان يعانى مشاكل خاصة مع زوجته كاترين الأيرلندية التى هاجرت إلى مصر، وتجسدها منه شلبى.
خالد النبوى يجيد اختيار الأدوار المعقدة، إن لم يكن يبحث هو عنها، وكأنه قطعة من "المغناطيس" تبحث عن معدن لتجذبه.
جمهور خالد النبوى، ينتظره في دور محمود عبد الظاهر، لا سيما أن المخرجة هي كاملة أبو ذكرى صاحبة الإبداعات الدرامية في السنوات القليلة الماضية.
