قال الدكتور أحمد عبدالله زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، وعميد كلية الأداب جامعة القاهرة الأسبق، ومدير معهد إعداد القادة سابقاً، إن كبر حجم الأسرة وضيق المكان الذين تسكن فيه، من أهم أسباب انتشار ظاهرة أطفال الشوارع، بالإضافة للحالة التعليمية لرب الأسرة، والعنف الأسرى، والإيحاء لدى الطفل نفسه بأن الشارع أفضل له من أسرته.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، اليوم الثلاثاء، بعنوان "ظاهرة أطفال الشوارع فى المجتمع"، والحلول واستراتيجية المواجهة، وذلك بقاعة السيمنار بالكلية.
وأضاف عميد كلية الأداب الأسبق ، أن ظاهرة أطفال الشوارع بمصر قنبلة موقوتة، ويجب تتكاتف الدولة ومنظمات المجتمع المدني للعمل على حلها، نظرًا لتفاقم المشكلة يومًا بعد يوم حيث قدرت أعداد أطفال الشوارع بمصر من قبل منظمة اليونسيف العالمية ب600 ألف طفل تقريبًا، يتركز العدد الأكبر منهم في القاهرة الكبرى والإسكندرية والمدن الرئيسية بالمحافظات.
وأضاف زايد، لن نستطيع القضاء على ظاهر أطفال الشوارع، ولكن يمكن تقليلها ،مؤكدًا إن هناك علاقة بين أطفال الشوارع والجماعات الإرهابية من خلال استغلالهم لأطفال الشوارع ،وتوفير متطلباتهم، للقيام بعمليات إرهابية ، وظهر ذلك عقب ثورة 25 يناير، وعلى سبيل المثال حرق المجمع العلمى، مشيراً إلى إن نسبة الأطفال فى مصر 36%، ولابد الإهتمام بهذه الفئة، مؤكدًا إن العناية بهم ليست مسئولية الدولة، ولكنها مسئولية مشتركة مع المجتمع، فتزايد أعداد السكان في مصر من بين انتشار ظاهرة أطفال الشوارع الذين لامأوى لهم، فهناك مسئولية، مطالبًا الجمعيات الأهلية المصرية بالمساهمة فى عملية التوعية.
وأكد زايد، إن بعض أطفال الشوارع يعملون في التسول والبعض الآخر في بيع المناديل، وعدد قليل يمارس النشاط الإجرامي من سرقة وتحرش واغتصاب، وقلة صغيرة في سيناء يتم استقطابها في العمليات الإرهابية للمراقبة وجمع المعلومات وأحيانًا الهجمات الإرهابية.
وأضاف يتم استغلال الأطفال في تجارة الأعضاء، مؤكدًا إنه يطالب بالتعامل من المنظمات الخارجية بحدود، وطالب زايد بإقامة مصانع في سيناء وتشغيل مجموعة من الشباب من عدد من المحافظات، لإنشاء تركيبة سكانية مثالية متنوعة من كافة طوائف المجتمع ومن العديد من المحافظات فيها عمال وهندسين ومحامين، فسيناء تحتاج لتغيير جذرى للمجتمع، بحيث يتم القضاء على المجتمع القبلي لتحل محلها التركيبة السكانية المثالية، لتقليل العشائرية والقبلية التي لا تتناسب مع العصر الحديث، مؤكدًا إن القبلية قد تستخدم لحل المشاكل ولكن نجد لها أثار سلبية على المجتمع وهذا ما حدث فى العراق واليمن .
وتناول زايد، الآثار السلبية الناتجة عن ظاهرة أطفال الشوارع، وأسبابها منها تدهور قوة العمل، لحرمان طفل الشوارع من التعليم، وتزايد الأنفاق الحكومى على ظواهر أخرى عديدة، فى شتى الجرائم، وحدوث تفكك اجتماعى يزيد من انتشار الجريمة، وكذا تدنى المعلومات الثقافية، والتي من شأنها تؤدى إلى عدم الانتماء للوطن ، وقدم بعض الحلول لمواجهة انتشار هذه الظاهرة والتى بدأت في حقبة السبعينات مع بداية الانفتاح الاقتصادى، ولجوء أطفال كثيرون من محافظات شتى للهروب للقاهرة الكبرى، للبحث عن لقمة العيش وانتهاز الفرص نتيجة ما شاهدوه وسمعوا عنه من تراكم رءوس الأموال فى القاهرة.
وطالب زايد بضرورة توعية الأسر بمخاطر التفكك الأسرى وزع الأخلاق فى وجدان أطفالهم لحمايتهم من الإندماج فى مجموعات إجرامية وعدم التعامل بعنف وقسوة مع الأطفال، بالإضافة إلى ضرورة تكاتف دور العبادة، و مراكزالشباب، والتضامن الاجتماعى، ومنظمات المجتمع المدنى، فى رصد الظاهرة وعلاجها بكافة الطرق، وحل مشاكل العشوائيات والغوص فيها، وحل مشاكل الفقراء ومشاكل التعليم والاسكان ومحاولة خلق فرص عمل.
حضر الندوة العقيد أركان حرب سامح الطنوبى، المستشار العسكري لمحافظة كفر الشيخ، والدكتور عبد الله علام عميد كلية الآداب جامعة كفر الشيخ، والدكتور خالد الطلى منسق الندوة ووكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع، وتنمية البيئة، والدكتورة همت بسيونى عبد العزيز، مقررة الندوة،ورئيس قسم الإجتماع بالكلية ،والدكتور فيصل متولي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، والدكتورة أليس اسكندر أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، والدكتورة نهي حافظ دياب أستاذ علم الإجتماع ،والدكتورة إيمان الصياد أستاذ علم الإجتماع ، والدكتور ممدوح الحيطي أستاذ علم الإجتماع ، والدكتورة هايدي حسام، أستاذ علم الإجتماع والدكتورة ريم بارومة أستاذ علم الإجتماع ، والدكتور سيد عيد أستاذ علم الإجتماع ، والدكتور ياسر سليمان أستاذ علم الإجتماع، وعدد كبير من الإعلاميين، والسيد سنوزر مدير عام التعليم الفني، و الطلاب والطالبات .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة