ردود أفعال واسعة، أثارتها المراجعة الأولى التى أقامها قيادى بالسلفية الجهادية، اتهم فيها أمريكا بدعم التنظيم الإرهابى بالمال والسلاح، والتى حملت عنوان "كشف الستار عن الخوارج الأغمار"، فهل تمهد هذه المراجعة لمراجعات أخرى قادمة تكشف مزيد من الفضائح لهذا التنظيم؟.
خبراء وإسلاميون، أكدوا أن هذه المراجعة ستكون بداية لسلسة استقالات وانفصالات عديدة سيشهدها هذا التنظيم خلال الفترة المقبلة، خاصة أن التنظيم يشهد انفصالات وانشقاقات كبيرة فى العراق وسوريا بعد معركة الموصل الأخيرة، وموضحين أن تلك الاعترافات ستكشف لأعضاء هذا التنظيم كيف يتلاعب بهم.
وفى هذا السياق قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن التنظيم يشهد حاليا سلسلة انشقاقات كبيرة بعد الهزائم التى تلقاها سواء فى سوريا أو العراق أو فى سيناء، وبالتالى لم يعد لأنصاره قدرة على الاستمرار فى هذا التنظيم.
وأضاف الباحث الإسلامى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن المراجعة التى أعلن عنها أحمد صلاح الأنصارى، القيادى بالسلفية الجهادية، ستدفع الكثير من أبناء هذا التنظيم الذين تم إلقاء القبض عليهم مؤخرا لإقامة مراجعات شاملة وموسعة، تكشف عن فساد هذا التنظيم، كما حدث فى الغرب.
من جانبه قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن هذه المراجعات مهمة جدا، وهى من باب "وشهد شاهد من أهلها"، وتؤكد أن "داعش" صناعة مخابراتية أمريكية، وظيفتها الإساءة والتشويه للإسلام.
وأضاف أن قيادات هذا التنظيم يخدعون الشباب المتحمسين قليلو العلم الشرعى، وخاصة شباب أوروبا الداخل فى الإسلام حديثا، أو المسلم أساسا لكن علمه سطحى مثل شباب البوسنة.
وتابع المنشاوى: "يجب على الأجهزة المعنية الاهتمام بهذا الشخص وتقديمه للإعلام ليحكى تجربته بحرية، ويناقشه ويحاوره المختصين والخبراء فى هذه القضايا لتفنيد وكشف خبايا هذا التنظيم الذى شوه وأساء للإسلام أكثر من أعدائه".
وفى السياق ذاته قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن فساد منهج تنظيم داعش والسلفية الجهادية جعل جميع أنصارها يتيقنون بأن هذا التنظيم لن يستمر، وأن فكره إلى زوال، ما دفع بعضهم لإعلان مراجعات تفضح فيها قيادات هذا التنظيم.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن التنظيم الذى يكفر الجميع ويرى ليس من معه فهو ضده لابد أن يسقط وينتهى ويكتشف أعضاءه الخديعة التى وقعوا فيها، مشيرا إلى أن كثير من أبناء التيار الإسلامى سيتجهون لمراجعات شاملة ويفضحون قياداتهم.
بدوره قال الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، إن هذه المراجعات وكشف الخبايا تُصيب "داعش" فى مقتل، لأنها تفضحهم وتُظهر حقيقتهم، وعلى الحكومة المصرية فتح المجال لهذه المراجعات وتخفيف الأحكام على أصحابها، لتشجيع المغرر بهم على ترك طريق الضلال والعودة للصواب.
وتابع الداعية السلفى فى بيانٍ له: "لابد من فتح الباب للسلفيين لزيارة السجون ومقابلة الشباب المتطرفين وتفنيد شبهاتهم وإقناعهم بالصواب والتخلى عن التكفير والتفجير والإرهاب".
وكان "اليوم السابع"، حصل على نص رسالة مسربة من سجن الزقازيق العمومى، بخط يد أحمد صلاح الأنصارى، القيادى بالسلفية الجهادية، والذى تمت إحالته إلى محكمة الإرهاب بتهمة قيادة خلية على ارتباط بتنظيم "داعش".
وتضمنت الرسالة التى حملت عنوان "كشف الستار عن الخوارج الأغمار"، مراجعات لموقف القيادى من تنظيم داعش، حيث شن ضده هجومًا عنيفًا واتهمه بأنه صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية.