مع تصاعد أزمة قطر فى المنطقة وتزايد حلقات عزلتها العربية والدولية لسياستها الداعمة للإرهاب، بدأت أذرع التنظيم الدولى للإخوان بدول المنطقة تفقد صوابها كلما اقتربت نهاية حكم تميم بن حمد للدوحة، والذى وفر لهم على مدار السنوات الأربع الماضية الملاذ الأمن والدعم المادى واللوجستى فى كافة الدول العربية لتمكينهم من الوصول للحكم.
هذا الخوف تسلل إلى إخوان الجزائر الذين التزموا الصمت فى الأيام الأولى للأزمة بين قطر ومصر والإمارات والسعودية والبحرين، إلا أن اتساع دائرة العزلة على قطر من قبل دول جوارها ومحيطها العربى ومؤخرا تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والتى أكد فيها على دعمه لتحركات دول الخليج ومصر لمعاقبة قطر على سياستها، مؤكدًا على أنها تدعم الإرهاب منذ سنوات أصابت الأحزاب الإسلامية فى الجزائر والمنتمية فكريا للإخوان بالـ "جنون".
الشطط الإخوانى فى الجزائر ظهر اليوم فى دعوة أطلقها النائب بالمجلس الشعبى الوطنى، حسن عريبى - والمنتمى لحزب "العدالة والتنمية" الإخوانى - رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة، إلى التدخل لدى السلطات المصرية لإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسى وترحيله إلى الجزائر قبل فوات الآوان".
وطالب، فى تدخل سافر فى الشئون المصرية للمرة الأولى من قبل الجزائر، الدبلوماسية الجزائرية باستغلال رصيد العلاقات بين البلدين للتدخل العاجل لدى السلطات المصرية، لترحيل مرسى إلى الجزائر للإقامة فيها، مدعيا أن هذا الإجراء لو تم سيزيد من شعبية بوتفليقة عند شعوب العالم، وسيكون مكسبا عظيما للدبلوماسية الجزائرية، وانتصارا حقيقيا لها.
وكتب عريبى بيانا على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ذكر فيه "ما من قريب أو بعيد وعدو وصديق إلا ويعلم عن الجزائر، أنها أرض الجهاد وقربان الحرية وكعبة الأحرار عبر الأزمان، وعن شعبها الذى يعرف جيدا معنى الظلم، وينتصر للمظلوم مهما كان لونه أو دينه أو خلفيته الفكرية".
وأضاف النائب البرلمانى الذى يعد من أهم قيادات الإخوان: "الدبلوماسية الجزائرية أعطت منذ نشأتها دروسا بليغة فى التدخل لحلحلة الأوضاع ووقف النزاعات بين الدول وعقد الصلح بين الخصوم، وهذا ما شجعنى كنائب برلمانى مهتم بالشأن الحقوقى، بأن أتوجه إلى فخامتكم بهذا النداء العاجل".
تصريحات النائب البرلمانى أثارت دهشة الوسط السياسى فى الجزائر خوفا من أن تؤدى إلى تأثر لعلاقتها مع مصر، خاصة أنها تأتى فى وقت حرج تمر به المنطقة العربية بعد أن قاطعت ما يقرب من 15 دولة قطر بسبب دعم الإخوان.
وذُكر النائب الإخوانى بواقعة قديمة قائلا: "لقد علمتم كيف أن الرئيس الجزائرى الراحل هوارى بومدين قد ألقى بكل وزنه وثقله عند الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر من أجل إطلاق سراح الداعية المفكر سيد قطب رحمه الله وحاول جاهدا أن يحول دون إنزال حكم الإعدام ضده، فلا شك أنكم تنظرون للرئيس بومدين وأفعاله بإجلال واحترام كبير وتحترمون فيه غيرته ونصرته للمظلومين".
جاءت تلك المناشدة بعد ساعات من خروج حركة مجتمع السلم "حمس" الإخوانية الجزائرية عن الموقف الرسمى الجزائرى الذى التزم الحياد فى أزمة قطر، حيث أصدرت بيانا يعد انقلابا على الحكومة الجزائرية رفضت من خلاله أسلوب الحصار فى معالجة الخلافات ووصفته بأنه مخالف لأواصر الأخوة الدينية والقومية والإنسانية وحقوق الجوار، ودعت الحكومة الجزائرية إلى لعب دور الوساطة بين قطر والخليج لحل الأزمة.
وقالت صحيفة المحور الجزائرى، إن حركة مجتمع السلم عبرت عن قلقها مما يحدث باعتبارها من الأذرع السياسية الموالية لتنظيم الإخوان الدولى، وأكبر المعنيين بتصنيف مصر وحلفائها الخليجيين على لائحة الإرهاب، لافتة إلى أنها أول حزب جزائرى يتفاعل مع الأزمة المشتعلة بدول الخليج العربى، وجاء موقفها متناغما مع أفكارها المتقاطعة مع تنظيم الإخوان وحكومتى قطر وتركيا وهما أكبر الداعمين لهذا التيار السياسى.
وهاجمت الحركة بعض المسئولين السعوديين والإمارتيين، واصفة تصريحاتهم ضد قطر بالتحرش بحركة المقاومة حماس والضغط لعدم مساندتها فى كفاحها ضد المحتل الصهيونى الذى تسنده الأعراف والمواثيق الدولية ويؤكده الواجب الشرعى والوطنى ـ حسب بيان الحركة.
ودعت حركة مجتمع السلم إلى تغليب الحوار والحكمة فى حل الأزمات وتدعو الدول العربية الأساسية وعلى رأسها الجزائر إلى السعى بالخير بين الأشقاء لاحتواء الأزمة بما يمكّن من معالجة الخلافات ضمن إطار احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها واحترام الحقوق والحريات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة