وسط أجواء من الغضب المكتوم تسود عواصم خليجية عدة، وفى وقت طغت فيه حالة من الذعر والفزع داخل دوائر صنع القرار فى إمارة قطر الراعية بعد إقدام غالبية الدول العربية على مقاطعة الدوحة رسمياً وغلق الحدود المشتركة معها بخلاف فرض حظراً جوياً أمام طيرانها، واصلت وسائل الإعلام الغربية اهتمامها بالأزمة التى تقترب من دخول أسبوعها الثانى والتى شهدت قبل يومين تطوراً جديداً بإعلان قائمة الدول العربية فى بيان مشترك، قائمة تضم 59 اسما يقيميون فى قطر و12 كيانا على صلة بالإرهاب.
وبخلاف الدعوات المتزايدة لإداج الإمارة على قوائم الدول الراعية للإرهاب داخل واشنطن، وفضلاً عن تغيير نبرة الإدارة الأمريكية حيال قطر خاصة بعدما قال الرئيس الأمريكى مساء أمس الأول إن الدوحة لديها "تاريخ طويل" فى دعم وتمويل الإرهاب، رصدت وسائل إعلام أمريكية عدة حالة القلق التى انتابت القطريين جراء سياسة العناد التى ينتهجها الأمير تميم بن حمد وتمسكه بدعم وتمويل تنظيمات من بينها داعش والقاعدة وجماعة الإخوان.
وفى تقرير لها اليوم ، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن العاصمة القطرية الدوحة تشهد حالة من الخوف وعدم اليقين فى ظل المقاطعة العربية لها بعد إعلان العديد من الدول فى الشرق الأوسط عن مقاطعتها.
وأكدت الصحيفة فى تقريرها، أن القطريين لا يثقون فى قدرة قادتهم على التعامل مع الأزمة التى اندلعت حينما تمسكت الحكومة القطرية بمواقفها الداعمية للمليشيات الإرهابية، الأمر الذى دفع الدول العربية بقيادة مصر والسعودية والبحرين والإمارات بقطع العلاقات مع قطر ومقاطعتها اقتصاديا، ليخلف ذلك مزيدا من الخوف وعدم اليقين والقدرة على الصمود مع معاناة سكان الإمارة لمواكبة الأزمة السياسية والاقتصادية التى لم يتصور كثيرون أنها ستقلب عالمهم بشكل دراماتيكى.
وقالت واشنطن بوست إن وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون كان قد ناشد الدول العربية يوم الجمعة بتخفيف حصار قطر لأنه يضر بالتجارة الأمريكية والدولية، لكن بعد أقل من ساعة، بدا أن الرئيس ترامب يقوض جهود وزير خارجيته بعدما صرح للصحفيين فى واشنطن أن قطر كانت ممولا للإرهاب على مستوى عال، وقد رحبت الدول العربية بطلب ترامب أن تنهى قطر أيديولوجيتها المتطرفة.
وفيما يتعلق بأوضاع المغتربين فى قطر، نقلت الصحيفة الأمريكية عن بعض اللبنانيين قلقهم من عدم قدرتهم على الوصول إلى أقاربهم فى دول مجلس التعاون الخليجى الأخرى، فيما قال أحدهم الذى يعمل فى شركة إنشاء أنه واجه بالفعل تأجيلات فى عدد من المشروعات.
وبالتزامن مع تزايد حالة القلق فى صفوف القطريين، يشير حصاد الأسبوع الأول من المقاطعة العربية لإمارة قطر إلى خسائر تقدر بمليارات الدولارات، كان لقطاع الطيران والسفر النصيب الأكبر منها فى ظل غلق السماوات العربية فى وجه خطوط الطيران القطرى.
وفى تقرير لها اليوم، قالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إن خسائر أصول قطر تتفاقم مع تزايد التوتر بين الدوحة والدول العربية، موضحة أن المستثمرين فى الأسهم والسندات والعملات الآجلة القطرية قد أرهقتهم الخسائر هذا الأسبوع مع دخول الإمارة الصغيرة فى مشاحنات غير مسبوقة مع جيرانها.
وتراجعت البورصة القطرية حوالى 11 مليار دولار يوم الثلاثاء، وهو أكبر تراجع تشهده منذ عام 2010، بعدما قامت العديد من دول المنطقة منها السعودية ومصر والإمارات بقطع العلاقات معهم، وانخفضت السندات الأكثر سيولة فى البلاد خلال الأسبوع الماضى بعدم تم تخفيض تصنيفها السيادى، وارتفعت الرهانات ضد عملتها، ووصلت عقود الحماية من التعثر المحتمل لمستوى أعلى من ذلك الموجود فى بيرو وسلوفينيا.
وأنهى المؤشر الرئيسى فى قطر الأسبوع الماضى على تراجع بنسبة 7.1%، وهو أسوأ أداء أسبوعى منذ ديسمبر 2014، ومع تصاعد التوتر خلال الأسبوع الماضى، أصبح مؤشر البلاد صاحب أسوأ أداء على مستوى العالم هذا العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة