رحلة بحث الصيادين عن الرزق فى المسطح المائى لبحيرة ناصر المترامية الأطراف جنوب محافظة أسوان تتسم بقدر كبير من المشقة فى شهر رمضان الكريم، فيما يحرص الكثير من الصيادين على الصيام رغم كل هذه الصعوبات التى يواجهونها أثناء رحلات الصيد التى تستغرق أيامًا، بعيدًا عن منازلهم يبيتون خلالها داخل عشش وخيام بدائية مزودين بمواد إعاشة بسيطة وكشافات وبطاريات للإضاءة، فضلاً عما يتزود به بعض الصيادين من خضراوات الزراعات الشاطئية المحدودة، كما لا يختلف الحال كثيرًا عن الصيادين العاملين بنهر النيل رغم قلة الإنتاج.
قال "إسماعيل حجاجى" نقيب صيادى أسوان لـ"اليوم السابع" أن شهر رمضان فى بحيرة ناصر أجمل من الحضر ولهم فى هذا الشهر طقوس جميلة وتربطهم أواصر التعاون والمحبة.
وأضاف، أن الصيادين ببحيرة ناصر يتجمعون بقدر المستطاع فى الإفطار، ومنهم من يمشى نصف ساعة بالموتور وسط البحيرة كى يتناولوا الإفطار جماعات، ومنهم من يقوم بعمل إفطار مجمع ويجتمع أكثر من خمسين إلى مائة صياد فى الإفطار وكثير من يذبح الخراف، ويوجه الدعوة لجيرانه فى البحيرة على الإفطار وهذه عادات لا يفرط فيها الصيادين، وذلك يضفى عليهم البهجة.
ورغم الظروف الصعبة التى يعيشها الصيادون فى الجبال والعراء والخلاء، فطبيعة الصياد يكون فرحًا فى قضاء حوائج الغير أو عمل واجب مع زملائه من الصيادين، فالتعاون سمة عند الصيادين، خاصة فى البحيرة لا أحد يتأخر فى خدمة زميل له حتى وإن كان لم يره من قبل أو حتى عابر طريق.
وأشار الى أنه فى كل وقت فيه رزق له ولكن أغلب الشغل فى رمضان بعد الإفطار، وهم يداومون على صلاة الجماعة فى رمضان، ومنهم من يصلى التراويح.
فالبحيرة بها كهرباء بالمولدات كما يوجد استخدام للطاقة الشمسية بعدد قليل، ولكن كل خيام الصيادين بها مولدات كهربائية.
فى الآونة الأخيرة حصلت طفرة فى عيشة الصياد، وطالبوا كثيرًا بتعميم استخدام الطاقة الشمسيه لكل الصيادين، ولكن الصياد يكافح وحده دون مساعدة من الدولة.
وقال "إسماعيل حجاجى"، إن السمك وجبة أساسية على مائدة إفطار الصيادين العاملين ببحيرة ناصر، وأى شىء آخر لا يغنى عن وجبة السمك، والسمك عند الصياد هو كل شىء وهناك من الصيادين من يزرع جرجير مثلاً، وأحيانًا من لديه شجرة ليمون وأغلب الخضار خيار وفجل وملوخية وبامية، وهذا لدى بعض الصيادين وليس كل صياد قادر على امتلاك ماكينة رى صغيره 2 أو 3 حصان يروى بها شجرة أو -زرعه بسيطة - مثل البطيخ والكنتالوب لغرض الأكل.
ويشاركه الرأى "محمود سيد" صياد، أن مهنة الصيد بطبيعتها مهنة شاقة وتحتاج للشباب والصحة، ولكن فى شهر رمضان تحل البركة فى الرزق والصحة ولا يشعروا بالتعب ويؤدون الفريضة دون عناء ويمر اليوم سهلا، ولكن من الصيادين من يفضل أخذ عطلته فى هذا الشهر ولكن كان أغلب الصيادين فى إجازة إجبارية مؤخرًا لمدة شهرين من منتصف مارس حتى منتصف مايو وليس بالإمكان البعد عن العمل أكثر من ذلك، والتزامات الأسر لا ترحم أحدًا فلابد من السعى الدءوب وراء الرزق للوفاء بالتزاماتهم الأسرية.
ويرى "صابر محمد" صياد، أنهم أحسن حالاً من غيرهم؛ فطبيعة عملهم وسط المياه هى ميزة كبرى، وأنهم يرون من يعملون فى مهن أكثر منهم مشقة، وأنهم خلال شهر رمضان يحرصون على تناول الإفطار سويًا لتعم البركة والخير.
صيادو أسوان
صيادو أسوان
صيادو أسوان
قوات التأمين النهرى فى أسوان
صيادو أسوان
صيادو أسوان