مواصلة منها لصب الزيت على النار، وتجاهل الدعوات الغربية لإيران بعدم الانخراط فى الأزمة العربية ـ القطرية، اعترفت إيران رسميا يوم الأحد بإرسال شحنات غذائية إلى الدوحة، وأعلن مسؤول بشركة الخطوط الجوية الإيرانية "إيران إير" عن نقل الشركة، مواد غذائية وخضروات بواقع 4 رحلات من مطارات طهران وشيراز (عاصمة محافظة فارس جنوبى الجمهورية) إلى قطر.
شحنات غذائية إيرانية إلى الدوحة
فقد نقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن شاهرخ نوش آبادى مدير عام العلاقات العامة بشركة إيران إير، أن الشركة قامت بنقل المواد الغذائية والخضروات بواقع 4 رحلات لقطر بعد أزمة انقطاع علاقاتها مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
وأكد أن شركة إيران إير على استعداد تام لإجراء رحلات شحن جوى إضافية إلى قطر بناء على طلب الدوحة واحتياجات شعبها، لافتا إلى أن أسطول إيران إير يمتلك 3 طائرات شحن من طراز "إيرباص" وواحدة من طراز "بوينج 747"، مبيّنا أن الرحلات الجوية الأربع التى شحت المواد الغذائية إلى قطر أجريت عبر طائرة بوينج 747.
وأضاف أن عملية الشحن تمت من مطارات طهران وشيراز وأن عدد الرحلات سيزداد بناء على الطلب القطرى، وفقا لما أوردته وكالة "تابناك" الإيرانية، شبه الرسمية المقربة من مؤسسة الحرس الثورى.
إيران تصب الزيت على النار
يأتى هذا فى سياق التجاهل الإيرانى للدعوات الغربية بعدم الإنخراط فى الأزمة العربية ـ القطرية، وتحديدا بعد أقل من يومين من البيان الذى أصدرته الحكومة الألمانية إذ انتقدت السلوك الإيرانى إزاء الأزمة العربية ـ القطرية، فى إشارة إلى اتهام إيران بأنها تلعب دورًا من وراء الكواليس فى الأزمة الخليجية، ودعا متحدث باسم الحكومة الألمانية طهران إلى تجنب التصعيد وصب الزيت على النار، مؤكدا أنه لا نية لبلاده للعب دور الوسيط فى الأزمة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارتن شيفر، قال فى بيان نشرته وسائل الإعلام الألمانية، إن دول الخليج تعتقد أن إيران تلعب دورًا فى النزاع من خلف الكواليس لكن يجب على طهران ألا تفعل أى شىء يزيد التوتر، مضيفًا قوله : "على أى حال من المهم عدم القيام بشىء على الجانب الآخر من الخليج لصب الزيت على النار".
وأشار المتحدث الحكومى إلى أن ألمانيا ستفعل ما فى وسعها لتشجيع استئناف الحوار لحل الأزمة لكن ليس لديها نية فى أن تصبح وسيطاً رئيساً رغم اجتماعات عقدها وزير الخارجية، زيجمار جابرييل، قبل يومين مع نظيره السعودى واليوم مع القطرى، وتابع : "يجب أن نتفق جميعا فى الأفعال والأقوال على أن دعم وتمويل الإرهاب لا يمكن أن يكون أداة فى سياسة أى حكومة".
تميم يوسع الخلافات
من جانبه يستهدف الأمير القطرى تميم بن حمد توسيع الخلافات العربية ـ القطرية بإشراك قوى إقليمية غير عربية، منها ليس إيران فحسب بل تركيا أيضا، لاسيما أن البرلمان التركى قرر يوم الأربعاء الماضى، إرسال قوات تركية إلى قاعدة عسكرية فى الدوحة بموجب اتفاقية تم إبرامها بين قطر وتركيا.
ويأتى توقيت إرسال القوات التركية مع التصعيد القطرى ضد الدول العربية وإصرار الدوحة على مخالفة الغجماع العربى فى قضايا محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، ولم يدل التليفزيون التركى بتفاصيل حول عدد القوات أو مهامها داخل الدوحة لكن تقارير إعلامية اشارت إلى أن عدد القوات التركية التى تنشرها فى الدوحة قد تصل إلى 3000 عسكرى.
الخلاصة أن مؤسسة الحرس الثورى، على خلاف رغبة الرئيس حسن روحانى، تنتهز الفرصة التى أتاحها الأمير تميم لوضع قدم ـ ربما لا يمكن نزعها ـ فى عاصمة عربية خامسة، مواصلة منها لتنفيذ إستراتيجية نقل ساحات الصراع من الداخل الإيرانى إلى مناطق جغرافية تتجاوز حدودها السياسية، وبهذا تسقط عصفورين بحجر واحد، أولا: تشغل القوى السياسية الداخلية عن المشاكل المفصلية فى النظام الجمهورى الإيرانى، وثانيا: تزكى النزعة الفارسية لدى بعض القوى السياسية ما يجعلها تغض الطرف عن المغامرات الإيرانية فى عواصم الدول العربية.