فى أحد أحدث سلسلة من محاولات النفوذ الإيرانى التركى، فى الخليج واستغلال أزمة قطع العلاقات العربية والخليجية مع دولة قطر، وغلق المنافذ أمام إمارة دعم الإرهاب فى المنطقة، دعا رئيس اتحاد المصدرين الإيرانى، محمد لاهوتى، بلاده لاستغلال الفرصة وفتح شركات إيرانية لمنافسة الشركات التركية فى الدوحة، مشيرا إلى أن الأزمة فى الخليج أظهرت أن هناك تراجع لبلاده فى الأسواق القطرية أمام تركيا.
وفى تحد واضح للإجماع العربى فى ردع أمير الفتن وإمارة الإرهاب فى الخليج، أشارت المسئول الإيرانى فى مقابلة مع وكالة إيلنا، اليوم، الاثنين، إلى أن بلاده أرسلت حتى الآن طائرتين شحن من طهران، وسفينتين من ميناء بوشهر تم توفير بضائعهم من مدينة شيراز، داعيا إلى ارسال البضائع ذات الجودة العالية، قائلا "إن الشعب القطرى يشترى البضائع باهظة الثمن ذات الجودة العالية بخلاف العراقيين".
سباق إيرانى تركى لإختراق الدوحة
وينتقل الدور الإيرانى والتركى العابث فى المنطقة إلى مرحلة جديدة، حيث كشفت إيران عن تنافس قوى بين البلدين على اختراق أراضى الدوحة، ليس فقط عبر ارسال قوات تركية وعناصر من الحرس الثورى لحماية أمير قطر تميم بن حمد، بل لفتح أسواق جديدة من أجل انعاش اقتصادهما المتردى، وهو ما كشف عنه رئيس اتحاد المصدرين الإيرانى، قائلا أن أن تركيا تمكنت من ملء أرفف المتاجر القطرية الخاوية خلال 48 ساعة فقط. داعيا مؤسسات بلاده لدعم المصدريين حتى لا يفقدوا هذه الفرصة، ويستفيد منها الأتراك، واصفا، السوق القطرى بالجيد جدا للمصدرين الإيرانيين.
وتواجه سياسة المكايدة الإيرانية، التى تسعى دائما لوضع موطئ قدم فى المنطقة، وتهديد المصالح العربية مشكلات دعا المسئولين الإيرانيين نظرائهم القطريين إلى حلها، مقابل زيادة دعم طهران إلى الدوحة، فقد وكشف المسئول الإيرانى أن القطاع الخاص فى إيران هو الذى تمكن من توفير هذه الشحنات إلى قطر، مشيرا إلى وجود مشكلات تعوق عملية التصدير بين البلدين، منها عدم وجود علاقات مصرفية وعدم وجود تسهيلات لإصدار التأشيرة القطرية للإيرانيين.
وقال لاهوتى: "كيف نصدر بضائعنا إلى قطر بينما أننا لا نتمكن من السفر إليها بسهولة، ومن ناحية أخرى لا نمتلك أية مراسلات وتعاملات بنكية مع قطر" مشيرا إلى أن طهران لديها فى الوقت الحالى فرعا لبنك التصدير الإيرانى لدى الدوحة، لكن المشتريين القطريين غير مستعدين للتعامل معه.
مخطط إيرانى لرفع حجم التبادل التجارى مع قطر
واستغلت إيران حالة المقاطعة للدويلة الخليجية الصغيرة، فى اتخاذها مدخلا لغزو منطقة الخليج العربى، والتوسع وزيادة النفوذ على حساب القوى الكبرى فى المنطقة وأمنها القومى، وزيادة حجم التبادل التجارى مع جارتها (الدوحة) الداعمة للإرهاب، حيث واعترف عضو غرفة التجارة الإيرانية، بضعف حجم التبادل التجارى بين بلاده والدوحة قائلا، أن حجم التجارة الخارجية لقطر وصل العام الماضى 25 مليار دولار، ومن هذا المبلغ بلغ نصيب التبادل التجارى الإيرانى القطرى 144 مليون دولار فقط، وهو ما ترغب إيران فى رفعه هذه الأيام مستغلة الأزمة الخليجية، كما كشف لاهوتى ضعف حج التبادل التجارى مع قطر، مشيرا إلى أن أموال البضائع التى تم إرسالها إلى قطر الأيام الأخيرة ستنقل إلى إيران عبر أنظمة الصرافة.
طهران تخترق الدوحة اقتصاديا
وتضع طهران فى حسبانها مخططات طويلة المدى لاختراق الدوحة، فبعد اختراقها أمنية، وإرسال عناصر الحرس الثورى لحماية تميم، فعلت طهران السلاح الاقتصادى لاختراق الخليج، وخططت لغزو قطر اقتصاديا، والترويج لبضائعها الكاسدة، حيث دعا المسئول الإيرانى بلاده لوضع خطة جادة لتصدير البضائع الإيرانية إلى قطر، مشيرا إلى أن قطر تنفق 2.1 مليار دولار من أموال تجارتها على الغذاء فقط، وقال أن بلاده تتمتع بإنتاج صلب وأسمنت ذات جودة عالية تمكنها من التصدير بسهولة إلى قطر لأمور البناء والتشييد.
وبالإضافة إلى الاقتصاد، دعا المسئولين فى طهران لإستغلال غلق المنافذ الجوية والبحرية أمام إمارة الإرهاب فى الخليج، لتحقيق عوائد كبرى لدخلها القومى، وقال رئيس غرفة التجارة الإيرانية، علينا أن نستغل سائر قطاعات الخدمية فى السوق القطرى، قائلا "علينا وضع ميناءى "الإمام الخمينى" و"الشهيد رجائى" تحت تصرف القطريين"، مشيرا إلى أن السفن القطرية كانت ترسو على ميناء جبل على الإماراتى، وهو ما توقف الأن، كما دعا إلى نقل البضائع الإيرانية بالسفن الصغيرة إلى قطر، قائلا إن ذلك سيحقق لنا المكاسب والعوائد، فضلا عن استغلال الترانزيت الجوى لجلب عوائد أخرى للبلاد.
وإمعانا فى مكايدة أطراف الأزمة الخليجية، كشف المسئول الإيرانى، عن بحث احتياجات السوق القطرية، إلى هيئات التنمية التجارية فى وزارة الصناعة والتعدين والتجارة الإيرانية، وإيجاد شركات تصدير قوية، تمكنها من تعزيز العلاقات ورفع معدل التبادل التجارى، خاصة وأن طهران وجدت السوق القطرى يحقق لها انتعاش للوضع الاقتصادى المتردى ووصف المسئول الإيرانى السوق القطرى بالمميز بالنسبة لبلاده.
شركات إيرانية عملاقة تخترق الدوحة
ودعا رئيس اتحاد المصدرين الإيرانى إلى فتح شركات إيرانية كبرى فى الدوحة على غرار تركيا، وتوفير احتياجات هذا السوق من السلع عالية الجودة، وبحسب مراقبون ستخترق إيران الدوحة عبر شركات عملاقة، وأشار المسئول إلى أن تركيا تمتلك 60 شركة تعمل لدى الدوحة، ودعا بلاده لفتح شركات على غرار تركيا قائلا: "نحن أيضا ينبغى علينا ارسال شركاتنا القوية إلى قطر.
صفقة حماية الحرس الثورى مع تميم
وكشفت تقارير عن صفقة تتم بين أمير الفتن والحرس الثورى الإيرانى، تشمل رفع حجم التبادل التجارى لإنقاذ اقتصاد إيران المتدهور وتقديم الدوحة تسهيلات لفتح شركات إيرانية، مقابل ارسال الحرس الثورى عناصره لحماية الأسرة الحاكمة وشخص تميم من السقوط أمام عاصفة الغضب العربية، بسبب دعم الدوحة للتنظيمات الارهابية.
ومع بداية الأزمة الخليجية، وظفت إيران أوضاع قطر المتراجعة عربيا لخدمة أهدافها، فى تسويق نفسها كحليف بديل عن العرب، وسارعت بتقديم مساعدات للدوحة، وارسال عناصرها لحماية أمير قطر الذى باتت نهايته محسومة، وقامت بعدة خطوات استفزازية، منها تخصيص ميناء للتبادل التجارى معها بحسب مساعد الشئون الاقتصادية لمحافظ بوشهر، سعيد زرين فر، أنه سيتم تخصيص ميناء "بوشهر" كمركز للتبادل الاقتصادى بين إيران وقطر، كما أرسلت طهران 4 شحنات من الغذاء والخضروات لقطر، وتتوقع إرسال المزيد.
واستغلت طهران المقاطعة، وخطوات ردع امارة قطر الداعمة للإرهاب، فى تسويق نفسها كحليف بديل عن العرب، وسارعت بتقديم مساعدات للدوحة، فضلا عن حماية الأمير تميم بن حمد عبر عناصر الحرس الثورى داخل الدوحة.وكشف مسئولين عن زيارات مكثفة قام بها تجار إيرانيون من محافظة بوشهر لدولة قطر، معتبرا أن الأزمة الخليجية مع قطر ستضاعف حجم الصادرات الإيرانية لها.