وأكد الشوبكى فى كلمته التى ألقاها أمام أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم فى مقر الجامعة العربية برئاسة الجزائر، ومشاركة الأمين العام للجامعة العربية، أننا نشهد فى هذه الفترة محاولات إسرائيلية محمومة للقفز على هذه القيم العربية والروابط التاريخية، حيث تحاول إسرائيل تسويق نفسها كدولة طبيعية مقبولة فى محيطها الجغرافى، دولة تقدم الحلول لمشاكل الجيران، بل تدّعى أنها المُنقذ والمُخلّص للدول فى محيطها القريب والبعيد، وكأن إسرائيل تريد من العالم أن ينسى أنها تسببت بنكبة الشعب الفلسطينى، وأنها قوة احتلال وكأنها تريد من العالم أن يتعايش مع احتلالها للأراضى الفلسطينية والعربية، ويقبله.
وأكد الشوبكى عمق الروابط والعلاقات بين الشعوب والدول العربية والأفريقية فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والعلاقات التاريخية بين حركات التحرر الأفريقية والقضية الفلسطينية، هذه العلاقات التى تأسست على القيم المشتركة المناهضة للظلم والاستعمار والتمييز العنصرى، والتى شكّلت أحد الأسس للشراكة الاستراتيجية العربية الأفريقية.
وتساءل الشوبكى: كيف لإسرائيل أن تقدم حلولاً لأفريقيا والشرق الأوسط، واحتلالها لفلسطين هو أكبر وأعقد المشاكل فى العالم؟ كيف لدولة تُصر على الاستيطان والاستعمار، أن تكون صديقة وحليفة لدول عانت من الاستعمار طويلاً؟ كيف لدولة تطبق نظام فصل عنصرى فى فلسطين، أن تكون مُنقذة لشعوب عانت من الاضطهاد والتمييز العنصري؟ كيف لدولة تمارس الإرهاب بشكل يومى على الشعب الفلسطينى، بل وتصنع الإرهاب فى محيطها، أن تكون حليفاً فى الحرب على الإرهاب؟
وقال الشوبكى إن المفارقة تأتى أن جمهورية توغو، وبعض الدول الأفريقية الأخرى التى عدّلت نمط تصويتها لغير مصلحة الحقوق الفلسطينية، هى دول أعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى، التى أنشئت عام 1969 لحماية المقدسات الإسلامية فى القدس والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى، وينص ميثاقها وأهدافها ومبادئها على ذلك.
وأشار الشوبكى إلى أن إسرائيل التى نجحت فى رئاسة اللجنة القانونية السادسة فى الأمم المتحدة قبل أشهر، نجحت قبل أيام بالحصول على موقع نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهى سائرة فى طريق الحصول على عضوية غير دائمة فى مجلس الأمن لعام 2019 و2020، وهى ذاتها دولة الاحتلال التى تحاول الحصول على عضوية مراقب فى الاتحاد الأفريقى، وتقوية نفوذها هناك، مشيرا إلى أن إسرائيل التى انحسر تمثيلها الدبلوماسى فى القارة الأفريقية إلى خمس دول فقط عام 1974، أصبح لها اليوم علاقات دبلوماسية مع ما يقارب 45 دولة فى أفريقيا.
وطالب الشوبكى الدول العربية بأن تتحرك للدفاع عن أمنها القومى العربى فى مقابل ما تقوم به دولة الاحتلال، وقال: علينا أن ننظم تحركنا وأن نفعل أكثر مما نقول، هذا إذا كنا لا نرغب أن نرى إسرائيل عضواً فى مجلس الأمن، أوعضواً مراقباً فى الاتحاد الأفريقي.
كما طالب الشوبكى بمزيد من التعاون والتواصل العربى الأفريقى، سواء على المستوى الثنائى، أو على مستوى متعدد الأطراف، استكمالاً للقمم العربية الأفريقية التى انعقد آخرها، القمة الرابعة، فى جمهورية غينيا الاستوائية، نوفمبر 2016.
ودعا الشوبكى للاستمرار بوضع القضية الفلسطينية والتصدى للمحاولات الإسرائيلية للالتفاف عليها، ضمن أجندة أى تعاون أو حوار سياسى ثنائى بين الدول العربية والدول الأفريقية، وضمن خطط وبرامج أى تعاون سياسى اقتصادى وتنموى وثقافى عربى أفريقى، بما يشمل القطاعات الحكومية المختلفة، والوكالات العربية للتعاون الدولى، والصناديق والمؤسسات المالية العربية التى تعمل فى مجال التعاون العربى الأفريقي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة