خادم "السبع راهبات" أثناء تواجده فى أحد الأفراح البدوية فى قبيلة القرارشة، كشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل رحلته فى تلك البقعة الطاهرة الممتدة منذ 32 عامًا، والبداية عندما استقدمه جاره بقرية المسعودى فى مركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، الذى يعمل مهندسًا إلى الدير برفقة آخرين من أجل تشييد بعض الأعمال الهندسية ثم توجه ومن معه إلى دير سانت كاترين لاستكمال أعمالهم لكنه فضل البقاء فى خدمة الدير والراهبات.
الإرشاد السياحى بالفطرة
ويقول عزت سامى: "أنا من أقباط أرثوذكس وراهبات الدير من الروم الأرثوذكس وينتمين للجنسية اليونانية، ورغم أنى لا أجيد القراءة والكتابة بالعربية، لكنىّ تعلمت اليونانية وأجدتها بصورة تامة من كثرة التعلم من الراهبات، وتمكنت أكثر من اللغة بعدما سافرت إلى اليونان فى زيارة إلى الكنيسة الأم فى الفترة من 2007 إلى 2014".
ويضيف: "بالنسبة للرواية الأشهر عن الدير تدور حول سبع راهبات منذ العصر الرومانى تعرضن لمحاولات اعتداء من مجرمين، مما دفعهن للصعود لأعلى جبل وادى فيران ثم ربطن ثيابهن وألقين بأنفسهن من أعلى الجبل"، لافتًا إلى أن السبع راهبات يتبع دير سانت كاترين، وعندما يُقام قداس يأتى أحد الرهبان التابعين له هنا لإقامة الصلوات مع الراهبات المتواجدات، وهن يونانيات على رأسهن دندية المتواجدة منذ 40 عامًا، والطبيبة كاترين ونكتريا وبلاقيا وبيسيه وسفرانية "أحدث الراهبات"، ويقمن بطهى أكلهن بأنفسهن، ويعتمدون على مياه الآبار المتوافرة بالدير".
وحول تفاصيل طبيعة عمله يوضح خادم الدير: "يوميًا أستيقظ بعد الفجر لأروى الشجر ثم أقوم بأعمال النظافة، وإذا طلبت منى رئيسة الدير شيئًا أنجزه أو أخرج للتسوق فى الخارج، وعندما تأتى الوفود السياحة أستقبلهم وأتولى عملية الترجمة لمّا تقوله الراهبة وتشرحه للضيوف، وعادة ما تستغرق الجولة السياحية نصف ساعة أو ساعة على أقصى تقدير".
البدو حراس الدير
بالنسبة لحياته وسط القبائل البدوية وتعامله الدائم معهم يقول عزت سامى: "على مدار العقود الثلاثة الماضية اعتبرت البدو أهلى وأحرص على زيارتهم فى المناسبات دائمًا سواء فرح أو عزاء، وأنقل لهم تحيات الراهبات، خاصة أن منهم من شارك فى تطوير هذا المكان وأحيانًا يحل محلى مسلم يُدعى محمد أبو موسى من قبيلة الجبالية والده عمل فى الدير لمدة 14 عامًا وعملت مساعدًا له فى تلك الفترة"، مضيفًا: "استأذن من رئيسة الدير من أجل الخروج لزيارة البدو فى المناسبات، وترحب بالفكرة كثيرًا خصوصًا أن الرهبات يشعرن بالسعادة عندما يعلمن أن جيراننا سعداء".
ويُضيف خادم السبع راهبات: "الدليل على ثقتى الشديدة فى البدو يتجسد فى أحداث ثورة 25 يناير وحكايات عمال الدير عما فعله رجال القبائل عندما غادرت الخدمة الأمنية محيط الدير، ولم يتبق سوى القبائل المتواجدة فى محيط المكان تحرس الدير وتسهر على أمنه، ووقتها أيضًا تم تخزين المؤن فى المحلات المجاورة ولم يجد العمال مكانًا يشترون منه، وهنا تدخل جيراننا وأعطوا الدير ما يلزمه بدون مقابل".
ولفت عزت سامى إلى أنه يحلم بعودة السياحة مرة أخرى مثلما كانت، وأن تهدأ الأحوال فى مصر كلها، ويكتب لها الخير ولأهلها دائمًا، مؤكدًا أن الدير يعتمد فى مصدر دخله الرئيسى على السياحة، والوضع غير جيد بالمرة منذ ثورة 25 يناير بسبب ضعف الإقبال السياحى، إضافة إلى المساعدات الخارجية من أهل الراهبات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة