للأسبوع الثالث على التوالى، يلقى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية المعروفة باسم اجتماع الأربعاء الأسبوعى بكنيسة العذراء والأنبا بيشوى بالأنبا رويس، وهى أحد كنائس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والتى تضم إلى جانب الكنيسة الكبرى، كنيستين آخريين إلى جانب الكنيسة البطرسية، وذلك لأسباب أمنية مثلما ذكر مصدر كنسى رفض الإفصاح عن اسمه.
القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة، قال لـ"اليوم السابع"، إن البابا تواضروس يلقى عظته اليوم من كنيسة العذراء والأنبا بيشوى بالأنبا رويس، دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
البابا تواضروس كان قد نقل منذ عامين عظته الأسبوعية إلى خارج الكاتدرائية، وذلك فى أعقاب مقاطعة متضررى الأحوال الشخصية له أثناء إلقاءه العظة فى الكنيسة الكبرى الأمر الذى دفعه لإلغاء العظة نهائيًا الأمر الذى لاقى هجومًا كبيرًا مما دفع البابا للعودة لإلقاء العظة مرة أخرى، لكن فى كنائس خارج الكاتدرائية وفى أكثر من إيبراشية مستغلًا تجديد الكنيسة الكبرى ورسم أيقونات جديدة لها تمهيدا للاحتفال باليوبيل الذهبى لها بمرور 50 عاما على إنشائها عام 2018، وهو ما فسره المتحدث الرسمى للكنيسة "البابا يستغل تجديد الكاتدرائية فى زيارة كنائس أخرى يطل منها على شعب الكنيسة ويلتقيهم".
عقب حادث دير الأنبا صموئيل، اضطر البابا تواضروس للتقليل من تحركاته خارج الكاتدرائية المؤمنة بالكامل، واقتصرت تلك التحركات على البقاء فى المقر الباباوى بالكاتدرائية أو العودة لقلايته بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون وسط حراسة أمنية مشددة تحيط البابا عقب محاولة اغتياله صباح أحد السعف بكنيسة الإسكندرية، كذلك فإن الكنيسة نقلت اجتماع المجمع المقدس السنوى الذى جرى بحضور 109 من المطارنة والأساقفة من دير الأنبا بيشوى إلى الكاتدرائية لأسباب أمنية أيضًا، حيث كان الأمر يتطلب تأمين سيارات 109 من كبار رجال الكنيسة فى طريق الإسكندرية الصحراوى المؤدى للدير، وفقا لما أكده مصدر كنسى.
بعد تكرار الحوادث الإرهابية صارت تحركات البابا تواضروس محسوبة، وعملت الكنيسة على التكتم على تحركاته والفعاليات التى يشارك بها حفاظا على حياته.
الحذر الأمنى لم يقتصر على البابا تواضروس وحده، فالأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، قال لـ"اليوم السابع"، إن هناك تنسيقا أمنيا بين الأساقفة ومديريات الأمن فى كل كبيرة وصغيرة منذ تكرار حوادث استهداف الأقباط، حتى إنه أمر بإلغاء كافة رحلات الأديرة للصعيد والبحر الأحمر بإيبراشيته مع إخطار الأمن بأى تحركات أخرى.
كذلك فإن مؤتمر تدريب ألف معلم كنسى ببيت السلام بالميريلاند بالشروق، والذى كان مقرر له بعد أيام وهو المشروع الذى يشرف عليه البابا تواضروس شخصيًا، وكشفت مصادر من ضمن المشاركين فى المشروع عن احتمالية تأجيل المؤتمر خوفا من استهداف أتوبيسات المشاركين القادمين من مختلف المحافظات وهم خيرة شباب الكنيسة من الخدام والكهنة.
كانت الكنيسة، قد نقلت التعليمات الأمنية الجديدة للخدام وأمناء الخدمة فى اجتماعات جرت على مدار الأسابيع الماضية بالكنائس بناءا على تعليمات وزير الداخلية لمديرى الأمن الذين أشادوا باتباع رجال الكنيسة للتعليمات بدقة.