كارثة تطل علينا من جديد مصدرها وزارة الآثار.. مسجد الملكة صفية يهدد المصليين بالابتلاع فى باطن الأرض.. لعنة المرأة الحديدية تطل برأسها على أشهر جوامع القاهرة التاريخية.
سلالم دائرية وقبة سماوية وصرح أثرى عظيم، وبهو عملاق، وصحن مكشوف تذهل عيناك عندما تراه من بعيد ، ولكن عندما تقترب وتصعد درجاته لتدخل رواقه ستصاب بالذهول.
أثر تاريخى يفوق بناءه 450 عاما.. عندما تصعد درجاته تشعر بأنك ستدخل قصرا من قصور السلطنة ولكن عندما تطأ قدماك داخله ستجد ما لا يرضيك.. فالدمار محاط بكل شئ فى المكان والإهمال يحكى قصصا لا تنتهى شروخ ضخمة تهدد بانهيار المسجد هبوط أرضى بفناء المسجد وداخله تهدد بابتلاع المصليين فى أى وقت.. بواقى قمامة منتشرة فى فناءه.. "مكرونة" مطبوخة.. وقاعدة حمام الأبرز.
حكاية الأثر.. ومن هى المرأة الحديدية.. والمذبحة التى ارتكبتها
"أن الله إذا أراد خراب دولة سلط على ملوكها النساء".. هذه العبارة أطلقت فى عهد السلطان العثمانى مراد الثالث وتخص "الملكة صفية" كما عرفت بـالمرأة الحديدية".. اسم حفرته صاحبته فى صفحات التاريخ ليس بجمالها البارع أو بذكائها الحاد وشخصيتها القوية فحسب، بل وبالدم والخديعة أيضاً.
فقبل أن تكون زوجة للسلطان العثمانى مراد الثالث كانت صفية ابنة مدللة لواحد من أمراء أسرة "بافو" فى البندقية، واختطفت الأميرة الصغيرة هى وطفلة أخرى فى واحدة من عمليات القرصنة بالبحر، وبيعت كجارية إلى أن انتهى بها المطاف فى قصر السلطان العثمانى باسطنبول.
احتلت الجارية ذات الأربعة عشر ربيعاً مكانة بارزة بين جوارى البلاط وتسرى بها السلطان مراد الثالث، فلما أنجبت له ابنه "محمد خان" صارت زوجته وأم ولده ولقبت بالسلطانة صفية.
واشتهر لدى أهل العاصمة التركية اسطنبول أن السلطان مولع بمجالسة "صفية" والتداول معها فى شؤون الدولة العليا، وصار كل أمر سلطانى ينسبه العامة لمشورة أو رغبة السلطانة صفية.
وبرهنت "صفية" سليلة آل بافو على أنها جديرة بالانتماء لهذا البيت المعروف الأمراء فيه بإقدامهم على خنق منافسيهم بقلب بارد، وذلك عندما طلبت من ابنها "محمد" أن يتوجه إلى قاعة العرش ليتلقى العزاء فى والده الذى يعانى سكرات الموت، وعندما وجد الابن نفسه وحيداً بالقاعة من دون أخوته الثمانية عشر سأل السلطانة صفية عنهم، فأكدت له أنهم قد سبقوا إلى المقبرة ليكونوا فى استقبال جثمان والدهم السلطان.
والحقيقة أن سليلة "آل بافو" رتبت بالليل أمر خنق أبناء السلطان الثمانية عشر ليخلو العرش لابنها فقط، وأرسلتهم جثثاً هامدة إلى باطن الأرض قبل أن يلحق بهم جثمان مراد الثالث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة