علاء ثابت مسلم يكتب: لماذا يتمنى الميت الرجوع للدنيا؟!

الخميس، 15 يونيو 2017 06:00 م
علاء ثابت مسلم يكتب: لماذا يتمنى الميت الرجوع للدنيا؟! علاء ثابت مسلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الصدقة لها شأن عظيم فى الإسلام، فهى من أوضح الدلالات، وأصدق العلامات على صدق إيمان المتصدق؛ وذلك لما جبلت عليه النفوس من حب المال والسعى إلى كنزه، فمن أنفق ماله وخالف ما جُبِل عليه، كان ذلك برهان إيمانه وصحة يقينه، وفى ذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم: (والصدقة برهان) أى: برهان على صحة إيمان العبد، هذا إذا نوى بها وجه الله، ولم يقصد بها رياء ولا سمعة. 
 
ولأن الصدقة لها أهمية بالغة أدرك أهميتها الموتى، ولذلك يتمنى الموتى الرجوع إلى الدنيا ولو لدقائق معدودة، ليقدموا صدقة لله عز وجل، ولقد نقل الله لنا أمنيتهم هذه فى قوله تعالى: (أَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أن يَأْتِى أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المنافقون: 10-11 .
 
لقد اقتنعوا – ولكن بعد فوات الأوان – أن الصدقة من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وأنها تطفئ غضب الرب جل وعلا، وأن العبد سيُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، فتمنوا الرجعة ليقدموا صدقتهم بعد أن منعوها الفقير، وصرفوها على شهواتهم وسياحتهم: (فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ)  .
 
تمنى الرجعة لأنه عرف أن الصدقة تباهى سائر الأعمال وتفضلهم، فقد قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: ذُكر لى أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم. 
تمنى الرجوع إلى الدنيا فقط ليتصدق، لعله علم عِظَم ثوابها، أو عظم عقاب المفرط فيها، إنها أمنية مليئة بالحسرة والأسف، ولكنها جاءت متأخرة .  
ومن فضائل وفوائد الصدقة :
 
أولاً: أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما فى قوله:(أن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى) صحيح الترغيب.
 
ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما فى قوله: (والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار) صحيح الترغيب.
 
ثالثاً: أنها وقاية من النار كما فى قوله: (فاتقوا النار، ولو بشق تمرة).
 
رابعاً: أن فى الصدقة دواء للأمراض البدنية كما فى قوله: (داووا مرضاكم بالصدقة). يقول ابن شقيق: (سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت فى ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فاحفر بئراً فى مكان حاجة إلى الماء، فإنى أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ) صحيح الترغيب.
 
خامساً: أن فيها دواء للأمراض القلبية كما فى قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه: (إذا أردت تليين قلبك فاطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم) رواه أحمد.
 
سادساً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء فى قوله تعالى:(لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ) آل عمران:92.
 
سابعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفى ذلك يقول: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً) فى الصحيحين
 
ثامناً: أن صاحب الصدقة يبارك له فى ماله كما أخبر النبى عن ذلك بقوله: (ما نقصت صدقة من مال) فى صحيح مسلم.
وأخيراً إذا ضاق عليك أمر فتصدق واتقِ الله .. فأما من أعطى واتقى" .. النتيجة: (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) .. يسَّر الله أموركم .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة