لدمياط شهرة واسعة فى صناعة الحلويات، ليس فقط الشرقية والغربية بل أيضا الحلويات الموسمية كالكعك والبسكويت المرتبط بعيد الفطر فى كافة المحافظات لكن فى دمياط لا يرتبط الكعك بعيد الفطر، على الرغم من الرواج الكبير الذى يشهده سوق الكحك فى العيد، فهو من أساسيات سبوع العروسين والمناسبات الأخرى .
وتشتهر محافظة دمياط بعمل كافة أنواع الكعك والبسكويت والحلويات، فهناك البيتى فور، والغريبة، والعجمية، والشكلمة، كما تشتهر قرى دمياط بعمل القرصة الصفراء، والكعك باللبن
وعلى الرغم من شهرة محافظة دمياط عن غيرها من محافظات الجمهورية بصناعة الحلويات بجميع أنواعها، إلا أنه لا توجد شعبة لمصنعى الحلويات بالغرفة التجارية بالمحافظة كما لا يوجد أى كيان يضمهم .
ونظرا للشهر الواسعة لعمل الكعك فى محافظة دمياط رصد "اليوم السابع "عادات الأهالى وقصصهم مع كعك العيد، وكيف تحول سوق الكعك بدمياط لثورة صناعية، وكيف يبدع الصناع فى إخراج أشكاله ونكهته المتعددة وما سبب الإقبال الشديد عليه على الرغم من غلاء الأسعار.
فقد تبين أن أصحاب المعارض والمخابز يراهنون على رغبة المواطنين الذين يبدون حرصهم على التمسك بعاداتهم فى الأعياد والمواسم، فالشراء يمكن أن يقل لكن الإقبال يظل قائماً حتى وان كان ضعيفاً، ففى دمياط تحول كعك العيد من مظهر من مظاهر العيد، ليصبح مطلباً ملحاً لدى كافة أفراد الأسرة، وضرورة إجبارية لا خيار فيها، وخاصة فى المناطق الشعبية والريفية بدمياط، حتى تحول الأمر إلى فرض فالأسرة التى لا تقوم بإرسال كعك العيد إلى بناتها المتزوجات قد تُعاير ابنتها فى منزل زوجها .
يقول محمود رجب أحد الاهالى أن الكحك من الأساسيات عندنا، وكان يصنع سابقاً فى المنزل، إلا أنه بعد التطور والحداثة وانتشار مصانع ومعارض الكحك والحلويات، اتجهت معظم الأسر الدمياطية على شرائه، وعلى الرغم من الاضطرابات السياسية التى أثرت على اقتصاد وميزانية الأسر، إلا أن كحك العيد شيء مقدس، ويصبح عيبا إذا لم تشتر الأسرة كحك العيد .
وتقول سلوى فرحات ربة منزل أغلب الأسر كانت تصنع الكحك فى البيت، ومنذ صغرى وقبل زواجى كنا نقوم بعمل الكحك فى البيت وكنا بنبقى مبسوطين، وبنعمل كميات بتقعد عندنا شهور، ونأخذ منها بعد العيد وإحنا رايحين المدرسة، لكن الحاجة دلوقتى أسعارها زادت وبقى صعب قوى نعمل فى البيت وبقينا نشترى كميات محدودة من كل نوع .
شهدت أسعار الكعك ارتفاعاً كبيرا عن العام الماضى ووصلت الزيادة الى 20 % وتراوحت أسعار الكعك الملبن من 35 الى 45 جنيها والكعك عيد الجمل من من 55 إلى 65 جنيها والكعك السادة من 35 إلى 65 جنيها والكعك العجوة من 35 إلى 45 جنيها والبسكويت من 45 إلى 60 جنيها والبيتى فور السادة من من 40 إلى 60 جنيها والبيتى فور لوكس من 60 إلى 75 جنيها وغريبة سادة من 40 الى 50 جنيها وغريبة مكسرات من 55 الى 65 جنيها.
ويؤكد هانى محمد كاشير، بأحد المحال أن قيمة الزيادة فى أسعار منتجات كعك العيد مناسبة جداً وفقا للزيادات التى شهدتها مستلزمات الإنتاج وأجور العمال، مضيفا هناك إقبال متوسط على حجز كعك العيد فهناك زبائن لها طلبات معينة لتخفيف نسبة السكر والسمن فى الحك والبسكويت.
كما أكد أن هناك تراجعا هذا العام من قبل الشركات ورجال الاعمال الذين كانوا يحرصون على شراء كميات كبيرة من الكعك للموظفين والعمال العاملين بشركاتهم.
فيما نفى أشرف عبد الجليل، مدير أحد المحال، ما وصفه باتهامات المواطنين من أن ارتفاع الأسعار بسبب جشع أصحاب المحلات، مرجعا أسباب الارتفاع إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وتحديدا الدقيق الفاخر المستورد بسبب أزمة الدولار، حيث أن طن الدقيق الفاخر ارتفع من 2750 إلى 3250 جنيها للطن بينما ارتفعت المكسرات بنسبة أكثر من 40 % فضلا عن ارتفاع اسعار النقل واجور العمال وفواتير الغاز والكهرباء وعلى الرغم من ذلك فالزيادة لم تتجاوز الـ15 جنيهاً عن أى نوع من انواع الكحك والبسكويت عن أسعار العام الماضى، مشيرا إلى أن كل السلع فى البلد أسعارها زادت.
من جانبه أكد محمد الزينى رئيس الغرفة التجارية بدمياط ووكيل لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن هناك تراجعا كبيرا فى مبيعات حلويات رمضان، هذا العام فى الوقت الذى ارتفعت فيه أسعارها وهو نفس الحال لكحك العيد.
وأضاف الزينى، فى تصريحات لـ اليوم السابع، أن ارتفاع أسعار الحلويات عموما وكعك العيد خاصة يرجع إلى زيادة أسعار الخامات المستخدمة فى تلك الصناعة الهامة مثل الدقيق والسكر السمنة، والمكسرات، مشيرًا إلى أن الحلويات أصحبت أولوية متأخرة بعد اللحوم والدواجن وغيرها من المواد الغذائية الأساسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة