بعد خطاب "ولما رأى المؤمنون الأحزاب" لـ داعش.. التنظيم يعترف بالمحاصرة والانشقاق.. الحديث عن غزوة الخندق يؤكد: دولة الخلافة تترنح.. الكلمة تصف بعض الأفراد بـ المنافقين.. وتهدد: من أطاع الأمير فقد أطاع الله

الجمعة، 16 يونيو 2017 01:12 ص
بعد خطاب "ولما رأى المؤمنون الأحزاب" لـ داعش.. التنظيم يعترف بالمحاصرة والانشقاق.. الحديث عن غزوة الخندق يؤكد: دولة الخلافة تترنح.. الكلمة تصف بعض الأفراد بـ المنافقين.. وتهدد: من أطاع الأمير فقد أطاع الله آثار التدمير فى العراق
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يخفى على أحد أن التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" دخلت مؤخرا مرحلة من "الخبط عشواء" وذلك بسبب تنبه الدول والكيانات الكبرى للخطر الذى صار يبثه الإرهاب فى كل العالم خصوصا بعدما عبر البحر وحط فى أوروبا خاصة فى بريطانيا وفرنسا، ولعل المتأمل فى الخطاب الأخير الذى أذيع، أمس، بصوت المدعو أبو الحسن المهاجر المتحدث باسم التنظيم، فى تسجيل صوتى، يجد الكثير من الانفلات اللفظى والفكرى الذى يعكس درجة من التوتر تكشف عن نوع من الحالة التى يعيشها أشهر تنظيم إرهابى فى الوقت الراهن. 
 
فى البداية نوضح أن الرسالة جاءت تحت عنوان "ولما رأى المؤمنون الأحزاب" ومدتها حوالى 25 دقيقة، واحتوت العديد من النقاط المهمة التى يمكن الوقوف عندها وتأملها.

قصة الأحزاب وغزوة الخندق

بدأ المتحدث كلمته بالربط بين ما يحدث الآن لـداعش من حصار وبين ما حدث للمسلمين فى زمن الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث قال"إن من سنة الله تعالى التى لا تتبدل ولا تتغير ابتلاؤه لعباده المؤمنين.. ومما قاله أيضا "إن هناك ابتلاءات نمر بها اليوم من تحزب الأحزاب واجتماع الممل على قتالنا وحربنا"،  وتابع "لا بد للمؤمن أن يوطن نفسه للابتلاء".

وليس بعيدا أن اختيار ما يسمى فى التاريخ الإسلامى بغزوة الخندق حيث صار المسلمون محاصرين فى المدينة يكشف الحالة النفسية التى يمر بها "المحاصرين" ورغبتهم القوية فى مجىء الفرج، والمتحدث باسم تنظيم داعش مدرك تماما لهذا الأمر، ويعرف الحالة النفسية التى صار فيها أفراد التنظيم، ولم يستطع أن يبدأ حديثه بكلام عن انتصارات جديدة أو حتى مجازر جديدة لكنه بدأ بكشف عن أزمة يعيشون فيها ويعانون منها.

الشك.. أول طريق الهزيمة

من الملاحظات اللافتة أيضا فى هذه الكلمة توقف أبو الحسن المهاجر أمام  المشككين والاعتراف بوجودهم والكشف عن الأصوات المختلفة داخل التنظيم، بالطبع هو وصفهم بالمنافقين لأنهم دعوا  للخروج من الأرض المحاصرة أو الاستسلام والعودة، لكن ما يهمنا الآن هو هذا الصوت المخالف، لأننا كنا نظنهم على قلب رجل واحد، وأن طريقتهم فى التفكير واحدة وفى اتجاه واحد، لكن هذه الكلمة كشفت أنهم مصابون بالبأساء والضراء ويشعرون بالزلزلة، وأنهم فى حالة من الخوف بما يبين بصورة واضحة أنهم مجرد بشر من السهل جدا القضاء عليهم والتخلص منهم.

ربما يؤكد هذا الكلام الذى نقوله جملة "احذر يا جندى الخلافة مجالس الفتن واجتنبها" التى جاءت فى نهاية الكلمة، وهى تأكيد تام على أن التنظيم يعانى انشقاقا كبيرا من الداخل. 

أصوات متمردة.. أمر طبيعى 

من الواضح أن الخطر يبدو قريبا داخل التنظيم أكثر مما نتخيل وأن الاختلاف والتمرد والإنكار ينصب على "أبو بكر البغدادى" نفسه وأن هناك  أصواتا تتراجع عنه وعن دعمه لدرجة أن يصرخ أبو الحسن المهاجر بحديث منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أطاعنى فقد أطاع الله، ومن يعصنى فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعنى، ومن يعص الأمير فقد عصانى". 

 

الحديث عن الموت.. طريق الإحباط   

فى هذه الكلمة التى تؤكد وكالات الأنباء أنها "داعشية" نشعر بنوع من التشاؤم  فلا حديث سوى عن الموت وتكفى جملة "فما هى والله إلا ميتة واحدة وقتلة واحدة" هذا الأسلوب لا يتفق مع طريقة الهجوم التى كان يتبناها التنظيم سابقا، لكنه يليق أكثر بحالة الهجوم، وهو يعنى نوعا من التراجع الشديد الذى يقارب نوعا ما حالة من الاستسلام.

 

التهديد.. حاشية الكلمة

الذى استمع للكلمة مكتملة يعرف أن موضوعها ومضمونها هو الإحساس بالخطر، وأن الجزء الأخير المتعلق بالدعوة لكثير من القتل والدم هو مجرد حاشية على هامش الموضوع، وأنها بمثابة خاتمة لا بديل عنها، هذا رغم أنها طالت بعض الشيء ولجأ فيها المتحدث لتعدد الأماكن التى بها أفراد التنظيم ومنها "يا ليوث الموصل والرقة وتلعفر بارك الله تلك السواعد المتوضئة والوجوه النيرة فاحملوا على الروافض والمرتدين وشدوا عليهم شدة رجل واحد...  وإلى إخوة العقيدة والإيمان فى أوروبا وأمريكا وروسيا وأستراليا وغيرها، لقد أعذر إخوانكم فى أرضكم فثبوا على أثرهم واقتدوا بصنيعهم.. نذكّر إخواننا المجاهدين وأهل الإسلام عامة باغتنام ما تبقى من هذا الشهر الفضيل لشن هجمات على  أعداء الإسلام  فى  أرض الخلافة  وفى العالم أجمع.

 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة