أكد حزب المصريين الأحرار "جبهة عصام خليل"، إيمان أعضائه وقياداته وكتلته البرلمانية بالثوابت الوطنية، وأنها كانت الدافع الرئيسى للدراسة العميقة والمتأنية والرصينة لاتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، كما أن الموافقة عليها تحت قبة البرلمان جاءت بما يشبه الإجماع، فى ظل مناخ من التخويف بلغ حد الإرهاب لأغلبية النواب، فضلا عن التخوين الذى رشق به أصحاب الصوت العالى، كل من حاول أن يُعمل العقل ويتحلى بالمسؤولية والضمير الوطنى.
وتقدم الحزب، بحسب بيان صادر عنه، اليوم السبت، بمبادرة طرحها على كل الأحزاب الوطنية، وعلى الأغلبية البرلمانية ممثلة فى ائتلاف دعم مصر، قال إنه يأمل من خلالها فى أن تجلس كل القوى حول ورقة عمل ستُعلن تفاصيلها قريبا، لدراسة توابع حالة التشكيك فى موقف مؤسسات الدولة ورموزها، بارتداء "قميص تيران وصنافير"، ويأمل أن تتعامل الحكومة مع تلك المبادرة بإيجابية، وتتعاطى معها بتفاعل، إذا كانت ترغب فى ترسيخ روح المسؤولية وتعميق معانى الحوار عند مواجهة أزمات، كتلك التى ترتبت على ترك الساحة خالية للذين يحترفون التخوين لمن يختلفون معهم، وإرهاب أصحاب الضمائر الوطنية.
وأكد الحزب فى بيانه، أنه بعد إعلان الموافقة على الاتفاقية من جانب مجلس النواب، فإن كل أعضائه وقياداته فخورون بموقفهم الذى أعلنوه فى مواجهة الذين يمارسون المراهقة السياسية والفكرية عبر أساليب تأكد رفضها من جانب جموع الشعب، الذى ترجم ذلك بالانصراف عن كل محاولات إثارة الاضطرابات بدعوات حمقاء للتظاهر يمكن أن تفجر الوطن، وتتسبب فى خراب معلوم لكل مواطن، وسبق أن سقطت فيه أوطان وشعوب شقيقة، ندعو الله أن ينقذها منه وأن تتوقف ماكينات التخريب وسفك الدماء على أراضيها.
وقال البيان: "يدرك حزب المصريين الأحرار أن من يرون فى أنفسهم معارضة، أساؤوا لأنفسهم وللبرلمان بممارستهم المقصودة مع سبق الإصرار والترصد، حتى لا يعلو صوت فوق صوتهم، وإن كان الحزب قد تحلى بالصبر والصمت والهدوء، فى مواجهة العواصف والغبار اللذين آثارهما من يختلفون معنا، فهذا لا يعنى أنه سيواصل الاعتصام بالنهج ذاته فى ظل إصرار هؤلاء على الإساءة للوطن ورموزه ومؤسساته الوطنية".
وتابع حزب المصريين الأحرار بيانه، قائلا: "يؤكد الحزب أنه سيواجه أولئك بصوت العلم والوطنية، مع كل من يقدر على الحوار وممارسة الديمقراطية، ولن يدخل فى سجالات مع الذين يجيدون تزييف الحقائق وتسميم الرأى العام والوعى الجمعى لأبناء وطننا، وإن كان قد ظهر بينهم قلة رأت الاختلاف مع موقف الحزب، فهذا دليل على احترامنا للرأى الآخر، لكن الحزب سيكون له موقف مع أعضائه الذين ينزلقون لممارسة لغة التخوين والتخويف لمن يختلف معهم".
وسجل الحزب تحفظه على أداء حكومة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، خلال الأشهر التى شهدت طرح هذا الملف منذ فتحه عند توقيع الاتفاقية قبل 14 شهرا، لأن أعضاء الحكومة تركوا الساحة لكل الذين يجيدون تزييف الحقائق وتشويه صورة الوطن عبر كل وسائل الإعلام داخليا وخارجيا، ويدفعنا ذلك للتأكيد على حاجة مصر لنهج وبناء إعلامى جديد، يقدر على التعامل مع محترفى تدمير العقول باسم الحرية والديمقراطية، وصولا إلى هدفهم بجعل الوطن يبدو كما لو كان يعانى حالة عدم استقرار.
وأكد الحزب ثقته المطلقة فى القوات المسلحة "بيت الوطنية المصرية"، ورجال الشرطة المحترمين، الذين دفعوا ثمنا غاليا وفادحا لحفظ الأمن والاستقرار، كما أكد احترامه لوزارة الخارجية وكل المؤسسات الوطنية التى تحمل على عاتقها مسؤولية البناء واستعادة مكانة مصر، فى إقليمها وقارتها وبين كل الأمم فى العالم، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، يقود مصر وسط خضم أوضاع شديدة الصعوبة، داخليا وخارجيا، محققا إنجازات كبيرة تعيد لمصر مكانتها، وهذه القناعات لا يمكن أن تهتز لمجرد تعرض البلاد لهذه الزوبعة فى فنجان، التى حاول البعض تضخيمها لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة يقودها ضيق الأفق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة