كشف مرصد بوابة إفريقيا الإخبارية، أنه بين عامى 2014 و2016 خاضت المجموعات الإرهابية المسلحة فى طرابلس وبنغازى وما بينهما حرباً ضارية ضد الجيش الليبى فى كل مكان. ونجحت فى السيطرة على العاصمة منذ 2014 مع معارك المطار القاسية والمدمرة.
وأضاف المرصد أنه خلال هذه الفترة كانت خطوط المواصلات والتموين القطرية التركية متواصلة ومتدفقة بشتى أنواع الأسلحة، دعماً لهذه الجماعات التى تربطها بها وشائج الانتماء الإسلاموى المشترك، ويباركها التنظيم العالمى لجماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعد أن انكسرت شوكته فى مصر، فدفع بكل قواه كى يكسب ليبيا. كانت قطر تتكفل بالمال وتركيا بتأمين الخدمات اللوجستية فيما يؤمن عناصر المجموعات الإرهابية عملية القتل وتمدير مؤسسات الدولة الليبية.
ففى فبراير 2015 اتهم عبد الله الثنى، رئيس الوزراء الليبى المعترف به دوليًا، يومذاك، تركيا بإرسال أسلحة للميلشيات وعناصرها من الإسلاميين الذين استولوا على العاصمة الليبية، طرابلس، فى 2014. "إن تركيا بلدٌ لا يتعامل بصدقٍ معنا،" هكذا قال للتلفزيون المصرى. "إنها تصدر أسلحة لنا يقتل بها الليبيون بعضهم البعض." ولم تحاول تركيا إخفاء دعمها لإسلاميى البلاد بعد سقوط القذافى فى 2011، وتتواصل علنًا مع الحكومة الإسلامية التى أعلنت عن نفسها فى طرابلس.
وقد بدأت التقارير المتعلقة بالدور التركى المتنامى فى الصراع فى الظهور منذ يناير 2013، عندما أوردت صحيفة ''حرية'' التركية أن السلطات اليونانية عثرت على أسلحةً تركية على متن سفينةٍ متجهة إلى ليبيا بعد توقفها فى اليونان بسبب سوء الأحوال الجوية. وفى ديسمبر من ذلك العام، ذكرت الصحافة المصرية أيضًا أن إدارة الجمارك المصرية اعترضت أربع حاوياتٍ من الأسلحة قادمة من تركيا ويُعتقد أنها كانت موجهة للميليشيات الليبية.
وفى العام التالى، أغسطس 2014، ورد أن القائد العسكرى لعملية الكرامة المؤيدة لحكومة طبرق، خليفة حفتر، أمر قواته بقصف سفينة متجهة إلى ميناء درنة الليبى ومحملة بأسلحةٍ قادمة من تركيا. وبعد ثلاثة أشهرٍ، فى نوفمبر 2014، ذكرت وسائل الإعلام التركية أن السلطات اليونانية عثرت على 20 ألف قطعة كلاشينكوف (AK-47) على متن سفينة متجهة من أوكرانيا إلى ليبيا. وقال الربان التركى أن السفينة كانت متجهة إلى ميناء هطاى جنوبى تركيا، ولكن السلطات الليبية قالت أن بيانات حركة المرور البحرية أشارت إلى أنها كانت متجهة إلى ليبيا.
وفى الشهر التالى، وفقًا لتقريرٍ أعدته الصحافة اللبنانية، اعترضت السلطات الليبية باخرةً كورية كانت فى طريقها إلى مدينة مصراتة الساحلية المحاصرة، وذكر التقرير أنها كانت منطلقةً من تركيا. وكانت السفينة محملةً بحاويات الأسلحة والذخائر التى يُقال إنها كانت موجهةً للميليشيات الإسلامية. وفى يناير2015، كشف مسئولٌ بالجيش الليبى أن كلًا من تركيا وقطر كانا يزودان عملية فجر ليبيا بالأسلحة عبر السودان، الأمر الذى يمثل انتهاكًا مباشرًا لحظر الأمم المتحدة على الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011.
وفى هذه الأثناء، يبدو أن تركيا توفر ملجأً لجهاديى ليبيا. ففى يناير، أكّدت ‘أنصار الشريعة’، إحدى الميليشيات الليبية الإسلامية، مصرع قائدها، محمد الزهاوى، بمستشفى تركية، حيث كان يتلقى علاجًا لـ" إصابةٍ لحقت به فى معارك بنغازى." وأرسلت تركيا جسده ليدفن فى مصراتة.
كما أنها توفر ملجأ لقيادات الجماعة الليبية المقاتلة، كبعد الحكيم بلحاج زخالد الشريف واللذان يملكان استثمارات مالية وعقارية كبيرة فى تركيا، تقول تقارير ورسائل سربها موقع ويكيليكس أنهما قد نهبها من أموال مؤسسات الدولة الليبية فى أعقاب سيطرتهم على العاصمة طرابلس بعد سقوط النظام فى أغسطس 2011.