كشفت مجلة فورين بوليسى، الأمريكية، عن خلاف داخل الإدارة الأمريكية بشأن الحرب فى سوريا، مشيرة إلى أن البيت الأبيض يرغب فى توسيع الحرب لتشمل إيران، وسط إعتراضات واسعة من البنتاجون وعلى رأسه وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس.
ونقلت المجلة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أمس، عن مصدران مطلعان على النقاش داخل ادارة الرئيس دونالد ترامب، أن عددا من كبار المسؤولين فى البيت الأبيض يدفعون نحو توسيع الحرب فى سوريا بإعتبارها فرصة لمواجهة ايران وقواتها بالوكالة على الأرض هناك.
وأوضحت، أن عزرا كوهين واتنيك، المدير الرفيع للاستخبارات فى مجلس الأمن القومى، وديريك هارفى، كبير مستشارى شئون الشرق الأوسط بالمجلس، يدفعا نحو شن الولايات المتحدة هجوم فى جنوب سوريا حيث إتخذ الجيش الأمريكى فى الأسابيع الأخيرة عدد من الإجراءات الدفاعية ضد القوات المدعومة من إيران التى تقاتل دعما للرئيس السورى بشار الأسد.
وبحسب المصادر، التى تحدثت للمجلة شريطة عدم ذكر أسمائهم، فإن خطط مسئولو الأمن القومى أثارت رفض الصقور التقليديين المناوئين لإيران فى الإدارة الأمريكية، بمن فيهم وزير الدفاع جيمس ماتيس الذى اسقط مقترحاتهم شخصيا أكثر من مرة.
وشهد الوضع فى جنوب سوريا تصعيدًا فى الأسابيع الأخيرة الماضية بعد أن أسقطت طائر أمريكية مروحية إيرانية الصنع قامت بهجوم قوات أمريكية خلال دورية بالقرب من التنف، وجاء الهجوم بعد يومين من قيام الطائرات الأمريكية بقصف ميليشيات شيعية مدعومة من إيران كانت على مقربة من قاعدة عسكرية أمريكية.
وعلى الرغم من الموقف الأكثر عدوانية الذى دفع به بعض المسؤولين فى البيت الأبيض، فإن كل من "ماتيس" والقادة العسكريين وكبار الدبلوماسيين الأمريكيين يعارضون فتح جبهة أوسع ضد إيران ووكلائها فى جنوب شرق سوريا، ويعتبرونها خطوة محفوفة بالمخاطر يمكن أن تورط الولايات المتحدة فى مواجهات خطيرة مع ايران، وذلك بحسب تحذير مسئولون من البنتاجون.
وأضاف المسئولون إن إشتباك مثل هذا قد يؤدى إلى الانتقام من القوات الأمريكية المنتشرة فى العراق وسوريا، حيث تقوم طهران بتسليح ألاف من مقاتلى الميليشيات الشيعية ونشر مئات من ضباط الحرس الثورى.
من جانب أخر، يشير مسئولون إلى أن وزير الدفاع جيمس ماتيس، و الجنرال جوزيف دونفورد، رئيس الأركان المشتركة، وبريت ماكجورك، الدبلوماسى الأمريكى المشرف على التحالف المناهض لتنظيم داعش، يؤيدون جميعا التركيز على طرد داعش من معاقله المتبقية، بما فى ذلك مدينة الرقة السورية.
ومن غير الواضح موقف مستشار الأمن القومى، إتش أر ماكماستر، بشأن الأمر، لكن تقول فورين بوليسى أن من المحتمل أن يكون ماكمستر متفقا مع ماتيس وموقف وزارة الدفاع نظرا لخلفيته العسكرية.