أعلن مالك عقار، رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان لقطاع الشمال"، التى تحارب فى مناطق متاخمة لدولة جنوب السودان، السبت، "إيقاف التفاوض والاتصال مع الحكومة بحسب ما جاء فى "روسيا اليوم".
ويأتى إعلان عقار وسط تصدعات تعانى منها منذ أشهر حركته التى تقاتل منذ 2011، فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتفاقمت الأزمة قبل أيام، بعد عزل عقار على يد نائبه عبد العزيز الحلو، الذى كان قد أقال، فى مارس الماضى، الأمين العام للحركة، ياسر عرمان، حليف عقار.
ووفق توازنات الحركة، يمثل الحلو ولاية جنوب كردفان، بينما يمثل عقار ولاية النيل الأزرق، فى حين يُنظر إلى عرمان على أنه ممثل للمؤيدين للحركة من خارج الولايتين.
وكان الحلو قد برّر قراراته، التى حظيت بدعم من هياكل الحركة فى جنوب كردفان، بـ"تهميشه" من قبل الرئيس والأمين العام، متهما إيّاهما بالتساهل فى التفاوض مع الحكومة فى الخرطوم.
واستشهد الحلو برفض الرجلين إدراج حق تقرير المصير للولايتين فى أجندة التفاوض مع الحكومة، وهو طرح يرى عقار وعرمان أنه "غير مناسب".
وقال عقار فى بيان "إنه سيركز على إعادة بناء الحركة وفق أسس جديدة، وأضاف: "سنتوقف نهائيا عن أى مشاركة فى المفاوضات، أو أى اتصالات مع نظام الخرطوم، والحركة الشعبية مستقبلها الحقيقى يكمن فى إزالة النظام الحالى وبناء نظام ديمقراطى لكافة السودانيين".
وفيما أقر عقار بـ"استلامه رسالة من جميع القادة والضباط فى الجيش الشعبى (الجناح العسكرى للحركة) تؤيد إقالته والأمين العام من قبل مجلس تحرير جبال النوبة (جنوب كردفان)"، أعلن "رفضه" لهذه القرارات.
ويعتبر إقرار الرجل مؤشرا على بدء فقدان نفوذه وسط القادة العسكريين فى النيل الأزرق، وهى جبهة أقل عنفا بكثير من جنوب كردفان التى تمثل الثقل العسكرى للحركة.
واقترح عقار لحل الصراع، تكوين قيادة "تخلو من الرئيس ونائبه والأمين العام"، معتبرا ذلك "المخرج الوحيد والحقيقى الذى سيحافظ على وحدة الحركة".
ودعا "عضوية الحركة للابتعاد عن المناكفات، وعدم الدخول فى أى صراعات تبدد الطاقات"، باعتبار أن "تمزيق الحركة الشعبية لن يحقق إلا مصالح أعدائها"، فى إشارة إلى الحكومة.
وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان، نيكولاس هينسوم، عبّر، مطلع الشهر الحالي، عن قلقه إزاء الانقسامات داخل الحركة الشعبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة