قالت دار الإفتاء المصرية، إنها تابعت مبادرة بعض المصلين فى العاصمة الإنجليزية لندن لإنشاء مسجد تحت مسمى "المسجد الليبرالى" تكون الصلاة فيه مختلطة بين الرجال والنساء فى صف واحد، وتكون الإمامة فيه للرجال أو النساء، ولا يشترط فى المصليات - فيه - ارتداء الحجاب كما ذكرت ذلك وسائل الإعلام العالمية.
وأكدت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بطلان المقصد الذى من أجله أقيم هذا المسجد، وهو إدعاء أن الفصل بين الرجال والنساء فى الصلاة وإلزام المرأة بارتداء الحجاب فى الصلاة فيه شىء من التمييز ضد المرأة، وهو إدعاء باطل؛ فقد تقرر فى الشريعة الإسلامية أن النساء شقائق الرجال، وأن المرأة مخاطبة بالشريعة كالرجل سواء بسواء كما قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} وغير ذلك من الأدلة القرآنية والشرعية المتكاثرة التى تدل على ما ذكرناه.
وأوضحت دار الإفتاء، أنه من شروط صحة الصلاة ستر ما أمرنا بستره من أجزاء الجسد رجالاً كنا أو نساء، وبذلك فقد وجب على المرأة الحجاب أثناء الصلاة، وفوات الوفاء بهذا الشرط يبطل الصلاة، وليس ذلك تمييزًا ضد المرأة بل إن ستر أجزاء من الجسد أمر تعبدى فى حق الرجال والنساء، وإن اختلف قدر ما فرضته الشريعة الغراء بين الرجال والنساء، وهذا ليس خاصًا بالشريعة الإسلامية وحدها بل له نظائر فى طقوس أديان أخرى تلزم المصلى بنحو ذلك، ويختلف الرجل فيها عن المرأة.
وأشارت دار الإفتاء، إلى أن التلاحم بين الرجال والنساء – الذى ورد فى الصور التى تم بثها للمسجد المذكور - بحيث يظهر التلاحم الجسدى بين المصلين والمصليات منهى عنه شرعًا، ويجب أن لا يحدث منه شىء فى الصلاة، بل هو تعد صريح على قواعد الشرع الشريف.
وأضافت الإفتاء، أن محاربة العنف والتطرف لا تكون بهذا المسلك الذى يشتمل على التطرف من جانب آخر وهو التعدى على المقررات الدينية والعلمية من غير مواجهة حقيقة للعنف ولا نشر صحيح للسلام.
ودعت دار الإفتاء المصرية عقلاء الناس جميعًا إلى التفكير فيما فيه صالح الإنسانية، والعيش المشترك بين المختلفين فى الآراء والعقائد، والتركيز على القضايا التى تعود بالصالح على الإنسانية كلها.
يذكر أنه قد ذكرت وسائل الإعلام عالمية أن مجموعة نشطاء أسسوا فى برلين مسجدًا داخل مبنى تابع لكنيسة، أطلقوا عليه لقب "المسجد الليبرالى"، ويستطيع الرجال والنساء فى هذا المسجد أن يصلوا سويًا، بمن فيهم غير المحجبات، كما يمكن لامرأة أن تؤم المصلين، ويقول المبادرون إلى تأسيس المسجد إنهم يسعون "لترويج لإسلام معتدل ومحاربة التشدد والعنف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة