عبرت آلاف الإبل صحراء السعودية الحدودية إلى قطر، اليوم الثلاثاء، وعادت لأصحابها بعد أن شردت لأيام على حدود أغلقت بسبب خلاف بين دول عربية.
وانتظر قطريون يرتدون جلابيب بيضاء فى سياراتهم عند الحدود للتعرف على جمالهم فيما اندفعت الإبل عبر الحدود النائية وهى تركل الغبار ضمن ما قال مالكون إنها صفقة غير رسمية مع حرس الحدود السعودي.
وقال على المقارح (40 عاما) وهو ينتظر مع أبنه البالغ من العمر سبعة أعوام عند المعبر "الحمد لله استعدت جمالي".
وتابع قائلا "لمدة أسبوع أبقوها هنا..كانت الجمال تتضور من الجوع. كان بعض الذكور يتعاركون وكانوا فى حالة سيئة. أخى لا يزال لديه 10 أو 11 جملا فى السعودية".
وتسبب قرار السعودية ودول عربية أخرى يوم الخامس من يونيو قطع العلاقات الدبلوماسية وكل روابط النقل مع قطر بسبب مزاعم عن دعمها للإرهاب فى تعطيل حركة التجارة وتقسيم العائلات وإثارة المخاوف من مواجهة عسكرية فى الخليج. ونفت قطر الاتهامات بأن لها صلة بالإرهاب.
ويقول أفراد القبائل فى قطر الذى يمتد أقاربهم عبر الحدود الحديثة لشبه الجزيرة العربية إن المقاطعة تهدد التقاليد القريبة من قلوبهم بما فى ذلك تربية الإبل والصقور.
ويربى مئات القطريين الإبل فى مناطق صحراوية بشرق المملكة العربية السعودية خلال شهور الشتاء لتدريبها وإعدادها للسباقات ومسابقات الجمال وهى تقاليد ينظر لها باعتبارها رابطا مهما لماض بدوى عفا عليه الزمن. وتباع الإبل التى تفوز بجوائز فى مزادات بمئات الآلاف من الدولارات.
ونشرت صحف قطرية يوم الاثنين، صورا لعمال آسيويين وهم يرعون الإبل الواهنة على الجانب السعودى من الحدود الأمر الذى أثار حالة من الغضب.
وأرسلت الحكومة القطرية قافلة تضم حاويات مياه وشاحنات تحمل العشب على الحدود أمس لإنعاش الإبل التى عبرت الحدود. وقبل اكتشاف احتياطات هائلة من الغاز الطبيعى قبالة ساحل قطر كان البدو يجوبون الصحراء ويعتمدون على لحم الإبل وحليبها للعيش.
وقال المقارح "خضنا حروبا بسبب الإبل. هذا واحد من تقاليدنا". وألقى باللوم على زعماء الخليج لأنهم وقعوا فى فخ المشاحنات السياسة. وقال"ما الذى يمكننى قوله؟ حتى لو كانت هناك خلافات فى السياسة. فنحن الشعب. لا تقحمونا فى خلافاتكم".
وأضاف "نريد أن نعيش أيامنا. أن نذهب للسعودية ونرعى جمالنا ونعود لرعاية عوائلنا. لا نريد أن نكون جزءا من هذه الأمور السياسية. نحن لسنا سعداء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة